..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

الشهيدة الطفلة إسراء محمود الزيواني

١٥ إبريل ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5118

الشهيدة الطفلة إسراء محمود الزيواني
محمود الزيواني0.jpg

شـــــارك المادة

الأم منبع الحب والحنان، ومصدر الأمن والسعادة، وموطن الشكوى، وعماد الأمر، وعتاد البيت، وراحة القلب، ولا أجمل من حضنها الدافئ، نلجأ إليها وقت الشدائد بعد الله عز وجل، وفي حياتها سعادة لنا، وفي رحيلها شقاء وابتلاء.


لذا اختارت الجميلة إسراء طفلة الربيع وعبير الزهور؛ أن تغادر هذه الدنيا برفقة حبيبتها ووالدتها، فما قيمة الحياة إن لم نلفظ كلمة ماما؟!.
هذه الكلمة التي تشع حناناً، وتزرع في الدروب أملاً. رحلت عائلة محمود الزيواني عن حيهم الربيع العربي بحمص كغيرهم من الأسر؛ بحثاً عن مكانٍ آمن، ولكن الأقدار لا مفر منها، فالموت مكتوب حتى لو كان هذا الشخص في بروجٍ مشيدةٍ، وفي يوم: 6/8/2012 وبينما كانت هذه الطفلة التي لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات تلعب مع إخوتها الصغار في الحي الجديد الذي سكنوه، إذا بالقصف يشتد فجأة، وإذا بقذيفةٍ تستقر بالقرب منهم، سارع الأب للبحث عن صغاره؛ ليجد صغيرته وقد فارقت الحياة، فحملها بين ذراعيه، ونبضات قلبه المتسارعة تكاد تقضي عليه، وأنفاسه اللاهثة تصرخ بالحي القيوم:
يارب يارب أنت رجائي، مالي سواك، رضيت بقدرك، فالطف بي، وفي تلك اللحظات تذكر الأم، فصرخ بالجيران المتحلقين حوله: ابحثوا عن زوجتي، ورفيقة دربي، وأم إسراء الحبيبة، تراكض الجيران في مشهدٍ مأساوي، عاجزين عن التفكير، مكذبين أبصارهم، منكرين لفعلة العدو الغاشم بالأبرياء منهم، بحثوا هنا وهناك، فوجدوا ركاماً يسيل من تحته دمٌ طاهرٌ، وتفوح منه رائحة مسكٍ.
انتشلوا أم إسراء من حيث هي، وحاولوا إسعافها، ثم بادروا لنقلها للمشفى الميداني، وهناك فاضت روحها إلى بارئها، لقد رحلتا معاً كما عاشتا معاً، ودعتا الدنيا الفانية لتلتقيا في الحياة الخالدة، عند الملك العادل، والرحمن الرحيم، وتركتا محمود ينوء بحملٍ ثقيلٍ، فراق الأحبة، وتربية الصغار اليتامى.
أعانك الله يا محمود، وجبر كسرك، وآجرك في مصيبتك، وعوضك خيراً من زوجتك وابنتك، ورحم الله الشهيدتين، وغفر لهما وأسكنهما فسيح جناته.

 

 

قصص شهداء الثورة السورية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع