مجاهد مأمون ديرانية
تصدير المادة
المشاهدات : 3514
شـــــارك المادة
الثورة السورية: خواطر ومشاعر (55): لماذا شنقتم الفتاة يا أيها المجرمون؟
نعم، شاهدتُها؛ كانت معلّقة من عنقها بحبل تدلى من السقف، وقد مال رأسها على العنق المكسور ورُبطت اليدان من أمام وتهدّل الجسد الصغير، أمّا الوجه… لن أنسى وجهها ما حييت! بنت كم كانت؟ لعلها بنت ثلاثَ عشرةَ أو أربعَ عشرةَ على الأكثر. ماذا جَنَتْ بنتٌ لم تتمّ الرابعة عشرة حتى تُشنَق؟ أي جريمة ارتكبت وبأيّ ذنب قُتلت؟ مَن القاضي ومن الجلاد، ومن كان الشهود؟
وأين أمها وأين أبوها، وأين أختها وأين أخوها؟ أكانوا هم الذين صوّرتموهم في الفلم الآخر مبعثَرين على الأرض، وقد اخترق الرصاص رؤوسَهم والصدور؟ أهذا هو ما صنعتموه في كل بيت، أو بقايا بيت، دخلتموه في حي بابا عمرو المنكوب؟ لقد سمعتك يا أيها المجرم وسمعت صوت صاحبك يستعجلك، وأنت تماطل وتقول: أريد أن أصوّرها أولاً. ثم لم يكفِك أن صورتها معلّقة من رقبتها حتى رحت تدور حولها لتُرِيَنا شكلها من جنب ومن خلف كما أريتنا شكلها من أمام. لا أعلم كم رآها من قرّاء هذه المقالة، لن يراها الباقون لأن إدارة اليوتيوب حذفت المقطع بسبب "الإفزاع وإثارة الاشمئزاز". لا أدري أَخَيْراً فعلت أم كان ينبغي أن تتركه ليراه كل واحد على سطح الكوكب، فيعرف مبلغ إجرام هذا النظام، ويعرف كيف عاش شعب سوريا في سجنه الكبير أربعين عاماً، كل يوم من أيامها طوله ألفٌ من الأعوام من شدّة ما عانى وقاسى من الأهوال والآلام. * * * لماذا شنقتم الفتاة يا أيها المجرمون؟ لماذا صورتموها، ولماذا نشرتم صورها؟ هل أردتم أن تُغضبونا؟ فإنّا قد غضبنا، وإنّ غَضَبنا نارٌ هائلة هائجة ستحرقكم وتحرق قلوب آبائكم وأمهاتكم، لو كانت لمن يَخرج أمثالُكم من أصلابهم وأرحامهم قلوب! وتريدون منا بعد ذلك أن ننسى وأن نسامح؟ نقسم بالله العظيم أنه لا عفوَ ولا غفران، وأنّ مَن قَتل قُتل، وأن القاتل قد اختار كيف يُقتل من يوم اختار كيف يَقتل؛ فمن شَنق شُنق، ومن خَنق خُنق، ومن حَرق حُرق، سُنّةً وقانوناً أنزله الله من السماء فلا يَحول ولا يزول ولو اجتمع عليه أهل الأرض: {وإنْ عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به}، {النّفس بالنفس والعين بالعين والأنف الأنف والأذُن بالأذن والسنّ بالسنّ والجروح قصاص}. ألا لا يدعونا إلى التسامح بعد اليوم إلا خائن. انتظروا يوم القصاص يا أيها المجرمون.
المصدر: الزالزال السوري
عبد الكريم بكار
زهير سالم
عوض القرني
نشكر للشيخ مجاهد مأمون ديرانية مقالاته للثورة السورية ولكنه تعجل في هذا المقال حيث أن هذه الصورة التي شاهدها ، أو الفيديو الخاص بها هو من قبل الثورة ومن بلد يبدو أنه العراق ، ولكن مع ذلك لا يستغرب من النظام السوري الأسدي المجرم ما هو أفظع من ذلك ، وحسبنا الله ونعم الوكيل
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة