عبد الرزاق حسين
تصدير المادة
المشاهدات : 11187
شـــــارك المادة
صباحُكِ يا دمشقُ هَمَى عُطورا وأنبتَ في مآقينا الزُّهورا
وهبَّتْ منْ رياضكِ فائحاتٌ نسائمُ تشرحُ الصَّدْرَ الحرورا
وتشفي من سقامٍ بل فِصامٍ روائحُ تجعلُ الأعمى بصيرا
وغرَّدتِ البلابلُ صادحاتٍ لهذا الفجرِ قدْ غنَّتْ حبورا
وكبَّرت المآذنُ هاتفاتٍ لربِّ الكونِ ترفعُهُ شكورا
فذي الفيحاءُ ترقُصُ في حُلاها ومنْ أردانِها أَلْقتْ عُطورا
وبالنَّصْرِ المبينِ زهَتْ وباهَتْ وشعَّتْ في العلا قمرًا منيرا
وإنْ أَغلى الحسانَ عزيزُ مَهْرٍ فأنتِ الخودُ أَغْلاها مُهورا
فذي شمسُ النَّهارِ تقولُ هيّا لوجهكِ كيْ يكونَ لها نَصيرا
ومن حوليكِ يا فيحاءُ صفٌّ منَ الحورِ التي فاقتْ بدورا
فذي درعا ، وذي حلبٌ ، وحمصٌ حماةٌ كلُّهنَّ زهونَ نورا
وقدَّمْنَ العزيزَ من الغوالي فهزَّ المجدُ عِطْفَيْهِ فَخُورا
وإدلبُ قدَّمتْ فلذاتِ كبدٍ غدتْ بفعالهمْ روضًا نضيرا
فحيَّا اللهُ هاتيكَ المغاني مغاني العزِّ منبجَ والشُّغورا
* * * وإنْ غابتْ عيونُكِ يا عيوني وأظلمَ وجهُكِ الزَّاهي دُهورا
وطالَ الليلُ في ظُلُماتِ حبسٍ ومجدُكِ يا دمشقُ غدا أسيرا
وداؤُكِ يا دمشقُ وإِنْ تمادي وفاضَ الهمُّ أَمواجًا بحورا
وإنْ فاضتْ دماؤُكِ لا تبالي فقدْ فاحتْ بها الدُّنيا عبيرا
وإنْ سالتْ جروحُكِ منَ عَقوقٍ وداءُ الكلْبِ جرَّعَكِ الشُّرورا
فذا خبرُ انتصارِكِ يَزْدَهينا بشيرُ النَّصْرِ جاءَ بهِ بشيرا
بصوتٍ شنَّف الآذان منّا بهِ التاريخُ ردَّدهُ فَخُورا
فصفَّق هاتفًا بردى ابتهاجًا تدفَّق ماؤُهُ عذبًا نَميرا
جهادُكِ يا دمشقُ لنا طريقٌ لسفرِ المجدِ نعبُرهُ عُبورا
ومجدُكِ فوقَ رأسِ الفخرِ تاجٌ وتاجُ العزِّ كانَ بكمْ جديرا
وصبْرُكِ كان للدُّنيا دروسًا كصبرِكِ لمْ تَرَ الدُّنيا نَظيرا
بإذنِ اللهِ يبرأُ كلُّ جُرْحٍ وتعلو شامةُ الدنيا ظُهورا
تهانينا دمشقُ مع الأماني بأنْ تبقي لأهلِ الحقِّ سُورا
ومهما طالَ ليلُ الظُّلْمِ يأتي ضياءُ الصُّبْحِ يخرقُها السُّتورا
ويسري في ثنايا الأرضِ نورًا فَتُشْرِقُ مِنْ لآلئِهِ سُرورا
مؤسسة زيد بن ثابت
طارق البرغوثي
أيمن هاروش
عبد الرحمن العشماوي
حسان الحموي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة