صلاح الدين الإدلبي
تصدير المادة
المشاهدات : 25338
شـــــارك المادة
السؤال: سأل أحد الإخوة عن حديث: ((فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية))، وقال: هل ما يحصل الآن في سوريا ينطبق عليه هذا الحديث؟.
الجواب: أقول: أول الحديث هو ((من كره من أميره شيئاً فليصبرْ))، وهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم، وتتمته عندهما جاءت من طريقين بلفظين: أحدهما: ((فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية))، والآخر: ((فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية)). ولفظة "شيئاً" جاءت في الحديث منكَّرة، والتنكير هنا للتقليل. ومعنى الحديث أنه لا يجوز للمسلم الخروجُ عن طاعة ولي الأمر ولا الخروج عليه لمجرد أنه رأى منه شيئا يكرهه، إذ الواجب عليه في هذه الحالة النصح والصبر، ولا شك في أن الخروج على ولي الأمر الواجب الطاعة لأدنى سبب لا يجوز، وهو من المحرمات، بل من الكبائر. قال الله - عز وجل -: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}. ولم يقل الله - جل وعلا - "وأولي الأمر"، بل قال - سبحانه - "وأولي الأمر منكم". ويوضحه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه مسلم عنه إذ قال في حَجة الوداع: ((ولو استـُعمِل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا)). وبشار الأسد الذي يحكم سوريا اليوم هو وزبانيته لا شك أنهم ليسوا منا، فكتاب الله - تعالى - في واد وهم في واد آخر، وقد طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، واستحلوا تعذيب الناس والتمثيل بهم وهم أحياء، يقلعون الأظافر، ويسلخون الجلود، وينتهكون المحارم، فلا شك في وجوب خلعهم وإزاحتهم وتطهير البلاد من شرورهم، ومن شك في وجوب خلعهم وإزاحتهم فليس في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخْلـُف من بعدهم خُلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يُؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)).
المصدر: رابطة العلماء السوريين
أسامة الطبش
محمد العبدة
عبد الله الشامي
محمود الزعبي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير