محمد مصطفى عبد الرزاق
تصدير المادة
المشاهدات : 3094
شـــــارك المادة
بسم الله وكفى، وصلاة على حبيبه المصطفى.. وبعد: لا يخفى على كل ذي لبٍّ ما يطمح إليه النظام المجرم من أهداف يخفيها وراء مناوراته الخبيثة والماكرة التي يسعى من خلالها لكسب المزيد من الوقت طامحاً لوأد الثورة وإطفاء جذوتها والإمعان في سفك الدماء وقتل الأبرياء ترهيباً وتنكيلاً ساعياً إلى تحطيم الأمل بالنصر. ولعل من الأهداف الخبيثة من مناوراته ووعوده الكاذبة أن يصل إلى تفريق الكلمة التي اجتمعت عند المعارضين لحكمه على إسقاطه وسوقه للعدالة والقصاص وإعادة الحق إلى أهله وإرجاع الأمر إلى نصابه، وهو يسعى جاهداً إلى تحقيق تلك التفرقة سواء بيد ظاهرة منه أو بجهل من الآخرين.
وصور تمزيق تلك الوحدة تنشأ من اتجاهات عدة: الاتجاه الأول: وهو الذي يدفع به النظام المجرم بكل قوة من خلال إنشاء مجموعة من المعارضين بالكلمة والإعلام مؤيدين له بالفكر والمضمون، وقد نجح في تسويقهم للعالم بكونهم جزء من المعارضة وينبغي أن يؤخذ رأيهم ويسمع إليهم، وقد تولى تلك المهمة هيئة التنسيق الوطنية صنيعة النظام ومولوده الغير الشرعي. والاتجاه الثاني: وهو ما نراه يحصل داخل كيان المعارضة الواحدة في شتى اتجاهاتها وانتماءاتها الفكرية والمذهبية والقومية من تحزب وتمايز في كافة المجالات. وأول ما نبدأ به هو الشق العسكري وهو الأخطر لما له من تداعيات على أرض المعركة وأثر بالغ في توجيه كفة الثورة إما إلى نصر أو هزيمة، فقد رأينا كثرة الكيانات والوحدات والمجموعات التي يجمعها هدف واحد وتفرقها المسميات والانتماءات وطرق التمويل، فكانت الثمرة ضعف في التخطيط والتنفيذ والتعاون مما أفقد العمل العسكري الكثير من مقومات القوة وتبعثرت الجهود التي ينبغي أن تصرف لقهر الطاغية ودحره فصارت توجه لتوحيد الكلمة ولمِّ الشمل. أما الشق الآخر فهو الشق السياسي والفكري، ولا يقل خطراً عن الشق العسكري، فنرى الكثير من أطياف المعارضة يتخندقون وراء مسميات ومجموعات كل منها بحسب انتمائه وتوجهه، فصار لنا بدل المعارضة الواحدة التي تجتمع تحت مظلة واحدة مظلات متعددة تفرق ولا تجمع، فيتشتت الجهد وتزيغ الرؤية، فكانت تلك المجموعات والتكتلات بمسمياتها المختلفة الهدية القيِّمة التي تقدمها المعارضة لرأس النظام، بل وصارت هذه الفرقة هي الشماعة التي يعلق عليها المجتمع الدولي فشله وتخاذله في نصرة القضية ومد يد العون لها، فكلما عجز أو تعاجز عن إصدار قرار رفع صوته مطالباً بالتوحُّد في الرؤية والاجتماع على الكلمة. أقولها بصدق: لقد أصبح داء التأطر والتفرق والتمايز الذي حل في المعارضة بكافة أنواعها العسكرية والسياسية والفكرية أكثر ألما وأثراً على الثورة من سلاح العصابات الأسدية المجرمة، وضرره أعظم من مناوراته السياسية الخادعة وسلاحاً يستخدم لذبح الثورة والقضاء عليها بيد أبنائها الثائرين قبل أن تكون بيد أعدائها من رجال النظام أو أعوانه، أو ممن يقف في وجهه أمام الإعلام ويمده سراً بكافة أشكال الدعم والتأييد راجياً له دوام البقاء. فهل يسمع العقلاء صرختي قبل أن ينزف على تراب وطني مزيدٌ من دماء طاهرة، وتزهق بسبب ذلك مزيد من أرواح بريئة تشكو إلى الله - تعالى - جور النظام، وتخاذل الحكام، وتفرق أبناء الثورة والطريق في تأطر ضر ثورتهم ونفع عدوهم.
عبد المنعم سعيد
مجاهد مأمون ديرانية
عمر قدور
غازي دحمان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة