شاهد عيان سورية
تصدير المادة
المشاهدات : 10715
شـــــارك المادة
كنت خارج البلدة يوم الهجمة عليها ومنعوني من الدخول رغم توسلي لهم أنا والعديد من هم كحالي .. لنا عائلة في الداخل ونريد أن ندخل لنطمئن عليهم... لقموا أسلحتهم ووجهوها علينا فهربنا خوفاً من جنونهم وإجرامهم .
عدنا في اليوم التالي وبعد توسل وذل دام لأكثر من ساعة سمحوا لنا بالدخول .. ما إن دخلنا سمعنا أصوات الرصاص كالرعد .. كانت أصوات القناصة .. شاهدنا الجثث في الشوارع نتيجة رصاص هذه القناصات .. في هذه الأثناء رآنا مجاهدين من الجيش الحر وقادونا إلى بناء اختبأنا في قبوه .. ولكن أصوات القصف لم تهدأ وقصف البناء الذي لجأنا إليه .. فأخرجنا الثوار بسيارة مع الجرحى وأحاط بها حوالي 50 عنصر من الجيش الحر قائلين لنا سنحميكم بأجسادنا من القناصات .. نحن هنا لحمايتكم .. أخذونا لإحدى البيوت الفارغة وجلبوا لنا الطعام وبعض الأدوية المتوفرة طالبين منا العفو والمسامحة لأنهم لايملكون إلا هذه المواد.. حتى أنهم طبخوا لنا الطعام ليلاً ... بقينا في هذا المنزل حوالي أربعة أيام .. ونحن نسمع القصف من كل مكان حتى البناء الذي نجلس فيه .. لكن حمدنا الله أننا في الطوابق السفلية ولم يصبنا شيء .. بعد ذلك على ما يبدو كان الجيش الحر قد انسحب .. فسمعنا أصوات الشبيحة وأصوات الرصاص وهتافاتهم في كل مكان .. إعدامات ميدانية لكل الشباب والرجال ,, قتلوا كل الشباب والرجال في المنطقة التي كان متواجد فيها الجيش الحر .. حتى من كانوا يشكون أنهم من أقارب أحد الثوار كانوا يقتلوه .. القتل لم يكن بالرصاص فقط بل ذبحاً أيضاً وتعمدوا قتل الرجال أمام أعين آطفالهم .. كما قالوا (مو بدكن حرية شوفوا الحرية شو آخرتا..) الأطفال في حالة هلع وبكاء وخوف شديد من هذه المشاهد.. يوم الأحد .. نادوا الجميع ممن تبقى أن يخرجوا لأنهم طهروا المنطقة وأنهم أحضروا باصات النقل لنقلنا إلى مناطق أخرى خارج جديدة الفضل .. خرجنا بعد وقت ,, وماشاهدناه في الشوارع أقرب إلى أن يكون خارج نطاق البشرية والإنسانية .. وكأننا في عالم آخر ... الجثث متراكمة فوق بعضها كلها لرجال وشباب مشوهة ومقطعة .. الدماء في الشوارع تسيل كالسواقي .. أغلبهم علويين يضعون شرائط حمراء على أيديهم .. وهناك أكراد من حزب العمال الكردستاني ,, يحملون سكاكين كبيرة ... ويطلقون الرصاص فرحاً بانتصارهم هاتفين .. الله سورية بشار وبس .. قالوا لهم إن قتل منا جندي سنقتل كل من تبقى منكم حتى النساء والأطفال .. العدد أكبر من 500 بكثير .. أحضروا تريكسات وجرفوا بها الجثث لحملها إلى مكان آخر .. وسمعنا أصوات كلاب فيما بعد .. عرفنا أنهم أفلتوها لنهش الجثث ... أخذونا إلى ساحة ثم ركبنا في الباصات وغادرنا جديدة الفضل .. قالوا من سمع ليس كمن رأى وهذا صحيح ,, لم نكن نصدق أو نستوعب من قبل عن الذبح والحرق من قبل .. لكن ماشاهدناه .. لم أستطع استيعابه إذ تعجز عن فعله الوحوش .. لكنهم سبقوا الوحوش حتى.
حذيفة عبد الله عزام
نيوز سنتر
مهدي الحموي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة