محمد علي الشيخي
تصدير المادة
المشاهدات : 7972
شـــــارك المادة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، وبعد: فإن من حكمة الله - تعالى - أن ربط الأمور بمسبباتها، ومن ذلك أنه - سبحانه - جعل للنصر من عنده - تعالى – فقال: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}، ثم جعل له أسباباً من أخذ بها أحرز مطلوبه بإذن - تعالى -، فمن ذلك:
• وأولها وأهمها: الإيمان بالله وإقامة أركان الدين، فمتى استجاب المؤمنون لأوامر الله، وانتهوا عما نهاهم عنه؛ عندئذٍ يهيأ الله لهم أسباب النصر، ويحقق لهم وعده كما قال - سبحانه -: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}. ثم بيّن الله - سبحانه - من هم الذين وعدهم النصر فقال - عز وجل -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}. فنصر الله للمؤمنين حق لا شك فيه، فقد قال - تعالى -: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}. • وثانيها: إعداد القوة، كما أمر الله - سبحانه - بذلك فقال: {واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}. فالواجب على المسلمين اليوم شعوباً وحكومات الجهاد مع إخوانهم في سوريا وإمدادهم بالسلاح والمال، علاوة على إغاثتهم بالدواء والغذاء، ومداواة الجرحى. قال الله - عز وجل -: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}. ويقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: ((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)). فلقد أمر الله - عز وجل - المؤمنين بالجهاد في سبيله، فقال: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}. وقد رغب - سبحانه - في ذلك بالتذكير بثبات من قبلنا من الأنبياء والمؤمنين، فقال - سبحانه -: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}. • وثالثها: البعد عن الذنوب والمعاصي، فإنها من أعظم أسباب تخلف النصر، كما قال - تعالى -: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيدكم}. • ورابعها: الصبر مع التوكل على الله والاعتماد عليه والثقة بوعده، قال الله - سبحانه -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وقال - تعالى -: {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ}. فبهذا يعلم أن التقوى سبب النصر، كما أن الصبر عدته. ومما يدل على ذلك أن الصبر من أعظم أسباب النصر أن الله قدّم الأمر به على الأمر بالتقوى فقال - تعالى -:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
عبد المجيد البيانوني
موفق مصطفى السباعي
إبراهيم الحقيل
رابطة خطباء الشام
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة