..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

بيان عاجل إلى الثورة السورية في الداخل مجزرة الحولة

محمد نعيم الساعي

٢٨ مايو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 10727

بيان عاجل إلى الثورة السورية في الداخل مجزرة الحولة
37.jpeg

شـــــارك المادة

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان عاجل إلى الثورة السورية في الداخل
"مجزرة الحولة"
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه وبعد:
فإن الفاجعة التي حلت في أهلنا في الحولة، وتحل في أجزاء متعددة من أرض بلاد الشام المباركة على أيدي العصابات النصيرية والشيعية المجوسية الحاقدة لا يجوز أن تمر في عقول الثائرين وقلوبهم دون أن تحدث تغييراً جذرياً في فكر الثورة ومعالمها، فالثابت المشاهد يدل بآلامه وجراحاته على أن آلة البطش المجرمة لم تضعف بل ازدادت بطشاً وإجراماً، وأن سكين الجزار الأثيمة لم تكل، بل لا زالت تعمل في رجالنا ونسائنا وأطفالنا ذبحاً ونحراً، ولا زال من الواضح الأكيد أن الفحش والتفحش قي التصدي لطلاب الحرية والعزة والكرامة لم يجد له من طرائق الصد والدفع ما يوهن قوته أو يضعف بأسه، فهل إلى شل يد الجزار وبتر ساق العاقر وقطع سيف الباطش من سبيل....؟
مرة بعد مرة، "لا يفل الحديد إلا الحديد"

لقد ذكرنا في بياننا الأول وفي بداية الثورة هذه السنة الإلهية وأن أصلها في كتاب الله {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع........}، وذكرنا في هذا البيان وما ألحقناه من البيانات على مدى أشهر الثورة ومستجداتها أن المظاهرات السلمية لا يجوز في فهم النابهين والعاقلين عن الله أن تكون وسيلة الدفع لآلة القتل المجرمة، وإنما هو الحديد والبأس الشديد الذي أنزله الله معه، وأنه إن كانت المظاهرات خياراً من الخيارات فلتكن مظاهرات مسلحة يكون معها من الوعد والوعيد ما يبشر المؤمنين ويرهب الفاجرين، وقد مضى على هذه التحذيرات من الأيام والليالي والتي لم تجد لها آذاناً مصغية ما حمل معها من المآسي والفواجع ما أدمى القلب وأدمع العين، أما وقد حل بأطفالنا ونسائنا ما حل بالحولة .....................
فقد طف الصاع وبلغ السيل الزبى
أيها الثائرون الأحرار والمناضلون الأبرار
لا يخرجن بعد اليوم ثائر إلا وسلاحه بيده، ولا يبيتن أحد في بيته إلا وقد توسد بندقيته، ولا يغيبن أحد عن أهله وبيته إلا وقد ترك فيهم من تعلم حمل السلاح ولداً أو امرأة، تعلموا الرمي وعلموا أولادكم وأهلكم الرمي فهو فرض عين عليكم وقد ذبح أطفالكم واغتصبت نساؤكم، فبئست حياة قد أصبحت دماؤكم وأعراضكم أرخص في موازين الفجار من ثمن رصاصة أو شحذة سكين.
أيها المتظاهرون الشجعان..
فإما حياة تسر الصديق *** وإما ممات يكيد العدا.
لقد أعلنتم للدنيا بأسرها أنكم بخروجكم من بيوتكم ثائرين متظاهرين قد أصبحتم مشاريع شهادة، وأنكم قد بلغت بكم الشجاعة والبسالة ما جعلكم تواجهون رصاص الوحوش الدخيلة على الكرة الأرضية بصدور عارية وأيد خالية، فإن كان الأمر على ما وصفنا وأنتم كذلك إن شاء الله، فهل يجوز لكم أن تفجعونا مرتين، مرة بسقوطكم صرعى في الساحات والشوارع، ومرة بترككم أهلكم وأولادكم عرضاً مستباحاً ودماً مهراقاً...؟؟؟؟؟....فلا والله لا يكون هذا بعد اليوم أبداً إن شاء الله، بل ستكون مظاهراتكم جنوداً مجندة، وجحافل مجيشة،  وكتائب مدربة، قد اختلط دوي تكبيرها بأزيز رصاصها، واصطلمت أسنة رماحها بأصوات حناجرها، قد قالت لعدوها بلسان حالها قبل مقالها: أن حذاري أيها الوغد فلن تجوس خلال ديارنا بعد اليوم، ولن تكون دماءنا وأعراضنا رخيصة، بل دون ذلك خنادق أشلائكم، وأكوام جماجمكم.
السلاح ..السلاح..ثم السلاح السلاح
أبذلوا من أجله الغالي والرخيص
{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}
وليكن اقتناؤه أضر من الطعام والشراب وما هو أدنى من ذلك، فاجتهدوا في تحصيله، وتحايلوا لشرائه، فهو روح ثورتكم، ودرع انتفاضتكم، بل هو الآن سر بقائكم، ومفتاح نصركم بعد تقواكم لله وتوكلكم عليه.
كوفي عنان...وكف لعنان الثورة !!!!!!!!
ألا شاهت تلك الوجوه....وتعست تلك العقول...
ألا شاهت وجوه المتآمرين والكائدين، سوداً كانوا أم بيضاً، وتعست عقول السذج والمتخاذلين، وطنيين باريسيين، أم ثوريين لندنيين، أما تعب الأولون مكراً وكيداً، أما استحيا الآخرون لسذاجتهم وخمولهم، ألم يئن للكائدين أن يعلموا أن ثورة أحفاد خالد وصلاح الدين قد خرجت عن طوع الأعداء وطوق العملاء، وأنها ماضية بحول ربها لا يقف لزحفها شيء، أو ألم يئن للمتأملين الغوث والعون من غير الله أن يتوبوا إلى الله ويهرعوا إليه!!!!؟؟؟؟؟...اللهم إنا قد أيسنا إلا منك، وقنطنا إلا من رحمتك، وضل من ندعوه إلا إياك، اللهم اهدنا إلى أسباب نصرك، ووفقنا إلى سبل عزك، اللهم إنا نجعلك في نحور أعدائنا، ونتضرع إليك أن تجمع شمل من قام لنصرة دينك والدفاع عن أعراض ودماء وعزة وكرامة عبادك، اللهم سدد رميهم واستجب دعوتهم واشف صدورهم آمين اللهم آمين.

وكتبه: أ.د محمد نعيم الساعي
عضو رابطة العلماء السوريين وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين
وعضو مجمع الفقهاء في أمريكا الشمالية وعضو اللجنة الدائمة للفتوى
أستاذ الفقه وأصوله وفلسفة التشريع

 

المصدر: رابطة العلماء السوريين

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع