حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 3143
شـــــارك المادة
بعد نجاح عملية تفجير الحافلة العسكرية التي سبقت قدوم بعثة المراقبين الدوليين إلى درعا البلد، واعتقاد النظام أنه انتصر في كسب الرأي العام لصالحة، بعد أن زورت قناة الإخبارية السورية تصريحاً على لسان مود بأن "العنف ما زال مستمراً على المراقبين والصحفيين والعناصر الأمنية في سورية".
وطبعاً كلام الجنرال روبرت مود رئيس فريق المراقبين الدوليين في سورية كان مسؤولاً عندما ندد بانفجار درعا الذي استهدف موكبه وجرح فيه 6 جنود سوريين، ووصفه بأنه "مثال على أعمال العنف التي لا يحتاجها السوريون"، بحسب متحدث باسمه. طبعاً هذه التصريحات استغلها النظام ليسير في طريق إثبات نظرية العنف الممارس من قبل العناصر المسلحة، وليخرج علينا اليوم ومنذ الصباح الباكر بتفجيرين كبيرين قريبين من الفروع الأمنية المنتشرة في جميع الأرجاء، الأول كان مقابل فرع الدوريات، والثاني مقابل فرع فلسطين القريبين من بعضهما البعض في منطقة القزاز، ولم يكتفِ بذلك، بل أتبع تلك التفجيرات برشقات من الأسلحة الفردية من قبل عناصره الأمنية على المدنيين المتواجدين في نفس اللحظة، وعلى الساكنين في تلك المنطقة. الأمر الذي أدى إلى استشهاد شاب يسكن في المنطقة عند صعوده سطح منزله للنظر إلى مكان الانفجار.. فانهال عليه الرصاص الأسدي العشوائي ليدخل في خاصرته ويقع شهيداً. وطبعاً هذه السياسة التي سار عليها الأسد منذ البداية ولكنه كان متريثا في تطبيقها في المدن الكبرى كحلب ودمشق، قبل أن يستيقن أنهما قد دخلا في الحراك الشعبي، ليبدأ بتطبيق خطته التي تسمى في العرف الأمني ((إرهاب المدن)) ليخير الناس بين النظام والخراب، وطبعاً هذه النظرية وإن كانت عصابات الأسد وكتائبه ومؤيدوه يجاهرون بها علناً عندما رفعوا شعاراتهم القائلة: الأسد أو نحرق البلد، أو الأسد أو لا أحد، وهم فعلياً يمارسونها منذ أربعة عشر شهراً، ولكنهم يرمون التهم على الإرهابيين والمندسين والسلفيين والعصابات المسلحة والقاعدة، والآن هم يسفرون عن وجههم وينزعون قناعهم ويبدؤون بالتنفيذ العلني لهذه الخطة بوقاحة وصلافة وقذارة. بالأمس رفعوا فزاعة الحرب الأهلية علهم في ذلك يستطيعون إخافة الأكثرية الصامتة من المواطنين، ويشتروا ولاءهم مقابل الحفاظ على حياتهم وممتلكاتهم فقط، وعندما فشلوا انتقلوا إلى الخطة البديلة. اليوم الكل يتساءل: لماذا سلم يوم الانتخابات من التفجيرات؟، ولماذا التفجيرات تقع في اليوم الذي يسبق يوم الجمعة، أو في يوم الجمعة؟، ولما لم تستهدف مناطق سكن الموالين للطاغية كعش الورور، ومزة الـ 86، والسورمرية، ومنطقة المشروع بالمعضمية، ومساكن الحرس بالجديدة، ومنطقة جنود الأسد في طريق معربة في جبال الهامة، وعرين الأسد في قدسيا؟. ولماذا التفجير لم يستهدف المقار الأمنية بشكل مباشر؟. طبعاً أسئلة كثيرة والإجابة أصبحت عند الجميع البعيد قبل القريب!. لكن ما نريده اليوم ليس الإجابة على هذه الأسئلة وإنما الخطوات التي من المتوجب على المجتمع المدني السوري وخاصة المعارضة الداخلية - التي تحاول مداهنة هذا النظام الأرعن- اتخاذها، وفي حدها الأدنى المطالبة بلجنة تحقيق دولية أممية وعربية وبشكل عاجل وتحت الفصل السابع لبيان حقيقة العصابات الإرهابية التي تقف وراء تفجيرات دمشق وحلب وبقية المحافظات. أيضاً يجب على المجلس الوطني السوري بكافة أطيافه المطالبة بهذا الأمر لفضح العصابة الأسدية المسلحة التي تقف وراء كل تلك الانفجارات، وأن تضع الطاغية في مواجهة مع المجتمع الدولي عند رفضه لتلك اللجنة، ولتكون دليلاً فاضحاً على تورطه في تلك التفجيرات.
غياث بلال
مروان قبلان
سامر أبو رمان
علا عباس
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة