..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

شعب أشد على الطغاة

محمد ياسين العشاب

١٧ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6868

 شعب أشد على الطغاة
1 طفل سوري حر.jpg

شـــــارك المادة

إلى أحرار سوريا الثابتين الصامدين حتى النصر إن شاء الله.. 
  نَزَفَتْ لِأَجْلِكِ بِالدِّمَاءِ قُلُوبُ   ***   يَا شَامُ حُبُّكِ فِي الْفُؤَادِ لَهِيبُ!
إِنِّي سَرَيْتُ إِلَى حِمَاكِ بِمُهْجَتِي   ***   وَالرُّوحُ يَسْبِيهَا أَسًى وَوَجِيبُ
وَالنَّفْسُ مِنْ أَلَمِ الْمَشَاهِدِ رُوِّعَتْ   ***   وَالْقَلْبُ مِنْ كَمَدٍ يَكَادُ يَذُوبُ

 

 

فَرَأَيْتُ شَعْبًا قَدْ حَبَاكِ حَيَاتَهُ   ***   مَا زَلْزَلَتْهُ حَوَادِثٌ وَخُطُوبُ
وَرَأَيْتُ شَعْبًا لاَ يَذِلُّ لِظَالِمٍ   ***   مَهْمَا عَرَاهُ الظُّلْمُ لَيْسَ يَخِيبُ
وَرَأَيْتُ شَعْبًا لاَ يَلِينُ وَ لاَ يَنِي   ***   وَرَأَيْتُ شَعْبًا مَجَّدَتْهُ شُعُوبُ
فَعَرَفْتُ أنَّ ثَرَاكِ لَيْسَ لِغَاصِبٍ   ***   كَلاَّ وَشَعْبَكِ لَيْسَ فِيهِ نَصِيبُ
إِنْ كَانَ شَرَّدَهُ الظَّلاَمُ فَقَدْ دَنَا   ***   فَجْرٌ يَلُمُّ شَتَاتَهُ وَيَثُوبُ
يَا وَيْحَ هَذَا الصَّمْتِ أَيْن ضَمِيرُكُمْ   ***   يَا قَوْمِ إِنَّ سُكُوتَكُمْ لَمُرِيبُ!
أَرَضِيتُمُ الذُّلَّ الذَّرِيعَ وَقَدْ عَلاَ   ***   سَيْلُ الظَّلُومِ يُهِينُكُمْ وَيَعِيبُ!
وَالْحَقُّ فِينَا شَارِدٌ وَمُضَيَّعٌ   ***   وَالْعَدْلُ فِينَا مُبْعَدٌ وَغَرِيبُ
فِي كُلِّ حَيٍّ نَكْبَةٌ وَمُصِيبَةٌ   ***   أَلَمٌ وَآهَاتٌ عَلَتْ وَكُرُوبُ
ذُبِحَ الرِجَالُ وَقُطِّعَتْ أَوْصَالُهُمْ   ***   لَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ فِتْيَةٌ أَوْ شِيبُ
وَمَنَازِلٌ فَوْقَ الرُّؤُوسِ تَهَدَّمَتْ   ***   وَمَشَاهِدٌ مِنْ هَوْلِهِنَّ تُشِيبُ
وَمَسَاجِدٌ يَا شَامُ دُكَّ بِنَاؤُهَا   ***   وَاللَّهُ رَبّي شَاهِدٌ وَرَقِيبُ
لَمْ يَنْجُ يَا شَامُ الْهِلاَلُ وَلاَ نَجَا   ***   مِنْ سَطْوَةِ الْقَوْمِ اللِّئَامِ صَلِيبُ
هُمْ شَرُّ خَلْقِ اللَّهِ لَيْسَ يَسُوؤُهُمْ   ***   ظُلْمٌ، وَلاَ تُعْيِي الضَّمِيرَ ذُنُوبُ!
وَمَجَازِرٌ مِنْهَا الْقُلُوبُ تَفَطَّرَتْ   ***   وَالدَّمْعُ مِنْ هَوْلِ الْمُصَابِ سَكِيبُ!
يَا وَيْحَ سُورِيَّا وَكُلُّ سَمَائِهَا   ***   غَيْمٌ يُلَبِّدُ حُسْنَهَا وَشُحُوبُ
سَكَبُوا الدِّمَاءَ عَلَى ثَرَاهَا أَنْهُرًا   ***   يَجْرِي بِهِنَّ شَمَالُهَا وَجَنُوبُ
حَتَّى إِذَا ثَقُلَ الرُّكَامُ وَأَظْلَمَتْ   ***   مُهَجُ اللَّيَالِي وَالزَّمَانُ غَضُوبُ
وَقَفَتْ مُنَادِيَةً تَسيلُ جِرَاحُهَا   ***   وَالْعَالَمُ الْمَحْزُونُ لَيْسَ يُجِيبُ
إِنْ تُنْكِرِ الدَّنْيَا وَيُعْرِضْ جُلُّهَا   ***   أَوْ يَخْلُ مِنْهَا مُنْكِرٌ وَحَسيبُ
فَاللَّهُ أَيَّدَهَا بِشَعْبٍ مَاجِدٍ   ***   أَنِفٍ، لَهُ رَغْمَ الْجِراحِ وُثُوبُ
هَتَفَتْ بِهِ حُرِّيَّةٌ قَدْ نَالَهَا   ***   وَأَتَتْهُ تَخْفِضُ رَأْسَهَا وَتُنِيبُ!
عَبَثًا تُحَاوِلُ يَا مُعَذِّبَ نَفْسِهِ   ***   فَالذُّلُّ يَا هَذَا إِلَيْكَ يَؤُوبُ!
عَبَثًا تُحَاوِلُ لاَ الرَّصَاصُ وَلاَ الرَّدَى   ***   يُجْدِي، وَلاَ التَّرْوِيعُ مِنْكَ يُصِيبُ
كَلاَّ وَلاَ وَبْلُ الْقَذَائِفِ هَاطِلاً   ***   كَلاَّ وَلاَ رِيحُ الْمَنُونِ تَجُوبُ
كَلاَّ وَلاَ شَبِّيِحَةٌ هَمَجِيَّةٌ   ***   كَلاَّ وَلاَ ذَبْحٌ وَ لاَ تَصْلِيبُ
وَحَرَائِرُ الْأَبْكَارِ فُضَّ خِتَامُهَا   ***   مَا غَالَهُنَّ أَذًى وَلاَ تَعْذِيبُ
وَسَنَا الطُّفُولَةِ صُدَّ عَنْهُ ضِيَاؤُهُ   ***   فَأَبَى الْمَغِيبَ وَإِنْ أَتَاهُ مَغِيبُ
شَعْبٌ أَشَدُّ عَلَى الطُّغَاةِ وَإِنْ بَغَوْا   ***   لَمْ يَثْنِهِ خَوْفٌ وَلاَ تَرْهِيبُ!
يَا شَعْبَ سُورِيَّا سَنَاكَ مَنَارَةٌ   ***   سَطَعَتْ عَلَى الدُّنْيَا، وَنَفْحُكَ طِيبُ
لَمَّا فَضَحْتَ اللَّيْلَ أَدْبَرَ رَاغِمًا   ***   يَجْلُوهُ نُورٌ سَاطِعٌ وَمَهِيبُ
شَاهَتْ وُجُوهٌ كَمْ رَجَوْنَا بِرَّهَا   ***   ظَنًّا، وَلَكِنَّ الظُّنُونَ تَخِيبُ
فَالْيَوْمَ كُلٌّ قَدْ تَبَينَ قَصْدُهُ   ***   سِيَّانِ فِينَا صَادِقٌ وَكَذُوبُ
مَنْ كَانَ مِثْلَكَ فِي الشُّعُوبِ تَمَيَّزَتْ   ***   بِجِهَادِهِ الْأَشْيَاءُ وَهْيَ غُيُوبُ!
يَا شَعْبَ سُورِيَّا وَإِنْ عَظُمَ الْأَسَى   ***   كُلُّ الْأَسَى وَالْحُزْنِ فِيكَ يَطِيبُ
عَجِبَتْ لَكَ الدُّنْيَا شَرِيدًا مُفْرَدًا   ***   تَبْنِي الْخُلُودَ وَمَا اعْتَرَاكَ لُغُوبُ
وَالْجَوْرُ طَوْقٌ لاَ يُفَلُّ وَحَوْلَهُ   ***   مِنْ كُلِّ أَلْوَانِ الْعَذَابِ ضُرُوبُ
وَاللَّيْلُ يَجْثُمُ وَالْحَيَاةُ مَرِيرَةٌ   ***   وَالظُّلْمُ يَحْكُمُ وَالزَّمَانُ عَصِيبُ
عَجِبَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَدَأْبُكَ عِزَّةٌ   ***   وَمُنَاكَ فِي قَلْبِ الشُّجُونِ رَحِيبُ
وَالْفَجْرُ مَنْشُودٌ لَدَيْكَ وَإِنْ نَأَى   ***   وَالْبُعْدُ عِنْدَكَ فِي الزَّمَانِ قَرِيبُ
لاَ شَيْءَ يُعْجِزُ مَنْ تَجَرَّدَ لِلْعُلاَ   ***   إِنَّ الْعُلاَ لِمَنِ ابْتَغَاهُ مُجِيبُ
وَالشَّعْبُ أَبْلَغُ حُجَّةً وَمَشِيئَةً   ***   وَالشَّعْبُ إِنْ نَشَدَ الْحَيَاةَ مُصِيبُ
وَالظُّلْمُ مَهْمَا قَدْ سَطَا بِرُكَامِهِ   ***   لاَ بُدَّ يَوْمًا يَخْتَفِي وَيَغِيبُ
إِنَّ الزَّمَانَ بِأَسْرِهِ مُتَقَلِّبٌ   ***   وَالدَّهْرُ دَوْمًا سَالِبٌ وَسَلِيبُ
وَاللَّيْلُ مَهْمَا قَدْ عَلاَ بِظَلاَمِهِ   ***   يَجْلُوهُ صُبْحٌ مِنْ سَنَاهُ عَجِيبُ!
يَا أَيُّهَا الْفَجْرُ اسْتَجِبْ وَانْشُرْ لَنَا   ***   نُورًا بِنَصْرِ اللَّهِ بَاتَ يُهِيبُ!
وَاجْلُ الظَّلاَمَ بِخَيْرِ صُبْحٍ سَاطِعٍ   ***   يَكْسُوهُ بُرْدٌ مِنْ سَنَاكَ قَشِيبُ
إِنَّا سَئِمْنَا اللَّيْلَ يَبْسُطُ حُكْمَهُ   ***   وَاللَّيْلُ إِنْ طَالَ الظَّلاَمُ كَئِيبُ!
وَالْعَيْشُ فِي كَنَفِ الظَّلاَمِ مَهَانَةٌ   ***   وَالْعَيْشُ فِي كَنَفِ الظَّلاَمِ رَتِيبُ!
وَالصَّمْتُ خِزْيٌ فِي حِمَاهُ وَذِلَّةٌ   ***   وَالْخَوْفُ خُسْرٌ كُلُّهُ وَرُسُوبُ
فَاصْدَعْ أَيَا شَعْبَ الْأُبَاةِ وَلاَ تَهِنْ   ***   إنَّ الْأَبِيَّ عَلَى الْجِهَادِ دَؤُوبُ
وَالْفَجْرُ لاَ يَجْزِي الْخَنُوعَ إِذَا بَدَا   ***   كَلاَّ وَلاَ غِرَّ الرِّجَالِ يُثِيبُ!
هَاذِي تَحِيَّةُ شَاعِرٍ قَدْ هَزَّهُ   ***   شَعْبٌ أَشَدُّ عَلَى الطُّغَاةِ حَبِيبُ!
وَتَحِيَّةٌ قَدْ صَاغَ حُسْنَ بَيَانِهَا   ***   وَزَكَا بِهَا بَيْنَ الْقَرِيضِ أَدِيبُ
وَتَحِيَّةٌ مِنْ خَيْرِ جُنْدٍ فَائِضٍ   ***   كَالنَّهْرِ غَمْرًا مَا اعْتَرَاهُ نُضُوبُ
وَتَحِيَّةٌ مِنْ كُلِّ شَعْبٍ نَاهِضٍ   ***   يَأْبَى الْخُضُوعَ لِأَمْسِهِ وَيَتُوبُ
وَتَحِيَّةٌ مِنْ كُلِّ حُرٍّ مَاجِدٍ   ***   تُرْضِيكَ مَا هّبَتْ صَبًا وَجَنُوبُ

 

المصدر: رابطة أدباء الشام

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع