عباس شريفة
تصدير المادة
المشاهدات : 5793
شـــــارك المادة
قال تعالى {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا} [الإسراء : 82] يُختزل مفهوم الشفاء عند كثير من المسلمين في حدود الأمراض العضوية التي تنال صحة الإنسان الجسدية، فقصروا تلاوة القرآن في رقية المريض والمآتم؛ وهذا تخصيص بدون مخصص لنص عام يشتمل على كل شفاء لأنواع العلل النفسية والسلوكية التي تصب الفرد والعلل الحضارية من الضعف والفرقة والتخلف التي تعانيها الأمة، وكثيراً ما تدرك الجماعة الدواء ولكنها تخطئ السبيل للشفاء، فلا بد لحصول الشفاء من شروط في الدواء: 1- أن يكون الدواء كاملاً فأخذ بعض الكتاب وترك بعضه علاج ناقص لا يحصل معه الشفاء. 2- أن يكون الدواء خالياً من الغش (من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين) فالدين المبتدع يزيد من إعياء المريض. وهناك شروط في المريض: 1- أن يعترف المريض ويقتنع بمرضه 2- أن يعرض نفسه على الطبيب الحاذق 3- أن يتناول الدواء فلا فائدة من معرفة الداء والدواء بدون الأخذ به (خذ الكتاب بقوة) وهناك شروط في الطبيب: 1- أن يشخص العلة بشكل صحيح حتى يطابق العلاج على العلة ويفرق بين العرض والمرض فكثير من النخب الإسلامية تنشغل بعلاج أعراض العلة دون أصلها. 2- ولا بد في العلة المركبة من علاج مركب يعالج جزئيات العلة ولا يعمل كالعطار الذي يصف دواءً واحداً لمئات العلل. 3- الحذر من الإفراط في الجرعة فالزيادة منها كشأن المنبت يقتل المريض وينفق ثمن الدواء. والحذر من التفريط بتخفيف الجرعة عن المطلوب فتقوى العلة على العلاج كمثل من (لا يذكرون الله إلا قليلاً) فمن أخذ بشروط الشفاء كان له شفاء ورحمة وإلا فإنه (لا يزيد الظالمين إلاخسارا) المفعول العكسي.
مشاركات نور سورية
محمد العبدة
أبو بصير الطرطوسي
حسام طرشه
برهان غليون
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير