شاهد عيان حموي
تصدير المادة
المشاهدات : 4994
شـــــارك المادة
حتى مساء أمس كانت المدينة تنعم بجوٍ هادئٍ ومريح. خرج ظهر جمعة (ارحل) يوم 2011/7/1م نصف مليون حموي يطالبون بإسقاط النظام ورحيل بشار. كان المظهر حضارياً بكل معنى الكلمة، فرقٌ توزِّع الأدوار، وأخرى تهتف هتافات محددة وغيرها، يوزع العصائر ومياه الشرب، وهناك من يجمع النفايات، وبات جلياً بالفعل أن النظام سقط تماماً في حماه. كان هناك تواجد أمني كثيف في مقر حزب البعث الجديد لحمايته رغم أن المتظاهرين لم يتعرضوا له أو لأي منشأة أخرى إطلاقاً، بل على العكس قام الأهالي بتنظيف الأبنية من الكتابات وتنظيف المدينة وتلميع الساعة -إحدى رموز حماه-. كانت المنشورات توزع أثناء المظاهرة توضح (لماذا نتظاهر)؟ بالإضافة لنشرات توعية وتوجيه وتطمين. تفاجأ العالم بهذه التظاهرة السلمية، فمذيع البي بي سي قال: "هذه ليست تظاهرة في ميدان التحرير بالقاهرة، وإنما في ساحة العاصي بحماه". خلق ذلك ذعراً هائلاً لدى النظام، واتخذ قراره صبيحة اليوم التالي بإقالة المحافظ (د. أحمد خالد عبد العزيز)، هذا الشخص المتوازن كان بعيداً كل البعد عن الحلول الأمنية مما أثار حفيظة القوى الأمنية وأبناء الريف الحموي -ذي الغالبية العلوية-. وكانوا قد قدموا له عريضة تطالب بدخول الجيش وقام برفضها، فما كان منهم إلا المطالبة بعزله وتغييره، فكان لهم ما أرادوا.. القلوب كلها وجفة من تعيين محافظ ذو خلفية أمنية مما يعني بطشاً ودماء -لا سمح الله- ومع هذا كله يصر أهل حماه -ومنذ مجزرة 3/6/2011م الأخيرة والتي حاول النظام بعدها جرهم لاستخدام السلاح ولم ينجح في ذلك- على التظاهر السلمي، وعدم اللجوء إلى السلاح أو حتى استفزاز المسلحين. يحتاج الحمويون الآن للدعاء، ومن ثمّ لدعم مادي ومعنوي كبيرين، فالأعمال تراجعت وذوو الدخل المحدود باتوا في فاقة، ورغم تعاضد الحمويين في لُحمةٍ نادرة إلا أنهم لا يزالون يحتاجون للكثير، وهنا دوركم...
غداف راجح
عبد العظيم عرنوس
صفوان الأحمد
فارس الرفاعي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة