..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

هل يسمى المقتول على أيدي النظام السوري شهيداً ؟ وهل له أحكام شهيد المعركة؟

هيئة الشام الإسلامية

٣١ ديسمبر ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5870

هل يسمى المقتول على أيدي النظام السوري شهيداً ؟ وهل له أحكام شهيد المعركة؟
الشام الإسلامية.jpg

شـــــارك المادة

السؤال:
ما حكم من يُقتل على أيدي النظام المجرم في سوريا من المتظاهرين أو من الجيش السوري الحر، فهل يجوز لنا أن نقول: إنهم شهداء؟ وإذا جوزنا ذلك فهل لهم أحكام الشهداء في المعركة؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
من خرج على النظام المجرم في سوريا بمظاهرة أو بقتال وكان من المسلمين ولم يشرك بالله شيئاً وخرج لإعلاء كلمة الله مدافعاً عن دينه أو عرضه أو ماله أو نفسه ثم قُتل فنرجو له أن يكون من الشهداء، بل إننا نرجو أن يكون من أسياد الشهداء الذين قال فيهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله)). [أخرجه الحاكم في المستدرك عن جابر - رضي الله عنه -، وصححه الألباني، صحيح الجامع 3675 ].
أما الشهيد الذي لا يغسل ولا يصلى عليه فهو من مات في قتال الكفار كأن قتله أحدهم، أو أصابه سلاح مسلم خطأ، أو عاد إليه سلاحه، أو وجد قتيلاً عند انكشاف الحرب ولم يعلم سبب موته وإن لم يكن عليه أثر دم، لأن الظاهر أن موته بسبب القتال.
وبالتالي نقول:
1ـ من قُتل من الجيش السوري الحر في ساحة المعركة مع العصابات الأسدية وكان مسلماً فله حكم الشهيد؛ فلا يُغّسل، ولا يُكفن، ولا يصلى عليه، وهذا قول جمهور العلماء؛ كما في البخاري من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عن شهداء أحد: "((أنا شهيد على هؤلاء))، وأمرَ بدَفْنِهم بدمائهم، ولم يصلِّ عليهم، ولم يُغَسِّلْهُم".
وإنما تُرك الغُسل ليبقى أثر الشهادة عليهم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما مِنْ مَكْلُوم يُكلَمُ في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة، وكَلْمهُ يَدمى، اللونُ لونُ دم، والرِّيحُ رِيحُ مِسْك)).
2ـ وأما من قُتل في المظاهرات أو في المداهمات في البيوت، أو قُتل تحت التعذيب، فإن هؤلاء لا يأخذون حكم شهيد المعركة، بل يغسّلون ويكفّنون ويُصلّى عليهم، ولهم أجر الشهداء في الآخرة -إن شاء الله-؛ لأنهم مقتولون ظلماً دون أموالهم وأعراضهم وأنفسهم.
ووجه عدمُ إلحاق قتلى المتظاهرين بشهداء المعركة: أنهم لا يقاتِلون، وإنما يخرجون خروجاً سلمياً، فيقتَلون ظلماً. وشهيد المعركة من مات في قتال.
قال النووي - رحمه الله -: "واعلم أن الشهيد ثلاثة أقسام:
أحدها: المقتول في حرب بسبب من أسباب القتال، فهذا له حكم الشهداء في ثواب الآخرة وفي أحكام الدنيا، وهو أنه لا يغسَّل ولا يصلَّى عليه.
والثاني: شهيد في الثواب دون أحكام الدنيا، وهو المبطون، والمطعون، وصاحب الهدم، ومن قُتِل دونَ ماله، وغيرهم ممن جاءت الأحاديث الصحيحة بتسميته شهيداً، فهذا يغسَّل ويُصلَّى عليه وله في الآخرة ثواب الشهداء، ولا يلزم أن يكون مثل ثواب الأول.
والثالث: من غلَّ في الغنيمة، وشبهه ممن وردت الآثار بنفي تسميته شهيداً، إذا قُتل في حرب الكفار، فهذا له حكم الشهداء في الدنيا فلا يُغسَّل، ولا يصلَّى عليه، وليس له ثوابهم الكامل في الآخرة ". انتهى من " شرح مسلم "(164/2).
* تنبيه:
من السّنّة أن يُدفن الشّهداء في مصارعهم، ولا ينقلون إلى مكان آخر، فإنّ قوماً من الصّحابة نَقلوا قتلاهم في واقعة أحد إلى المدينة، فنادى منادي رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - بالأمر بردّ القتلى إلى مصارعهم.
ويجوز دفن الرّجلين أو الثّلاثة في القبر الواحد، كما في البخاري عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-: "أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يجمع بين الرجلين من قَتْلَى أُحُد في ثوب واحد، ثم يقول: ((أيُّهما أكثرُ أخْذاً للقرآن))؟ فإذا أُشير إلى أحدهما قَدَّمه في اللَّحْد، وقال: ((أنا شهيد على هؤلاء))، وأمرَ بدَفْنِهم بدمائهم، ولم يصلِّ عليهم، ولم يُغَسِّلْهُم".
والله أعلم وأحكم، والنصر للمجاهدين والهزيمة للمجرمين.

تعليقات الزوار

..

أبو عبد الرحمن الشامي - دمشق

٤ يناير ٢٠١٢ م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

معذرة من مشائخي على تدخلي ولا أريد نشر جوابي . أولاً أشكركم على هذه الفتاوى الطيبة المباركة . ثانيا أريد أن أستفسر عن كلمة (أرجوا أن يكون من الشهداء)فالذي قرأته عن أهل العلم ..ففي الحديث من قتل دون ...فهو شهيد ولم يقل أرجو.

والنقطة الأخرى المستغربة ( من أسياد الشهداء )، وأعتذر على تدخلي.

..

نور سورية - syria

٨ يناير ٢٠١٢ م

الأخ الفاضل أبو عبد الرحمن

تم إرسال استفساركم إلى هيئة الشام الإسلامية.. وحرصاً على نشر الخير والعلم النافع .. نستأذنك في عرض سؤالك والإجابة عليه التي وصلتنا من هيئة الشام الإسلامية.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. شكراً لتعاونكم ومروركم .

أخي السائل: كلامك سديد، وما قصدناه هو الإشارة إلى أولئك المعينين الذين يسقطون في المظاهرات، فالمعين يرجى له الشهادة ولا يقطع له بها؛ لأن القطع بذلك يعتبر شهادة نسأل عنها يوم القيامة. أما إطلاق القول: كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد... فهذا جائز كما جاءت به النصوص؛ لأنك تشهد بما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما رجاء كونهم من أسياد الشهداء؛ فلأن الخارج في المظاهرات مطالباً بحريته وحقوقه وداعياً إلى سقوط النظام الجائر فيه شبه ممن قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:" سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، و رجل قام إلى إمام جائر فأمره و نهاه فقتله". صححه الحاكم، وحسنه الألباني في صحيح الجامع. ونرحب دائماً بمرورك وتعليقاتك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..

ourwa - syria

٩ يناير ٢٠١٢ م

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد أولاً: أغلب الناس يستنكرون عدم الصلاة على الشهيد ظنا منهم أنه إهانة له، فنود لو ذكرتم أبه يصلى عليه عند الحنفية ثانياً: المقتول ظلماً الذي لم يجب به بدل مالي له حكم الشهيد عند الحنفية أيضاً، ونص المبسوط وغيره: وَمَنْ قُتِلَ فِي الْمِصْرِ بِسِلَاحٍ ظُلْمًا لَمْ يُغَسَّلْ أَيْضًا عِنْدَنَا وَقَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يُغَسَّلُ وَهُوَ بِنَاءً عَلَى أَنَّ عِنْدَهُ الْقَتْلَ الْعَمْدَ مُوجِبٌ لِلدِّيَةِ كَالْخَطَأِ فَإِذَا وَجَبَ عَنْ نَفْسِهِ بَدَلٌ هُوَ مَالٌ غُسِّلَ وَعِنْدَنَا الْعَمْدُ غَيْرُ مُوجِبٍ لِلْمَالِ فَهَذَا مَقْتُولٌ ظُلْمًا لَمْ يَجِبْ عَنْ نَفْسِهِ بَدَلٌ هُوَ مَالٌ فَكَانَ شَهِيدًا وَالْقِصَاصُ الْوَاجِبُ لَيْسَ بِبَدَلٍ مَحْضٍ بَلْ هُوَ عُقُوبَةٌ زَاجِرَةٌ فَلَا يَخِلُّ بِصِفَةِ الشَّهَادَةِ وَاعْتِمَادُنَا فِيهِ عَلَى حَدِيثِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَقَدْ قُتِلَ فِي الْمِصْرِ وَكَانَ شَهِيدًا وَلَمْ يُغَسَّلْ وَإِنْ قُتِلَ بِغَيْرِ سِلَاحٍ غُسِّلَ لِأَنَّ هَذَا فِي مَعْنَى الْخَطَأِ حَتَّى يَجِبَ عَنْ نَفْسِهِ بَدَلٌ هُوَ مَالٌ وَذَكَر الطَّحَاوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ إذَا قُتِلَ بِحَجَرٍ أَوْ عَصًا كَبِيرٍ فَهُوَ عِنْدَهُمَا وَالْقَتْلُ بِالسِّلَاحِ سَوَاءٌ وَعِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُغَسَّلُ وَهُوَ بِنَاءً عَلَى اخْتِلَافِهِمْ فِي وُجُوبِ الْقِصَاصِ فِي الْقَتْلِ بِهَذِهِ الْآلَةِ بوركت جهودكم

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع