محمد ياسين العشاب
تصدير المادة
المشاهدات : 6868
شـــــارك المادة
إلى أحرار سوريا الثابتين الصامدين حتى النصر إن شاء الله.. نَزَفَتْ لِأَجْلِكِ بِالدِّمَاءِ قُلُوبُ *** يَا شَامُ حُبُّكِ فِي الْفُؤَادِ لَهِيبُ! إِنِّي سَرَيْتُ إِلَى حِمَاكِ بِمُهْجَتِي *** وَالرُّوحُ يَسْبِيهَا أَسًى وَوَجِيبُ وَالنَّفْسُ مِنْ أَلَمِ الْمَشَاهِدِ رُوِّعَتْ *** وَالْقَلْبُ مِنْ كَمَدٍ يَكَادُ يَذُوبُ
فَرَأَيْتُ شَعْبًا قَدْ حَبَاكِ حَيَاتَهُ *** مَا زَلْزَلَتْهُ حَوَادِثٌ وَخُطُوبُ وَرَأَيْتُ شَعْبًا لاَ يَذِلُّ لِظَالِمٍ *** مَهْمَا عَرَاهُ الظُّلْمُ لَيْسَ يَخِيبُ وَرَأَيْتُ شَعْبًا لاَ يَلِينُ وَ لاَ يَنِي *** وَرَأَيْتُ شَعْبًا مَجَّدَتْهُ شُعُوبُ فَعَرَفْتُ أنَّ ثَرَاكِ لَيْسَ لِغَاصِبٍ *** كَلاَّ وَشَعْبَكِ لَيْسَ فِيهِ نَصِيبُ إِنْ كَانَ شَرَّدَهُ الظَّلاَمُ فَقَدْ دَنَا *** فَجْرٌ يَلُمُّ شَتَاتَهُ وَيَثُوبُ يَا وَيْحَ هَذَا الصَّمْتِ أَيْن ضَمِيرُكُمْ *** يَا قَوْمِ إِنَّ سُكُوتَكُمْ لَمُرِيبُ! أَرَضِيتُمُ الذُّلَّ الذَّرِيعَ وَقَدْ عَلاَ *** سَيْلُ الظَّلُومِ يُهِينُكُمْ وَيَعِيبُ! وَالْحَقُّ فِينَا شَارِدٌ وَمُضَيَّعٌ *** وَالْعَدْلُ فِينَا مُبْعَدٌ وَغَرِيبُ فِي كُلِّ حَيٍّ نَكْبَةٌ وَمُصِيبَةٌ *** أَلَمٌ وَآهَاتٌ عَلَتْ وَكُرُوبُ ذُبِحَ الرِجَالُ وَقُطِّعَتْ أَوْصَالُهُمْ *** لَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ فِتْيَةٌ أَوْ شِيبُ وَمَنَازِلٌ فَوْقَ الرُّؤُوسِ تَهَدَّمَتْ *** وَمَشَاهِدٌ مِنْ هَوْلِهِنَّ تُشِيبُ وَمَسَاجِدٌ يَا شَامُ دُكَّ بِنَاؤُهَا *** وَاللَّهُ رَبّي شَاهِدٌ وَرَقِيبُ لَمْ يَنْجُ يَا شَامُ الْهِلاَلُ وَلاَ نَجَا *** مِنْ سَطْوَةِ الْقَوْمِ اللِّئَامِ صَلِيبُ هُمْ شَرُّ خَلْقِ اللَّهِ لَيْسَ يَسُوؤُهُمْ *** ظُلْمٌ، وَلاَ تُعْيِي الضَّمِيرَ ذُنُوبُ! وَمَجَازِرٌ مِنْهَا الْقُلُوبُ تَفَطَّرَتْ *** وَالدَّمْعُ مِنْ هَوْلِ الْمُصَابِ سَكِيبُ! يَا وَيْحَ سُورِيَّا وَكُلُّ سَمَائِهَا *** غَيْمٌ يُلَبِّدُ حُسْنَهَا وَشُحُوبُ سَكَبُوا الدِّمَاءَ عَلَى ثَرَاهَا أَنْهُرًا *** يَجْرِي بِهِنَّ شَمَالُهَا وَجَنُوبُ حَتَّى إِذَا ثَقُلَ الرُّكَامُ وَأَظْلَمَتْ *** مُهَجُ اللَّيَالِي وَالزَّمَانُ غَضُوبُ وَقَفَتْ مُنَادِيَةً تَسيلُ جِرَاحُهَا *** وَالْعَالَمُ الْمَحْزُونُ لَيْسَ يُجِيبُ إِنْ تُنْكِرِ الدَّنْيَا وَيُعْرِضْ جُلُّهَا *** أَوْ يَخْلُ مِنْهَا مُنْكِرٌ وَحَسيبُ فَاللَّهُ أَيَّدَهَا بِشَعْبٍ مَاجِدٍ *** أَنِفٍ، لَهُ رَغْمَ الْجِراحِ وُثُوبُ هَتَفَتْ بِهِ حُرِّيَّةٌ قَدْ نَالَهَا *** وَأَتَتْهُ تَخْفِضُ رَأْسَهَا وَتُنِيبُ! عَبَثًا تُحَاوِلُ يَا مُعَذِّبَ نَفْسِهِ *** فَالذُّلُّ يَا هَذَا إِلَيْكَ يَؤُوبُ! عَبَثًا تُحَاوِلُ لاَ الرَّصَاصُ وَلاَ الرَّدَى *** يُجْدِي، وَلاَ التَّرْوِيعُ مِنْكَ يُصِيبُ كَلاَّ وَلاَ وَبْلُ الْقَذَائِفِ هَاطِلاً *** كَلاَّ وَلاَ رِيحُ الْمَنُونِ تَجُوبُ كَلاَّ وَلاَ شَبِّيِحَةٌ هَمَجِيَّةٌ *** كَلاَّ وَلاَ ذَبْحٌ وَ لاَ تَصْلِيبُ وَحَرَائِرُ الْأَبْكَارِ فُضَّ خِتَامُهَا *** مَا غَالَهُنَّ أَذًى وَلاَ تَعْذِيبُ وَسَنَا الطُّفُولَةِ صُدَّ عَنْهُ ضِيَاؤُهُ *** فَأَبَى الْمَغِيبَ وَإِنْ أَتَاهُ مَغِيبُ شَعْبٌ أَشَدُّ عَلَى الطُّغَاةِ وَإِنْ بَغَوْا *** لَمْ يَثْنِهِ خَوْفٌ وَلاَ تَرْهِيبُ! يَا شَعْبَ سُورِيَّا سَنَاكَ مَنَارَةٌ *** سَطَعَتْ عَلَى الدُّنْيَا، وَنَفْحُكَ طِيبُ لَمَّا فَضَحْتَ اللَّيْلَ أَدْبَرَ رَاغِمًا *** يَجْلُوهُ نُورٌ سَاطِعٌ وَمَهِيبُ شَاهَتْ وُجُوهٌ كَمْ رَجَوْنَا بِرَّهَا *** ظَنًّا، وَلَكِنَّ الظُّنُونَ تَخِيبُ فَالْيَوْمَ كُلٌّ قَدْ تَبَينَ قَصْدُهُ *** سِيَّانِ فِينَا صَادِقٌ وَكَذُوبُ مَنْ كَانَ مِثْلَكَ فِي الشُّعُوبِ تَمَيَّزَتْ *** بِجِهَادِهِ الْأَشْيَاءُ وَهْيَ غُيُوبُ! يَا شَعْبَ سُورِيَّا وَإِنْ عَظُمَ الْأَسَى *** كُلُّ الْأَسَى وَالْحُزْنِ فِيكَ يَطِيبُ عَجِبَتْ لَكَ الدُّنْيَا شَرِيدًا مُفْرَدًا *** تَبْنِي الْخُلُودَ وَمَا اعْتَرَاكَ لُغُوبُ وَالْجَوْرُ طَوْقٌ لاَ يُفَلُّ وَحَوْلَهُ *** مِنْ كُلِّ أَلْوَانِ الْعَذَابِ ضُرُوبُ وَاللَّيْلُ يَجْثُمُ وَالْحَيَاةُ مَرِيرَةٌ *** وَالظُّلْمُ يَحْكُمُ وَالزَّمَانُ عَصِيبُ عَجِبَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَدَأْبُكَ عِزَّةٌ *** وَمُنَاكَ فِي قَلْبِ الشُّجُونِ رَحِيبُ وَالْفَجْرُ مَنْشُودٌ لَدَيْكَ وَإِنْ نَأَى *** وَالْبُعْدُ عِنْدَكَ فِي الزَّمَانِ قَرِيبُ لاَ شَيْءَ يُعْجِزُ مَنْ تَجَرَّدَ لِلْعُلاَ *** إِنَّ الْعُلاَ لِمَنِ ابْتَغَاهُ مُجِيبُ وَالشَّعْبُ أَبْلَغُ حُجَّةً وَمَشِيئَةً *** وَالشَّعْبُ إِنْ نَشَدَ الْحَيَاةَ مُصِيبُ وَالظُّلْمُ مَهْمَا قَدْ سَطَا بِرُكَامِهِ *** لاَ بُدَّ يَوْمًا يَخْتَفِي وَيَغِيبُ إِنَّ الزَّمَانَ بِأَسْرِهِ مُتَقَلِّبٌ *** وَالدَّهْرُ دَوْمًا سَالِبٌ وَسَلِيبُ وَاللَّيْلُ مَهْمَا قَدْ عَلاَ بِظَلاَمِهِ *** يَجْلُوهُ صُبْحٌ مِنْ سَنَاهُ عَجِيبُ! يَا أَيُّهَا الْفَجْرُ اسْتَجِبْ وَانْشُرْ لَنَا *** نُورًا بِنَصْرِ اللَّهِ بَاتَ يُهِيبُ! وَاجْلُ الظَّلاَمَ بِخَيْرِ صُبْحٍ سَاطِعٍ *** يَكْسُوهُ بُرْدٌ مِنْ سَنَاكَ قَشِيبُ إِنَّا سَئِمْنَا اللَّيْلَ يَبْسُطُ حُكْمَهُ *** وَاللَّيْلُ إِنْ طَالَ الظَّلاَمُ كَئِيبُ! وَالْعَيْشُ فِي كَنَفِ الظَّلاَمِ مَهَانَةٌ *** وَالْعَيْشُ فِي كَنَفِ الظَّلاَمِ رَتِيبُ! وَالصَّمْتُ خِزْيٌ فِي حِمَاهُ وَذِلَّةٌ *** وَالْخَوْفُ خُسْرٌ كُلُّهُ وَرُسُوبُ فَاصْدَعْ أَيَا شَعْبَ الْأُبَاةِ وَلاَ تَهِنْ *** إنَّ الْأَبِيَّ عَلَى الْجِهَادِ دَؤُوبُ وَالْفَجْرُ لاَ يَجْزِي الْخَنُوعَ إِذَا بَدَا *** كَلاَّ وَلاَ غِرَّ الرِّجَالِ يُثِيبُ! هَاذِي تَحِيَّةُ شَاعِرٍ قَدْ هَزَّهُ *** شَعْبٌ أَشَدُّ عَلَى الطُّغَاةِ حَبِيبُ! وَتَحِيَّةٌ قَدْ صَاغَ حُسْنَ بَيَانِهَا *** وَزَكَا بِهَا بَيْنَ الْقَرِيضِ أَدِيبُ وَتَحِيَّةٌ مِنْ خَيْرِ جُنْدٍ فَائِضٍ *** كَالنَّهْرِ غَمْرًا مَا اعْتَرَاهُ نُضُوبُ وَتَحِيَّةٌ مِنْ كُلِّ شَعْبٍ نَاهِضٍ *** يَأْبَى الْخُضُوعَ لِأَمْسِهِ وَيَتُوبُ وَتَحِيَّةٌ مِنْ كُلِّ حُرٍّ مَاجِدٍ *** تُرْضِيكَ مَا هّبَتْ صَبًا وَجَنُوبُ
المصدر: رابطة أدباء الشام
فداء السيد
حسام عبد الحليم
النورس
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة