رابطة العلماء السوريين
تصدير المادة
المشاهدات : 4058
شـــــارك المادة
بيان رابطة العلماء السوريين إلى أبناء سورية الأبية الخميس 23/ جمادى الآخرة/ 1432هـ ـ 26 /أيار(مايو)/ 2011م
ما يزال النظام الذي جثم على صدور أبناء الشعب السوري لأكثر من أربعة عقود يمعن في الكذب والافتراء والتضليل، ومحاولة إيهام الرأي العام في الداخل والخارج أن ما يجري على أرض سورية من أقصاها إلى أقصاها إنما هو مؤامرة تختلف مسمياتها وتوصيفاتها يوماً بعد يوم، ومن مدينة لأخرى، بل من قرية إلى أخرى.. إلى الحد الذي بلغ حد التندر عند كل مشاهد أو إعلامي شريف.. إن فجور هذا النظام الذي ما يزال سادراً في الغي والكذب لم يعد خافياً سوى على الذين لا يريدون أن يصدقوا ما يقع في سورية من القتل والسحل والاعتقال والتنكيل والتعذيب والمقابر الجماعية.. لأنهم من الصم البكم الذي لا يعقلون، أو لأنهم مخدوعون خادعون؛ {وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون}. لقد كذب هذا النظام في ادعاء الصمود والتصدي.. ثم في المقاومة والممانعة.. وهو يحمي حدود إسرائيل، ويوفر جيشه ليوم النزال مع الشعب، حتى يمعن فيه، وبأسلحته الثقيلة، محاصرة وقتلاً وفتكاً في الرجال والنساء والشيوخ والأطفال.. كما كذب في ادعاء العروبة والقومية وهو يتحالف مع الشعوبية الحاقدة، حتى سلطها على دمشق نبض العروبة وعاصمة الأمويين، والتي انطلقت منها جيوش الفتح والتحرير والتعريب تحت راية بني أمية العظام الذين أسسوا لحضارة عربية إسلامية إنسانية، ساهم في وضع لبناتها الأولى في ظل هذه الدولة الماجدة المسيحيون العرب الذين مازالوا، وسوف يبقون -بإذن الله-، جزءاً لا يتجزأ من نسيج هذه الأمة وهذه الحضارة. كما كذب هذا النظام في ادعاء الاشتراكية، وهو الذي عمل بكل الوسائل على سحق الطبقة الوسطى التي كانت تمثل السواد الأعظم من الشعب السوري، وتحويلها إلى طبقة مسحوقة تعاني الفقر والإذلال!! علماً بأن هذه الطبقة هي حاملة القيم الوطنية والأخلاقية، وهي الأوفر حظاً في صنع التقدم والعمران.. وكأن النظام قد أخذ على عاتقة أن يحارب كل هذه المعاني والقيم، التي يحقد عليها ويرغب في استئصالها!! ولكن الشعب السوري بإيمانه وتراثه الأخلاقي والوطني الجهادي العريق، وسائر مكونات ثقافته التي لم تنقطع بجهود علمائه ومثقفيه وقادة التنوير فيه، ثار بمختلف فئاته وطبقاته وأجياله ينشد الكرامة والحرية، قبل أن يطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية. إن اشتراكية النظام المزعومة لم تكن سوى رأسمالية الدولة، ولكن أي دولة؟! إنها الدولة التي اختُزِلت في أسرة، أو في مجموعة من الأفراد ينهبون المال العام ويعتدون على حرمات المال الخاص!! يا أبناء الشعب السوري النبيل: أعلنوا جميعاً عن رفضكم لهذا النظام الظالم، وعن خروجكم من إسار الذل وقيود العبودية التي كبَّلكم بها طيلة أربعين عاماً، ولا يلتفت منكم أحد إلى ما يدَّعيه ويزيِّنه فقهاء السلطان، وبعض المنتفعين و(المندسين) على الفقه والدين -ممَّن سمَّاهم بيان الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سورية علماء السلطة وعملاء الشرطة ممن لبس جبة وعمامة-، من القعود والتهاون، تحت شعار الخوف من الفتنة، أو بدعوى عدم جواز الخروج على الحاكم (بأمر الله). واعلموا أن الفتنة التي هي أشد من القتل هي اليوم في السماع لهؤلاء الفقهاء والمدَّعين، وفي السكوت الظالم عن دوْس أعناق الرجال، وعن جرائم القتل وإزهاق الأرواح، وفي التلهي عن رؤية دماء الشهداء الزكية الطاهرة وقد اصطبغت بها أرض سورية، والتي قدمها أبناء الشعب الأبي بمختلف ملله ونحله وطوائفه، وسائر مكوناته ونسيجه القومي والاجتماعي، ومنهم أبناء الطائفة التي يحتمي وراءها النظام، ويحاول أن يوهم الشعب السوري أنها جميعاً معه أو أنها تؤيده أو ترضى بجرائمه البشعة.. في عملية خداع مكشوف. إنَّ رابطة العلماء السوريين تعلن لأبناء الشعب السوري العظيم أنها تضمُّ صوتها الحر إلى أصوات إخوانهم من علماء سورية في الداخل، الذين طالبوا بالحرية والكرامة، وبجميع وجوه الإصلاح، والذين أكدوا على حقِّ التظاهر السلمي، ووجوب عدم التعرض للمتظاهرين، وعلى إطلاق سراح معتقلي الكلمة والرأي، في الوقت الذي حمَّلوا الجهات الأمنية كامل المسؤولية عن حماية أرواح المواطنين وحقن دمائهم، إلى آخر المطالب التي نصَّ عليها علماء سورية في رسالتهم المفتوحة. يا أبناء سورية الأبية: إنَّ ثورتكم المباركة ماضية في طريقها، وسوف تحقِّق بحول الله وقوته أغراضها في الانتصار على جميع قوى العدوان والبغي والظلم في الداخل والخارج، وفي الحرية والكرامة والعدالة، وفي عودة سورية وطنا لجميع السوريين..
{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون}.
الشرق الأوسط
رابطة علماء المسلمين
الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سوريا
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة