صفوان الأحمد
تصدير المادة
المشاهدات : 4647
شـــــارك المادة
لم تغب قضية “الطفل” الفلسطيني “عبد الله العيسى” الذي ذبح في 19 تموز/يوليو على أيدي عناصر من الثوار في حلب عن وسائل التواصل الاجتماعي، لتكشف إحدى قريبات القتيل حقيقة “الطفل”.ونقلت وسائل إعلام موالية للنظام خبر مقتله على أنه طفل فلسطيني من سكان مدينة حمص، يبلغ من العمر 12 عاماً ويقاتل في ميليشيا لواء القدس، وانتشرت قصته في وسائل الإعلام المحلية وحتى العالمية، ولاقت طريقة قتله استهجاناً واستنكاراً من المعارضين والموالين للنظام.
وبعد الحادثة بيوم واحد، ولدى تكشف بعض الخيوط، عادت الصفحات الموالية للنظام لترد على الحملة الإعلامية التي رافقت الحادثة، وأكد موالو النظام أنه سوري يقطن في حي وادي الدهب ذي الغالبية الموالية للنظام جنوبي مدينة حمص، حيث انتشرت صور لعزائه في الحي، وكتب على إحدى اللافتات في العزاء “أنا سوري يا عرب”.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الخميس صورة لأمر مهمة عسكرية لـ “العيسى” والتي وجدت معه أثناء إلقاء القبض عليه، والتي تبين أنه من مواليد عام 1997، أي أن عمره فعلاً 19 عاما، وهو متعاقد مع المخابرات الجوية منذ 9 آب أغسطس من العام الماضي، ويحمل سلاح نوع بندقية روسية.
كما استنكرت فتاة قالت إنها شقيقته وتسمي نفسها عل فيسبوك (Zezp Aisa) اعتبار أخيها الشاب ذو التسعة عشر عاماً، طفلاً، والمتاجرة بقضيته على أنه طفل.
ونشر حساب على “فيسبوك” تحت اسم “Loly Alamora” ادعت صاحبته أنها ابنة عمة القتيل، تدوينة أكدت فيها أن القتيل ليس بطفل، وإنما يبلغ من العمر 19 عاما، وملامحه توحي أنه طفل بسبب إصابته بمرض “تلاسيميا”، كما أكدت أنه سوري وليس فلسطيني، فقالت: “هاد الشب اللي شغل الدنيا ابن خالي اسمو عبد الله تيسير العيسى، واسم أمو سميرة، هو من ضيعة غور العاصي بضيع حماة، وساكن بحمص وهو مريض تلاسيميا، ولهيك شكلو ببين طفل، بس هو عمرو 19 سنة”.
وأردفت: “وهو متطوع بأحد المجموعات، ومن بعد اذنكن الكلام اللي انحكى ع التلفزيون وع الإنترنت وع كلشي وخاصة ع قنواتنا الرسمية إنو فلسطيني ويتيم وعمرو12 سنة وغيرو وغيرو، حرام لأن عم تتزيف حقيقة هالشهيد، وبما انو قضية ابن خالي شغلت العالم لازم تنحكا الحقيقة وتنكشف احتراماً لروحو بس، لأن بهالحكي روحتو نضالو ودمو ببلاش، فوق الموتة الشنيعة تزوير لأصلو، بتمنى توصل الفكرة، ماراح نسمح لحدا ينضف وسخو ع أرواح شهدائنا، بقصد أمريكا وتركيا وغيرن، رجاء ما تتجاهلو الموضوع ومشكورين”.
ونشر الحساب عدة صور للقتيل، وفي إحداها يظهر وقد وضع شارة على ساعده كتب عليها (فرع الأمن العسكري) دليل على أنه منتسب إلى مجموعة تتبع لفرع الأمن العسكري، وليس لميليشيا لواء القدس الفلسطيني.
ومن جهتها، أصدرت القيادة العامة لميليشيا لواء القدس بياناً نشرته صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعت فيه أن الطفل فلسطيني اسمه (عبد الله عيسى – 12 عاماً) يعيش في منطقة المشهد مع عائلته التي هي واحدة من ضمن عدة عائلات فقيرة تعيش في تلك المناطق ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة “الإرهابيين”.
واستدلت قيادة الميليشيا على مرض “العيسى” بوجود السيروم بيده، وأنه تم اقتياده من قبل عناصر حركة نور الدين الزنكي وذبحه بطريقة شنيعة بذريعة أنه مقاتل ضمن صفوف لواء القدس، وأن ذنبه الوحيد أنه فلسطيني، ومن قام بذبحه هو “إرهابي” فقد شقيقاً له في المعارك التي تدور منذ صباح اليوم (أمس) على جبهة مخيم حندرات.
وكانت حركة نور الدين زنكي أكدت أن عملية إعدام “العيسى” الذي أسره عناصرها الثلاثاء الماضي، جاءت من خطأ فردي لا يمثل السياسة العامة للحركة، مؤكدةً التزامها بتطبيق المبادئ العامة لحقوق الإنسان وبالمعاهدات والاتفاقات الدولية الخاصة بذلك، وأنها شكلت لجنة قضائية للتحقيق فيما تم نشره للوقوف على حقيقة الأمر تمهيداً لإصدار الأحكام القضائية بأقصى سرعة ممكنة.
كلنا شركاء
الشرق الأوسط
أسرة التحرير
سراج برس
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة