مالك إبراهيم الأحمد
تصدير المادة
المشاهدات : 4650
شـــــارك المادة
إعلام داعش يُعتبر تحولا نوعيا وكيفيا كبيرا في الخطاب الإعلامي لدى فصيل إسلامي (بدعي) استفاد فيه من كل الوسائل التكنولوجية الحديثة في الإعلام. استطاعت داعش أن توظف أدوات الإعلام من تصوير وإخراج فني للدعاية والتأثير على جمهورها والجمهور العالمي بما يتوافق مع أهداف وأفكار التنظيم. خطاب إعلامي يدغدغ المشاعر بالذات لفئة الشباب: التبشير بمستقبل ”إسلامي” عادل يكفل الكرامة والعيش الحر لشعوب المنطقة المستضعفة! خطاب إعلامي ذكي يسعى إلى إرعاب أعدائه وخصومه وإلحاق أكبر الأضرار النفسية بجنودهم وقادتهم وحاضِناتهم الاجتماعية والسياسية. اهتم تنظيم «داعش» مبكرا بالجانب الإعلامي منذ ظهور أول نواة لهذا التنظيم (جماعة التوحيد والجهاد/مصعب الزرقاوي) أسس هيئة شرعية وعسكرية وإعلامية. كان الظهور الأول للجهاز الإعلامي لهذا التنظيم عام 2012م بصورة واضحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالذات تويتر. تعود قوة التنظيم الإعلامية لمشاركة مقاتلين أجانب يملكون خبرات إعلامية فنية عالية سخروها لخدمة التنظيم (عادة لا يدخل الأجانب في القتال) «داعش» لا يقتصر على نشر الصور في اتجاه واحد بل يعمل على فهم حاجات جمهوره ومعرفة ردود أفعالهم على شكل استبيانات علمية متكررة. خطاب داعش الإعلامي يعتمد على التفاعل مع الجمهور فالتنظيم يتمتع بسهولة ومرونة الحركة مع التقنية والمعلومات والتطبيقات الفنية على الأجهزة كشفت استخبارات الاتحاد الأوروبي عن وجود شبكات تواصل اجتماعي متخصصة موجهة لشرائح معينة كالنساء تقوم بتجنيد النساء من أوروبا للالتحاق بصفوفه. منذ تأسيس أول هيئة إعلامية لنواة للتنظيم 2006 خطى مراحل متقدمة بالذات بدخوله سوريا ثم استيلائه على مدينة الموصل بما فيها من مؤسسات إعلامية. لدى التنظيم ترسانة إعلامية: مدونات ومنتديات ومواقع إلكترونية ومؤسسات الإنتاج تلفزيوني وفوتغرافي ولديه مواقع متغيرة وثابتة تتبدل باستمرار. توفر هذه الترسانة خدمات بلغات عدة إلى جانب العربية مثل الانكليزية والفرنسية والتركية والشيشانية والكردية، كما يمتلك مجلات وإصدارات وإذاعات. لديه مكتبة ضخمة مليئة بموارد التكنولوجيا والخطب والبلاغات ووسائل التجنيد والتمويل والتدريب والتخفي والتكتيكات القتالية وصنع المتفجرات. يتعذر الحصول على إحصاء دقيق ومحدد لعدد الماكينات الإعلامية على مواقع الإنترنيت التابعة لتنظيم "داعش"، لأنها تحت الرصد والإغلاق والمتابعة. "التحالف الدولي" وبالتنسيق مع شركات عالمية مثل "غوغل" و"يوتيوب" و"تويتر" و"فيس بوك" يلاحق مواقع التنظيم فتجد اختفاء مقاطع فديو بعد بثها. لا توجد مواقع إلكترونية ثابتة للمؤسسات الإعلامية التابعة لـ"داعش" لهذا فإن التنظيم يواجه حربا إعلامية بإعادة إنتاج روابط إلكترونية جديدة. غالبية مواقع داعش تمتلك حسابات فرعية في برامج التواصل الاجتماعي، فالمدونات الأساسية تمتلك مواقع فرعية وحسابات على مواقع التواصل ويوتيوب. إعلام داعش ينقسم إلى نوعين: خاص بالأعضاء الموثوقين (ويستخدم هؤلاء برامج حجب متطورة تمنع التعرف على مواقعهم الجغرافية والـIP) إعلام الجماهير. بعض مواقع "داعش" خصوصا الرئيسة لا تسمح للمتصفح العادي بمعرفة محتوياتها ويشترط أن يقوم المتصفح بالتسجيل للتأكد من أن الشخص مهتم ومتعاطف معهم. لغة عرض الموضوعات في المواقع الإلكترونية التابعة لـ"داعش" تتميز بالبلاغة والسلامة القواعدية، فيما تحظى غالبية تلك المواقع بتصاميم جيدة. تسمح بعض مواقع داعش أو المتعاطفة معه بعرض صور قتلى التنظيم وأحيانا في لحظاتهم الأخيرة قبل أن يفارقوا الحياة بطريقة تستهدف الاستعطاف. يستعمل "داعش" الإثارة في عرض موضوعاته وإصداراته على المواقع التابعة له، وما إن يدخل شخص إلى مادة إعلامية حتى تظهر مواد جانبية تلفت انتباهه. استطاعت داعش جذب فئة الشباب والمراهقين لأنهم يمتلكون وقتا طويلا في التصفح ويستغل ميلهم إلى الإثارة الجسدية والمشاهد القاسية (قطع الرؤوس) الباحث في الفصائل الجهادية هشام الهاشمي: داعش يولي أهميةً قصوى للإعلام لدرجة أن قياداته تعتبر لجنة الإعلام الإلكتروني من أهم جبهات العمل. هشام الهاشمي: المشرفون على العمل الإعلامي في الغالب من السلفيين السعوديين لما يتمتعون به من لغة فصيحة سليمة وخطابة غزيرة بالاستدلال الشرعي. يصعب التوصل إلى إحصاء دقيق لعدد وأسماء المواقع الإلكترونية التابعة لـ"داعش" لأنها معرضة للإغلاق. أهم وأبرز المواقع الإلكترونية التابعة: موقع الخلافة الإسلامية: مدونة بالعربية والإنكليزية تعرض أخبار ونشاطات التنظيم وملفات الصراعات الدولية وصور الضحايا المدنيين بسبب قصف التحالف. شبكة المراسلون الإعلامية: نشاطات التنظيم القتالية في القوقاز وآسيا وإفريقيا وتقارير إخبارية مفصلة عن نشاطات "داعش" القتالية وبأرشيف كامل. مدونة غرفة منبر الأنصار الإسلامية: ردود أفعال الجمهور على شكل مقالات وتعليقات قصيرة مستندة على الآيات والأحاديث وترد على من يهاجم داعش! الدولة الإسلامية: تنشر أخبار التنظيم القتالية وبياناته الرسمية ومقالات داعمة له من رجال دين معروفين ولها حسابات في موقع التواصل الإجتماعي. أنصار المجاهدين للإنتاج الإعلامي: أخبار ومقاطع فيديو للمعارك ومقالات يكتبها الأنصار والمتعاطفين. تطلب بريد المتصفح لتزويده بآخر الاخبار! دولة الخلافة الإسلامية: تنشر الأخبار والمقاطع وتروج للمؤسسات الإعلامية التابعة الأخرى خصوصا "الفرقان" و"الاعتصام" و"الحياة" و"البتار" المدونة الجامعة لإصدارات الدولة الإسلامية: تابعة لمؤسسة "البتار الإعلامية" تركز على نشر عناوين المواقع والمنتديات والحسابات على مواقع التواصل. الدولة الإسلامية باقية بإذن الله: مقاطع الفيديو الأبرز مثل قتل الأسرى والمعارك والأخبار والبيانات وأبواب للدعوة إلى الجهاد والتوعية.
اكتفي بهذا القدر اليوم ونكمل لاحقا استعراض إعلام داعش وسوف نركز على تحليل أفلامهم أرجو أن يكون فيها النفع والفائدة.
(2)
شبكة الجهاد العالمي: منتدى يمتلك مدونة فرعية لا يتبع لتنظيم "داعش" لكنه ينشر بياناته وجميع إصداراته. منتدى العقاب: يهتم بأخبار جميع الفصائل الجهادية بما فيها "داعش" يضم أقساماً رئيسة؛ سياسية وفكرية وأدبية وثقافية، يعرض الأخبار دون تصرف. منتديات جهادية مستقلة لكنها تنشر أخبار داعش هي كثيرة منها: أخبار الدولة الإسلامية، منتديات النصرة الجهادية، منتديات البراق، شبكة حنين، شبكة الزرقاوي. من أبرز ملامح تطور الهيئة الإعلامية لتنظيم "داعش" إنشاء مؤسسات للإنتاج المرئي وهي كثيرة منها: الفرقان، الاعتصام، الحياة، أعماق، البتار، دابق، الخلافة، أجناد، الغرباء للإعلام، الإسراء، الصقيل، الوفاء، نسائم للإنتاج الصوتي، وغيرها!!. الباحث حسن أبو هنية: الأشرطة والمواد الدعائية التي تصدرها المؤسسات الإعلامية التابعة للتنظيم تشير إلى التحول الكبير في بنيته وقدراته الفائقة، يضيف أبوهنية: وتكتيكاته العنيفة، واستراتيجيته القتالية المرعبة، فقد أصدر سلسلة من الأفلام المتقنة: صليل الصوارم، كسر الحدود، فشرد بهم من خلفهم. بسبب إغلاق موقعها المستمر تقوم داعش بنشر نتاجها في مئات المواقع والمنتديات والمدونات التابعة له أو المناصرة فضلاً عن حسابات مواقع التواصل. إعلام داعش يملك العديد من القنوات على اليوتيوب: مؤسسة الفرقان للانتاج الاعلامي - مؤسسة الاعتصام - المنبر الإعلامي الجهادي - مؤسسة غرباء، وغيرها "مركز الحياة" مؤسسة إعلامية إنتاجية تابعة لتنظيم "داعش" من أبرز مهامها ترجمة إصدارات تنظيم "داعش" إلى اللغة الانلكيزية، من أبرز إصدارات مركز الحياة (إنجليزي) "رسالة إلى أميركا" تضمنت ذبح رهينة أميركي، و"زيارة إلى الموصل"، و"لهيب الحرب"، و"نهاية سايكس بيكو" "إذاعة البيان" تبث من الموصل أخبار وتقارير وبيانات وتعليمات للسكان في المنطقة. "دابق" أول مجلة ورقية تصدر باللغتين العربية والإنكليزية. "الشامخة" مجلة نسائية تصدر عن مؤسسة "الشامخة الإعلامية" تتضمن موضوعات خاصة بواجبات المرأة وفق الشريعة، تجري لقاءات مع زوجات عناصر من "داعش" يمكن تصنيف مؤسسات إعلام تنظيم «داعش» مؤسسات رسمية: 1 – المكاتب الإعلامية التابعة لوزارة الإعلام 2 – مؤسسات إنتاج إعلامية
النوع الثاني: المؤسسات الإعلامية غير الرسمية أو المناصرة والتي تم تزكيتها من التنظيم فضلا عن حسابات مناصريه على شبكات تويتر وفيسبوك. يملك التنظيم ما يسمى"جيش الخلافة الإلكتروني" الذي قام بتعطيل حسابات أمريكية عسكرية رسمية على تويتر ويوتيوب لساعات ونشر من خلالها بياناته. استطاع التنظيم أن يفرض نفسه إعلاميا من خلال فيديوهات نشرها تُظهر وحشيّة في تعامله مع مواطني المناطق التي سيطر عليها لبث الرعب لدى الناس، و"يكاد يكون بنفس مستوى العمليّات الإرهابيّة" بحسب مدير "المركز الدولي لدراسة التطرّف" بيتر نيومان. استخدم داعش أساليب إعلامية متطورة وطبق بعض النظريات الإعلامية فضلا عن إخراج ومونتاج فني راق للأفلام تقوم بعملية غسيل للدماغ، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وأوصل أخباره للعالم أجمع، ما دفع وسائل الإعلام لنقل الأخبار التي يُشكّل هو وحده مصدرها! أنتج مسلسلات وألعاب إلكترونيّة وأناشيد جهاديّة تدفع المستمع لإكمالها لأنّ مادتها الصوتيّة قريبةٌ إلى الأذن وألحانها مستعارة من أشياء مألوفة. أصدر منشورات ومجلّة "دابق" بلغاتٍ أجنبيّة ولها إخراجٌ فنّي جميل، عرض فيها صور القتل والذبح وتحدّث عن المظلوميّة التي يعيشها "أهل السنة"! كشفت دراسة بحثية بأن التنظيم كسب أعدادا كبيرة من المنتمين له ممن يحملون جنسيات غربية أو شرق آسيوية جراء سياسته في مواصلته لنشاطه الإعلامي. تقوم الهيئة الإعلامية للتنظيم بترجمة الإصدارات إلى لغات أجنبية عديدة، كالإنجليزية والفرنسية، والألمانية والروسية والإسبانية والأوردو، وغيرها ذكرت مصادر مقربة من وزارة الدفاع الفرنسية عن 2600 موقع إنترنت يرتبط بداعش تخاطب العالم بلغات متعددة منها الإنكليزية والعربية والفرنسية. الحضور الأبرز لـ "داعش" على تويتر: رغم عدم وجود أي حساب رسمي إلا أنّ لمناصري التنظيم حسابات كثيرة تنشر الآيات والأحاديث وصورا لرؤوس مقطعة! يستغل مناصرو "داعش" الوسوم الأكثر تداولاً للانتشار، فنجدهم ينشرون تغريدات هي بالأساس روابط لفيديوهات وأخبار للتنظيم لا ترتبط بالوسوم! على سبيل المثال، نشرت التوأمان البريطانيتان من أصول صومالية، سلمى وزهرا، تغريداتٍ أعلنتا فيها انضمامهما لـ "داعش" وبدء التدريب! المهاجرة البريطانية "أم ليث"، دعت النساء الغربيّات ليحذون حذوها، أما أم حارثة، فكانت تكتب بالإنكليزية وتحرص على نشر صور تُظهر"انتصار داعش" بعد ذبح الصحافي جايمس فولي انطلقت حملة تُطالب بمقاطعة أخبار "داعش" رضخت إدارة "تويتر"، فألغت الحسابات التي كانت معروفة بارتباطها بالتنظيم. كُلّ هذا لم يردع "داعش"، فقد هدّد مناصرو التنظيم بهجمات إرهابيّة لقتل موظفين عاملين في موقع "تويتر" (رغم أنهم أنشأوا حسابات جديدة!) قالت كيمبرلي دوزير المحللة بـCNN إن المشكلة في المطالبات بإيقاف نحو50 ألف حساب يشتبه بتعاونها مع داعش تمكن "أين تنتهي حرية التعبير ويبدأ الإرهاب"
(3) توضيح: تغريداتنا عن "إعلام داعش" ليس تسويقا لهم ولا لمنهجهم بل تحليل عام من أجل اتخاذ الخطوات العملية المضادة المناسبة. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الجزء الثالث من "إعلام داعش" سنتكلم فيه باذن الله عن أفلامهم بشكل خاص، أرجو ان يكون فيها النفع والفائدة.
يقوم داعش بإنتاج الأفلام والمقاطع من أجل ترهيب الأعداء وجذب المؤيدين إضافة إلى الدعاية لحكم "الدولة" والرد على الاتهامات الموجهة لهم.
تعتمد أفلامهم على المونتاج السريع والإثارة والتشويق ويترافق معها أناشيد دينية تحفيزية تشد المشاهد وتلفت نظره وتوصل الرسالة إليه سريعا.
تتميز أفلام داعش بتصوير دقيق يوافق معايير الصورة الصحيحة مثل حجم الكادر وموقع الشخص أمام الكاميرا (قاعدة التثليث في التصوير)
الصورة لغة تخاطب مشاعر المتلقي وتجد أثرها في المشاهد العاطفيّة أو الحساسة، والتي تتضمّن حوارات أو مواقف حزينة أو ماضي ضمن Flash Back
إضافة إلى الصورة فهناك توظيف ذكي للألوان لتحقيق أغراض نفسية في المشاهد ويتم استخدام الألوان الباردة للتعبير عن قساوة الموقف وجديته (الذبح)
يستخدم التنظيم معدات حديثة وباهظة الثمن (سلايدر وكاميرات الكرين وأحدث الكاميرات السينمائية) والمؤثرات الصوتية والبصرية بشكل احترافي.
نقلت "التايمز"عن خبراء أن المؤثرات التي يستخدمها إعلام داعش نفس المستخدمة في "هوليود" وخاصة المستخدمة في سلسلة (Let's Go) لتخاطب شباب الغرب.
الصاندي تايمز أجرت تحقيقاً كشف هوية أحد الشبان الخمسة الذين يقومون بإدارة أفلام قطع الرؤوس لداعش وجميعهم برتغاليو الأصل هاجروا إلى بريطانيا.
كشفت تقارير استخبارية أن المسؤول عن إنتاج أفلام ومقاطع داعش هو "ابو سمرة" (من أصل سوري ولد في فرنسا ونشأ في أمريكا ويحمل الجنسية الأميركية)
أشار تقرير لصحيفة “ديلي ميل” إلى أنّ احتراف "أبو سمرة" وخبراته في التقنية والإعلام وأن داعش جندته للتواصل مع أميركيين وبريطانيين وكنديين.
تشارلز ليستر من معهد “بروكينغز″ الدولي: لم تستطع أيّ من المجموعات المتطرّفة أن تصل إلى التأثير الإلكتروني وخلق عملية إعلامية متطوّرة مثل داعش.
مدير "المركز الدولي لدراسةالتطرّف" نيومان: للفيديوهات "تأثيرٌ قوي وفعّال، لأنّه يُشكل خوفاً لدى الناس، ويكاد يكون بنفس مستوى العمليات الإرهابيّة.
في فيديو ذبح الصحافي ستيفن سوتلوف، استنسخ "داعش" إخراجاً أميركياً (استخدم أسلوب افتتاحيّة مسلسل "هوملاند" وبمونتاج شبيه لجذب المشاهدين)!
"لهيب الحرب..الآن جاء القتال"
فيلم مدته 55 دقيقة يبدأ بحديث (عقر دار المؤمنين الشام) شحن عاطفي وبيان حال "الطواغيت" و"المنافقين" و"الكفار"!
يبرز الفيلم المعارك التي يخوضها التنظيم وعوامل النصر (التضحية بالنفس–الإقدام–حاملو الأر بي جي، إلى جانب الاستشهاديين والاقتحاميين)
يقوم إخراج الفيلم على استخدام جميع تقنيات إخراج الفيلم السينمائي لكن بفارق أن السلاح حقيقي يتضمن لقطات فلاش (مشاهد مقاتلين والخليفة والعلم)
من اللقطات المثيرة:
التصوير: تصوير عالي الجودة، كاميرات متحركة، التصوير من عدة زوايا حيوية، عدة كاميرات تصور في آن واحد الخطاب الإعلامي ركز على إبراز الهدف وقبول الناس للعيش تحت ظل تنظيم "الدولة الإسلامية" وإبراز دور الاستشهاديين في المعركة مع مدح المجاهدين.
يلاحظ أن:
الخطاب حماسي، متصاعد بنائيا (مراحل انتشار تنظيم الدولة – سير المعركة)، يتمسك بالإيجابيات (الانتصارات) ويبرز القوة والتحدي.
"واقتلوهم حيث ثقفتموهم"
يعرض اقتحامات وبيان سمو الهدف لدى مقاتلي الدولة وقدرتهم على القيام بالعمليات العسكرية المدروسة وبدقة عالية فضلا عن التشفي من الصفويين.
فيلم "الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا" قصير وثائقي: تعريف بعدد من "المهاجرين" وكيف دخل أو تاب وكيف التحق بالمجاهدين في "الدولة الإسلامية"
أفلام الذبح:
فيلم رسالة ثانية إلى أمريكا (ذبح الأمريكي ستيفن سوتلوف) في الصحراء يظهر راكعا على ركبتيه مرتديا قميصا برتقاليا وإلى جانبه مسلح ملثم يحمل سكينا
يعتمد توجيه الخطاب المباشرللجهة المستهدفة مع التصريح باسم أوباما لإثارة الرعب. الرسائل المضمنة: التخويف، إبراز العزيمة، الضغط على شعب الرهينة.
فيلم ذبح جاسوسين روسيين فتى يعدم رجلين بإطلاق النار من مسدس، بعد إدانتهما بالتجسس على التنظيم لصالح الاستخبارات الروسية
يقوم المخرج إستعارات تصويرية: يد الطفل والتركيز عليها (رسخ مفهوم القوة والتوحش) استخدام لغة الوجوه (قلق-ترقب-إنتظار-فرحه-إنتصار-جديه-حزم)
أفلام القتل والرجم والحرق: شفاء الصدور (إحراق الطيار الكساسبة بالنار داخل قفص) أيضا أفلام الإعدام: إعدام 200 من مقاتلي داعش حاولوا الهرب!
أجرت شبكة بريطانية لقاء مع من شهد مقتل الياباني غوتوكشف أن الرهائن الأجانب كانوا يخضعون لعمليات "قتل وهمية" وإن الأمر للتصوير قبل التنفيذ الفعلي.
اعتمد "داعش" في فيديوهات الذبح على عوامل نفسية لاختراق عقل المشاهد (الغربي) ارتدى الغربيون ملابس برتقالية (تشبه التي ارتداها معتقلو غوانتانامو)
اعتمد "داعش" في فيديوهات الذبح على عوامل نفسية لاختراق عقل المشاهد (الغربي)
-4-
80 % من الذين انتسبوا إلى تنظيم داعش تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويذكر كذلك أن السعودية جاءت في المركز الأول حصلت فيديوهاته على مشاهدة ما لا يقل عن 107 مليون شخص حول العالم لما يزيد على ألف شريط فيديو.
نحو 200 ألف مستخدم يقرؤون رسائل يوميا يبثها تنظيم “داعش” تتضمن دعوات مباشرة للانضمام إليه ومقاطع فيديو وقوائم تعليمات.
داعش تنشر أو تعيد نشر ما يزيد على 90 ألف مادة إعلامية ودعائية يوميا في وسائل التواصل بغرض التواصل والتجنيد والدعاية والحشد.
أكثر من 2600 موقع إنترنت وتواصل اجتماعي يرتبط بتنظيم “داعش” تخاطب العالم بلغات متعددة منها الإنكليزية والعربية والفرنسية.
أهداف إعلام داعش:
تفيض إصدارات «داعش» بالكثير من الأيقونات والرموز تمثل بصمة مُميِّزة لهذا التنظيم (مثل عَلَم «داعش» الأسود المسمى راية العقاب)
يقول خبراء الإعلام أن إعلام داعش نجح في إشهار التنظيم واستقطاب الشباب فضلا عن تخويف الخصوم بل حتى المؤيدين (فيلم إعدام أعضاء حاولو الهرب)
استغل إعلام داعش الأحداث العالمية والهاشتاقات المصاحبة له لبث أخباره والترويج لأفكاره كما فعل في كأس العالم لكرة القدم في البرازيل.
إعلام داعش نجح في اجتذاب حوالي 16 ألف مقاتل من 90 دولة حتى نهاية عام 2014، وفق التقرير السنوي حول الإرهاب الذي تصدره الخارجية الأمريكية.
يركز إعلام داعش على إظهار الوحشية (حقيقيا أو وهميا) التي تعتبر في بعض الأحيان حاجة عند بعض الشباب خاصة الذين يعانون الإحباط والعزلة والتهميش.
من المفارقات أن إعلام داعش يعرض ويوظف الرومانسية للإيقاع بالفتيات بالذات من الدول الغربية ومنهن القاصرات للالتحاق بصفوفه.
جمع بين التضادات: الوحشية والمظلومية، البطش والاستعطاف، القوة والمسكنة، أسلوب يؤثر بالعقلاء فضلا عن الجهلة وقليل العلم.
شاب في أقصى جنوب السعودية لا يعرف عنه أي غلو لم يلتحق بالتنظيم ولم يغادر بلده فجأة يقدم على تفجير نفسه في مسجد! إنه إعلام داعش:
إعلام داعش يحتاج إعلام مضاد يحمل نفس الأساليب يعتمد الخطاب الإسلامي المبني على الأدلة والذي يعرض بشكل شيق وجذاب.
لايصلح أن تواجه إعلام داعش بمواعظ تحذيرية وخطب منبرية. يقولون لا يفل الحديد إلا الحديد. نحتاج مئات أو حتى آلاف الحسابات في تويتر والفيسبوك.
نحتاج أن ننتج أفلاما ومقاطع قصيرة بأفضل التقنيات الفنية ليس فقط لرد الشبهات بل تؤصل للمنهج الإسلامي في الجهاد والعلاقات الدولية وأحكام الكفر.
لابد من تكاتف جهود الإعلاميين مع أهل العلم الموثوقين لإنتاج محتوى مقنع ومؤثر على الشباب ينسف شبهات إعلام داعش ويدحض مقولاتهم.
إعلام داعش استغل حال الظلم والقهر الذي يتعرض له المسلمون في كل مكان وزين لهم حال "الرعية" تحت ظل "دولتهم" فلا بد من رد مفحم.
ما لم تتغير أساليبنا وطرائقنا (اﻹعلامية بشكل خاص) في فضح "داعش" وأشباههم فسيستمر وهج إعلام داعش في كسب المزيد من الشباب.
حساب الكاتب على تويتر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة