..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

القوات الأمريكية الخاصة و"حزب الله" في خندق واحد!

المرصد الاستراتيجي

٣ ٢٠١٧ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3443

القوات الأمريكية الخاصة و
-الأمريكي-صورة-أرشيفية.jpg

شـــــارك المادة

تحدثت مصادر استخباراتية غربية عن قيام قوات أمريكية بعمليات تدريبية مع الجيش اللبناني تحضيرا للمعركة ضد تنظيم "داعش"، بينما يستعد "حزب الله" للمشاركة في المعركة على الجانب السوري من الحدود.
وتقوم قوات العمليات الخاصة الأمريكية بمساعدة الجيش اللبناني وتدريبه استعداداً لمواجهات قادمة مع التنظيم على طول الحدود السورية. وفي الوقت نفسه، أعلن "حزب الله" أنه سيحارب التنظيم على الجانب السوري.

واعترف المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون بوجود القوات الأمريكية في لبنان، مؤكداً أن: "قواتنا الخاصة توفر التدريب والدعم للقوات المسلحة اللبنانية... وهذا ليس محصوراً في العمليات العسكرية والمهام التكتيكية والإستراتيجية، فحسب، بل لدينا حضور مع القوات الخاصة اللبنانية في جميع جوانب التدريب والعمليات الخاصة"، وامتنع المتحدث عن تقديم التفاصيل حول عدد قوات العمليات الخاصة الموجودة في لبنان.
وكشفت المصادر أن طائرات العمليات الخاصة للقوات الجوية الأمريكية رُصدت أكثر من مرة في الأكاديميات التابعة لقوات العمليات الخاصة اللبنانية شمالي لبنان، حيث يتم العمل على إنجاز الترتيبات و التنسيق التقني مع الأميركيين الذين ينشرون عدداً من خبرائهم في مطار رياق لخدمة طائرات "السيسنا"، وتوفير المعلومات الاستخبارية الواردة من عمليات الرصد التقني التي تقوم بها الولايات المتحدة فوق سوريا كلها.
ووفقاً لتقرير نشره موقع "ديبكا" الاستخباراتي (7 أغسطس 2017) فإن دبلوماسيين إسرائيليين في واشنطن قدموا احتجاجات سرية إثر تسرب أنباء عن مشاركة القوات الأمريكية في معارك يشنها النظام و"حزب الله" ضد فصائل تابعة لتنظيم القاعدة غربي سوريا.
ووفقاً للتقرير فإن العمليات قد تمتد في الفترة المقبلة إلى الحدود السورية-الإسرائيلية، ويبدو أن واشنطن باتت مستعدة للقيام بالمزيد من العمليات المشتركة مع قوات النظام وميلشيا "حزب الله" ضد تنظيمي القاعدة و"داعش"، حيث تقف القوات الخاصة الأمريكية إلى جانب القوات اللبنانية التي تدعم قوات النظام والحزب بالمدفعية الثقيلة وعمليات القصف الجوي.
وأشار التقرير إلى أن ترامب قد أصدر تصريحات نارية ضد "حزب الله" اللبناني بالتزامن مع زيارة سعد الحريري لواشنطن، إلا إنه قد تم إقناعه بالجلسة المغلقة بأن الجيش اللبناني لن يتمكن من القيام بعملية منفردة على الحدود اللبنانية-السورية دون دعم قوات النظام وميلشيا "حزب الله".
وأكد التقرير أن القوات الأمريكية قد شاركت بفاعلية في المعارك التي دارت في السادس من أغسطس من مواقعها على الجانب اللبناني، حيث قدمت القوات الخاصة غطاء مدفعياً للقوات اللبنانية وجيش النظام و"حزب الله" في عملياتهم براس بعلبك والفاكهة شمالي البقاع، مرجحاً وجود غرفة عمليات وتخطيط مشتركة جمعت بين هذه القوات، إذ إنه من غير الممكن شن عمليات بهذه الكثافة دون تنسيق وتخطيط مسبق يجمع بين مختلف القوات المشاركة في العمليات.
وأشار موقع "هفنغتون بوست" (11 أغسطس 2017) إلى أن حسن نصر الله بدا مبتهجاً بإشراك ما يسميه "الشيطان الأعظم" في حربه ضد عدوٍ مشترك، وتمكنه من إطلاق سراح خمسة عناصر من الحزب، وقد هلل الإعلام اللبناني لهذه العملية واصفاً إياها بالنصر البطولي، وحتى المنافذ الإعلامية غير المُنتمية لحزب الله شاركت في هذا التهليل.
وكانت وسائل إعلام لبنانية نقلت عن مصادر ميدانية مطلعة أن معركة الجرود التي سيخوضها "حزب الله" من الجهتين اللبنانية والسورية، ستتم بالاستعانة بألوية النخبة لديه، وفيما يبدو فإن الحريري قد قبل بمشاركة الحزب مقابل ضمان استمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني، والبالغ قيمته 80 مليون دولار سنوياً، حتى وإن أقرّ المدافعون عن هذه المعونة بأنها تصب في مصلحة "حزب الله".
وبينما كان يقف بجوار الحريري أثناء المؤتمر الصحفي في حديقة الورود بالبيت الأبيض في 25 يوليو الماضي، أكد ترامب أن المساعدات الأميركية للجيش اللبناني ستتواصل، قائلاً: "يُعد ما أنجزه الجيش اللبناني خلال السنوات الأخيرة أمراً مثيراً للإعجاب. تشعر الولايات المتحدة بالفخر لمساعدتهم وستواصل فعل ذلك".
وفي الأسبوع التالي لذلك اللقاء، أكد وزير الداخلية اللبناني أن عمليات الجيش اللبناني تتم "بالتنسيق" مع جيش الأسد.
وتزامنت تلك العمليات مع أكبر عملية ترحيل للاجئين منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل ست سنوات، وهي ليست عودة طوعية بقدر ما هي نتاج لحملة الشيطنة التي يتعرض لها المهاجرون السوريون في لبنان وعددهم مليون ونصف لاجئ، وفرصة ذهبية لنظام الأسد لاستعادة السيطرة على ما يطلق عليها "سوريا المفيدة"، ويعني بها التجمعات الحضرية ذات الكثافة السكانية الكبيرة وتشمل العاصمة دمشق والمناطق الساحلية إلى مدينة حلب.
ورأى الباحث الفرنسي فابريس بالونش أن العمليات قد خدمت النظام حيث مكنته من ربط الحدود اللبنانية في القلمون الغربي بمنطقة الزبداني والعاصمة دمشق جغرافيا لأول مرة منذ سنوات، كما أسهمت في تحقيق رغبة إيران بإنشاء منطقة نفوذ لها على الحدود السورية مع لبنان، وهي جزء من الترتيبات التي جرت بين الأمريكيين والروس الذين اتفقوا على إقامة مناطق تجميد قتال أو مناطق فك ارتباط يشرف عليها الروس وأخرى تابعة للأمريكيين، وقد تحقق وضع شبيه بهذا في الجنوب المحاذي للأردن ومرتفعات الجولان.
وكتبت "ليزي بورتر" في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" أن حزب الله والقوات السورية قادا الحرب على جبهة فتح الشام وليس الجيش اللبناني. ومع أن الجيش قام بمحاصرة مواقع حول عرسال لمنع المقاتلين من الهروب إلى داخل لبنان وقدم الغطاء المدفعي للعملية، إلا أن الذي قام بإلقاء الخطابات لإعلام الرأي العام عن مجريات المعركة كان الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، وكان الإعلام المتعاطف مع الحزب هو أول من وصل إلى عرسال، كما قام قادة الحزب العسكريين بأخذ الإعلام الغربي في جولات في المنطقة. ويرى محللون وصحافيون أن الحزب أصبح يروج لنفسه باعتباره الحامي للبنان من الإرهاب الآتي من الشرق.

 

للاطلاع على التقرير كاملاً: التقرير الاستراتيجي العدد 46
إعداد: المرصد الاستراتيجي 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع