مركز التأصيل للدراسات والبحوث
تصدير المادة
المشاهدات : 7880
شـــــارك المادة
كأن سقوط القتلى وقود يشعل فيهم نار التضحية والفداء، فكلما سقط فيهم مجاهد ازداد عزمهم وقويت إرادتهم... إنهم أبطال سوريا التي مضى على ثورتها عام دون أن يفت في عضدها خذلان أخ أو طغيان ظالم.
* مضى عام على الثورة ليثبت أن شعب سوريا شعب أبيّ محب لدينه، لا فرق في ذلك فيهم بين رجل أو امرأة، أو بين طفل أو شاب أو شيخ كبير، الكل خرج ليعلن ولاءه لدينه، وليعلن أن نفسه فداء لنصرة هذا الشعب الذي خذل من الجميع، حتى بدا كفريسة سهلة - وليس كذلك بإذن الله- في يد طاغية لا يعرف رباً ولا ديناً ولا نبياً. * مضى عام على الثورة ليثبت أن المسلمين حكاماً وشعوباً، قادة وساسة غثاء كغثاء السيل، وصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ قال: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تدعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت)) [أخرجه أبو داود (4297)- وصححه الألباني]. * مضى عام على الثورة ليثبت أن الكفر ملة واحدة، وأنه لا فرق بين يهودي ولا نصراني ولا مجوسي في عدائهم لهذا الدين، فالكل حاقد كاره، والكل عازم على حرب الإسلام وسحق أهله، (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [سورة التوبة: 32]. * مضى عام على الثورة ليثبت أن التاريخ يعيد نفسه، وليثبت أيضاً أنَّا لا نتعلم من دروس الماضي، فشيعة اليوم هم من أسقطوا دول الخلافة بالأمس، وخانوا وباعوا، وأصدق مثال على ذلك فعل ابن العلقمي الرافضي الخائن الذي خطط للقضاء على دولة الخلافة، ففتح أبواب بغداد للمغول، فدخلوا يقتلون وينهبون ويأسرون ويدمرون ويحرقون أربعين يومًا حتى أصبحت بغداد التي كانت حين ذاك زهرة مدائن الدنيا أصبحت خرابًا يبابًا تنعق فيها البوم. * مضى عام على الثورة ليثبت أن إيران هي الشيطان الأكبر، وهي المحرك الأول لغالب الفتن التي تعم بلداننا العربية والإسلامية، وأنه لولا الذراع الشيعي لما تمكن الغرب من تحقيق أي نصر في ديارنا، وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية حينما قال: "وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره، تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم". * مضى عام على الثورة وهو مثقل بالجراحات والآلام، مكتظ بالأرقام التي لا تعرف غير خانة المئات والآلاف فما فوق، لتعلن الشبكة السوريّة لحقوق الإنسان أن 10130 شخصًا قتلوا في سوريا منذ اندلاع الثورة في مارس 2011، ونشرت الشبكة قائمة تتضمن أسماء جميع القتلى وتواريخ وأمكنة مقتلهم. وليفيد تقريرها أن من بين القتلى 676 طفلاً وطفلة و520 امرأة و753 عسكريًا من القوات العسكريّة والأمنيّة الموالية للنظام ومن الجنود المنشقين والجنود الذين رفضوا إطلاق النار، وأضافت أن 368 شخصًا لقوا حتفهم تحت وطأة التعذيب. وتوزع القتلى وفق ما جاء في القائمة الاسمية على 14 محافظة، تتقدمها من حيث العدد حمص بـ3767 قتيلاً، ثم إدلب التي شهدت مصرع 1495 شخصاً، تليهما كل من حماة ودرعا وريف دمشق ودير الزور واللاذقية ودمشق وحلب والحسكة وطرطوس والقنيطرة والرقة والسويداء. * مضى عام على الثورة ليثبت أن جرائم بشار إضافة لسياسة العقوبات الجماعيّة للمدن وحرمانها من الغذاء والدواء والاتصالات وقتل الصحفيين تنم عن حركة ممنهجة وسياسة عامة لا وصف لها سوى أنها حرب إبادة، يديرها بشار ومن خلفه إيران ومصالح الغرب لبتر السنة من سوريا أو كسر شوكتهم لمنع قيام قوة سنية عالمية في سوريا ولبنان والعراق. * مضى عام على الثورة ليتضح للجميع أنه لا ناصر لأهل السنة في سوريا إلا أهل الإيمان من أصحاب المنهج الحق، فها هي رئاسة المجلس الوطني قد آلت برهان غليون ذلك العلماني الذي عرف بخياناته المتكررة للثورة، وسعيه الحثيث عبر العديد من السياسات لتقليم أظافر الثوار وإحباط هممهم.... فما زال هذا المأفون يبحث عن حلول سياسية رغم شلالات الدم التي تسيل ليل نهار... * مضى عام على الثورة ليثبت أن مصطلحي المقاومة والممانعة التي كان يتاجر بهما بشار ونظامه، لا يقصد بهما إلا مقاومة الشعب والتنكيل به وإعطاء ظهره لمطالباته وحقوقه، أما إسرائيل فلم تكن تمثل لهذا البشار أي خطر، وبدورة كان يعتبرها بلدا صديقا وإن قال خطابه الإعلامي غير ذلك، ودليل ذلك أن رامي مخلوف ابن خالة بشار خرج في بداية الثورة وهو يقول: "إن استقرار وأمن إسرائيل مرتبط ببقاء النظام السوري"، ويؤكد هذا الأمر ما قاله المراقب العام للإخوان المسلمين بسوريا رياض الشقفة منذ أيام: "إن عدم سقوط نظام الرئيس بشار الأسد رغم مرور سنة على الاحتجاجات ضده يرجع لكونه مدعوماً من إسرائيل". * مضى عام على الثورة ليظهر لكل مخدوع بحزب الله وإيران حقيقة هؤلاء، وليكشف كذب أحاديثهم وزيف مواقفهم وتقيتهم التي نافقوا بها أهل السنة زمناً طويلاً. * مضى عام على الثورة ليكون شاهداً علينا، فإما أن يكون حجة لنا وإما أن يكون حجة علينا، لذا فعلى كل واحد منا أن يسأل نفسه ماذا قدم لإخوانه في سوريا من دعم؟ من منا دعمهم مالياً؟ من منا دعمهم سياسياً؟ من منا ساهم في نشر قضيتهم وأوجاعهم ودعمهم إعلامياً؟ من منا دعا لهم طالباً لهم النصرة والعون؟
عبد الكريم بكار
أرفلون نت
عبد الرحمن عبد الله الجميلي
أبو فهر الصغير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة