..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

بيان الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سوريا حول مواقف وسياسات بعض الدول من الثورة السورية

الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سوريا

٢١ إبريل ٢٠١٢ م

المرفقـــات

pdf

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 9686

بيان الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سوريا حول مواقف وسياسات بعض الدول من الثورة السورية
11.jpeg

شـــــارك المادة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد:
فإنه نظراً للّغط الذي حصل ويحصل باستمرار حول مواقف الدول العربية والإسلامية بشكل عام والخليجية منها بشكل خاص من الثورة السورية، وحول ما نشر وينشر عن إساءة معاملة بعض المقيمين السوريين في هذه الدول نوضح ما يأتي:

1- بعد مرور أكثر من سنة على الثورة السورية المباركة، فإنه لا يخفى على عاقل التقسيم السياسي للدول العربية والإسلامية من حيث الوقوف في وجه النظام الطائفي الصفوي في سوريا أو الحياد أو الموالاة، إذ لا يمكن تجاهل الدور الرائد لدول الخليج العربي في دعم الثورة السورية سياسياً ومادياً ومعنوياً، لمجرد إشاعات أو تسريبات أمنية مغرضة تصدر من بعض الجهلة أو أزلام النظام أو شبيحته، والتي ينجرّ وراءها كثير من الناس فيكيلون الاتهامات محققين بذلك ما يسعى إليه النّظام الفاجر في سوريا من الإساءة لهذه الدول بسبب مواقفها المشرفة من ثورتنا، وخلق نوع من الشرخ بينهما، فهذه الدول موقفها جليٌّ وواضح بما تقدّمه من دعم سياسيّ وإعلاميّ وماديّ صريح، فلا يمكن لعاقل أن يتجاهل دور القنوات المؤيدة للثورة المباركة لاسيما الجزيرة والعربية اللتان تبثان من قطر والإمارات، ولا ريب أن النظام على استعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل إسكاتهما أو التشويش عليهما، فلولا فضل الله ثم مواكبة هاتين القناتين لثورتنا لحجبت الحقيقة، وقتل النظام منا مئات الآلاف بلا رقيب ولا حسيب، ولطويت صفحة سوريا في كتاب الحقد الصفوي كما طويت صفحة العراق سابقاً.
2- من المعروف أن لكل بلد قوانين ناظمة وتشريعات حاكمة لضبط الأمن والنظام في هذا البلد وخاصة في حال وجود تنوعات عرقية ودينية وطائفية كثيرة، كما هو الحال في دول الخليج العربي والتي يمكن لبعض أعداء هذه الدول أن تستغل هذا التنوع لخلق الفوضى وزعزعة الاستقرار كما حدث ويحدث في مملكة البحرين مثلاً مما اضطر هذه الدول إلى تشديد الإجراءات الأمنية على المقيمين حفاظاً على الأمن والاستقرار؛ لذا ننصح الإخوة المقيمين في هذه الدول والسوريين منهم بشكل خاص التقيد بهذه القوانين والأنظمة ليكونوا عوناً وسنداً لإخوتهم وأهلهم في هذه البلاد، فقضيتنا واحدة وهمنا واحد ومستقبلنا سيكون مشرقاً -بإذن الله- بعد أن تنقشع هذه السحابة السوداء عنا وعنهم بانقشاع عمائم الحقد الأسود.
3- إنَّ مصالح الدول وعلاقاتها الخارجية لا تبنى على العواطف والأمنيات أو المصالح الشخصية ولا تسير وفق أهواء أو تطلعات الأفراد أو حتى الجماعات وإنما تبنى على أساس العهود والمواثيق والمصالح العليا لهذا البلد، والاتفاقات المبرمة بينه وبين بقية بلدان العالم ضمن منظومة معقدة يصعب فهمها على من لا خبرة له في هذا المجال؛ لذلك يتسرع كثير من الناس بالحكم على مواقف هذه الدولة أو تلك من هذا المنظور الضيق؛ فتجده يكيل التهم لهذه الدولة أو تلك ويطلب المستحيل من هذا الزعيم أو ذاك، مما يؤثر أحياناً بشكل سلبي على قضيتنا، كما حدث من تغير في مواقف بعض الدول كالموقف التركي والسيد أردوغان تحدداً.
4- مما ينبغي التنبّه إليه عدم التعميم عند العقاب والتخصيص عند الثواب، فعندما يسيء أحد السوريين لا يجوز تعميم العقاب على كل السوريين، وعندما يحسن أحد السوريين نقول أحسن فلان ولا ننسبه حتى لبلده مما يزيد في فرقة الأمة وتشتتها وتشرذم أهدافها وآمالها وكأنه لا يجمعنا دين واحد ولسان واحد وآمال وآلام واحدة، فنسأل الله أن يعافينا من هذا البلاء، وأن يجعلنا من المنصفين الساعين لتوحيد هذه الأمة ولم شملها وإعلاء كلمة التوحد في أرجائها، وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، إنه على كل شيء قدير.

صدر عن الهيئة العامّة للعلماء المسلمين في سوريَّا
السبت 29/جمادى الأولى/1433هـ - 21/ إبريل/ 2012م. 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع