..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الإبادة الجماعية للسنة في سوريا

فراج إسماعيل

١٣ فبراير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3316

الإبادة الجماعية للسنة في سوريا
111.jpg

شـــــارك المادة

أشعر بالضيق والخجل عندما أرى قلمي في هذا المكان متجاهلاً مذبحة حقيرة غير مسبوقة ضد الشعب السوري الشقيق، مع أن السبب غلبة همومنا الداخلية الكثيرة والمتوالية التي لا تترك لنا متنفسًا لننظر إلى مآسي أشقائنا الذين كانوا يومًا نصفنا الثاني في دولة واحدة رئيسها واحد وجيشها واحد، وشاركونا كل حروبنا ضد إسرائيل وآخرها حرب أكتوبر / تشرين 1973م.


ليس طبيعيًا ألا تهتم مصر الشعبية والإسلامية، ولا أقول الرسمية، بما يجرى للسنة السوريين من إبادة جماعية بالأسلحة البيضاء والثقيلة وبالتشبيح، وأن يغمض محيطهم الإقليمي العربي والإسلامي السني عينه عن ذلك.
ومن عجب أن آلة القتل تبث على الهواء مباشرة بواسطة كاميرات صغيرة إلى معظم القنوات الفضائية الإخبارية كأنها مباراة كرة قدم، ويكتفي العالم بالتفرج على فيتو الدب الروسي والتنين الصيني اللذين لم نرهما دبًا ولا تنينًا من قبل، فقد خضعا للغرب في كل شيء واكتفيا بتصدير الفاتنات الروسيات والمدلكات الصينيات!
روسيا والصين تتمتعان بعلاقات ممتازة مع الدولة الشيعية الرسمية الوحيدة في العالم وهى إيران، بالإضافة إلى "لوبي" شيعي قوى اقتصاديًا وسياسيًا ودينيًا في كل منهما، ومصالح مشتركة في القوقاز مع أذربيجان ذات الأغلبية الشيعية، وطموح إلى كعكة العراق الخاضع حاليًا لإيران.
قاتلو السنة ليسوا جنود بشار فقط بل 15 ألفًا من الفرقة الإيرانية الخاصة المعروفة باسم فيلق القدس، والتي دخلت من العراق حيث كانت تساند نظام المالكي الموالى لإيران، وتمركزت في المدن الرئيسة التي تشهد الإبادة الجماعية مثل حماة وحمص وريف دمشق، مع دعم لوجستي متواصل من قواعد حزب الله داخل الحدود اللبنانية.
إنها الحقائق على الأرض.. صحيح أن معظم طوائف الشعب السوري تشارك في الثورة على أشرس وأحقر أنظمة القرون الخمسة الأخيرة، لكن النظام العلوي يستثير الفزاعة الطائفية محرضاً الشيعة والعلويين على السنة في سوريا عبر الإيحاء بأنه صراع البقاء بين طائفتين، ولهذا السبب جاءوه آلاف الجنود من الفرقة الخاصة الإيرانية على اعتبار أنها حرب مقدسة.
المذبحة ستستمر لأن النظام نجح في فرزها طائفيًا ويستفيد من ذلك دعمًا يأتيه من طهران ولبنان، وفيتو تلوح به روسيا والصين كأن الأولى عادت دولة عظمى، وكأن الثانية انضمت إلى نادي الأقوياء وليست مجرد حراج لإعادة تدوير منتجات الغرب.
الإعلام الروسي والصيني بث تقارير عن القوات الإيرانية الخاصة التي تحمى بشار الأسد وتقدم خبراتها لاغتيال شعبه والقضاء عليه بلا رحمة ودون استثناء للأطفال الرضع.
يجب أن يعرف العالم العربي والإسلامي أصول اللعبة التي يلعبها الأقوياء على الساحة الدولية. فهناك استهتار بأرواح المسلمين السنة، والنظام يستقوى بسيطرة طائفته العلوية على مراكز القرار في جميع مؤسسات القوة، وقد سبق أن قتل في عهد الأسد الأب في الثاني من فبراير عام 1982م 20 ألفًا من السنة في حماة خلال ساعات قليلة.
أرى ترددًا في إبراز حقيقة ما يجرى خشية أن يكون ذلك سندًا للفزاعة الطائفية التي يدعم بها النظام وجوده، لكن الواقع أن إبادة جماعية منصوبة للسنة، ومن يصبح عليه الصباح لا يعرف إن كان سيعيش إلى الساعة التالية أم سيلقى حتفه!

المصدر: موقع المصريون 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع