محمد حمادة
تصدير المادة
المشاهدات : 4448
شـــــارك المادة
الفصل الأول من الشهادة: ملاحظة هامّة: لن يتمّ تشكيل فكرة متكاملة عن المقال إلا بعد صدور سائر أجزائه و حلقاته. بسم الله,الحمد لله,و الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم
إنني لا أحب أن أستطرد كثيرا في موضوع إعلان النظام الحرب الشاملة على الإسلام منذ اللحظات الأولى لنشأته ,لا بل قبل أن ينشأ أيضا, و لا أدل على ذلك من أن أحد شيوخ الشام الكرام_ الذين هم في صلب صفوف المعارضة اليوم_ ذكر في لقاء له على قناة الجزيرة القطرية أن المحقق في سجن المزة العسكري,المدعو صلاح الجديد _وهو القسيم الثاني لانقلاب الهالك المقبور(1970)من القرن العشرين_قال له أثناء التحقيق على خلفية أحداث المسجد الأموي في الستينات ,و هو ينظر من نافذة غرفته المطلة على عاصمة الخلافة الأموية دمشق : أترى إلى مآذن دمشق؟سيأتي يوم لن تشاهدها أبدا لأننا سنزيلها!!!!! و هو عين ما فعلوه في الثمانينات في مدينة أبي الفداء حماه حين دمروا مساجدها , ثم في ثورة المساجد اليوم في الشام حين لم يستثنوا موقعا يرتفع فيه صوت الله أكبر إلا و استهدفوه في كافة ربوع سوريا الشام ,اللهم إلا ما ندر ,و ذلك بعد أن وصل زحف الثوار إلى أبواب عامها الرابع!.
إن مقارعة النظام للإسلام و عقيدته و شرائعه و أهله و تاريخه في ساحة نزال مفتوحة على كل الصعد أمر لا يحتاج إلى كثير نظر و استدلال, _و إن كان بعضهم و في مقدمتهم علماء السلطان يحاولون جاهدين أن نبقى متحركين في دائرة مغلقة من الجدل العقيم الذي لا طائل منه_! لهذا سآتي بأمثلة عن فساد هذا النظام و سياسته المنهجية في محاربة الإسلام من واقع تجربتي الشخصية التي امتدت على مدى أربعة عقود منذ أن بدأت أتلمس الحياة في بلدي,وأتلمس أمتي في هذه الحياة, لتكون شهادة مني على عصر المقبور و الطاغية معا ,لأن الأجيال ستسأل يوما: ما الذي جرى بالضبط في هذه الحقبة المظلمة من تاريخ سوريا الشام؟ و بدوري سأدلي بدلوي, و سيدلي معي من يوثّق بالكتابة أو بغيرها أحداث الشام في هذا الزمان, ليس سعيا منا لإصلاح فساد علماء السلطان,أو تغيير مواقفهم,أو تبديل مزاجهم العام من شعوبهم, فهؤلاء قد أصيبوا بمرض عضال مزمن ميئوس من شفائه, ما لم يخرجوا من دائرة الذنبية إلى فضاء الحرية التي ربانا عليها الإسلام, و ما لم يستغفروا الله عز وجل و يربطوا مسيرتهم برحمته لا بنقمته, و يقطعوا عن أسيادهم من أعدائه طريق الوصل و الوصال الذي طال و استطال, و ما لم و ما لم... و ما لم يفعلوا الكثير الكثير و في مقدمة ذلك انسلاخهم عن المنهج العلماني المتطرف الذي يتناقض كل التناقض مع المنهج الإسلامي الوسطي الذي تنزّل وحيا من السماء على قلب نبيّ الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم, وهو بعيد كل البعد عن وصايا استخبارات النظام و أجهزته الدموية. إننا في هذه الحلقة إنما نناقش و نقيم الحجة الدامغة و نعرض الأدلة الواضحة التي لا لبس و لا جدال في سردها من أجل الحقيقة التي هي غاية نبيلة من غايات ديننا الحنيف, و من أجل أن نعذر أنفسنا أمام الله تعالى بإيراد ما لدينا من براهين قاطعة على طغيان نظام البعث الإلحادي في الشام و من يشرّع له طغيانه من علماء الفساد و الشيطان الذين يبرأ منهم الإسلام! نفعل ذلك أيضا بهدف أن ننقذ ضحية من ضحايا قوم انتسبوا إلى الإسلام في ظاهر انتمائهم و ولائهم, لكنهم في حقيقة جوهرهم و مادتهم قوم لا خلاق لهم و لا ذمة! فهم في يومياتهم و تصريحاتهم و مواقفهم في قلب عاصفة الطغيان يركبون موجتها ,و يدينون بالولاء لها,و يعيشون في واقع انتمائهم بها و في سبيل مرضاتها! نكتب و نوثق في سبيل أن نوقف زحفهم الموبوء الذي يسيء للإسلام قبل أن يسيء لسيرتهم و أشخاصهم و مدارسهم. لهذا سأدون شهادتي بكل شفافية و أمانة بعد أن أشهد الله تعالى و ملائكته على ما أقول, و من ثم سأدع ملايين الصور على شاكلتها_أو أشد منها فظاعة و ما أكثرها_ يعتصرها من واقع سوريا المؤلم من يقرأ مقالتي,و يسلك سبيلي و مسيرتي.
و الآن إليكم الشهادة مشهداً مشهداً : المشهد الأول: في أول انطلاقة لتجربة طلائع البعث في سوريا_و كانت آنذاك اختيارية_أذن لي والدي_ حفظه الله و غفر له و لي و لسائر المسلمين_بالالتحاق بتلك المعسكرات من خلال مدرسة "عماد الدين زنكي" الابتدائية في دمشق_ الميدان ,حرصا منه على أن يكون ابنه اجتماعيا غير انعزالي, دون أن يعلم شيئا عن الأخطار التي تحيق بابنه و بأجيال الوطن جميعا من وراء تلك النشاطات الخبيثة المشبوهة التي تصرّ على أن لا تسفر عن وجهها القبيح كي تحصد المزيد من المغرر بهم! المفاجأة أنني ما إن التحقت بمعسكر طلائع البعث هناك _ في منطقة نبع بردى من أرض الزبداني في ريف دمشق _بفترة وجيزة حتى تم استدعائي إلى إدارة المعسكر على عجل و لأمر خطير أرعبني و أنا الصغير الذي لم يبلغ الحلم بعد, بيد أني كدت أصعق عندما علمت بأن الاستدعاء كان يدور تحت عنوان أدائي للصلوات الخمس ! فلم أكن أتصور أن الصلاة التي هي جزء لا يتجزأ من حياة دمشق اليومية في البيوت و المساجد و الرحلات الترفيهية و الجدية على حد سواء ,و التي يفتخر بها الأب بين أبنائه و الابن بين يدي أبيه و جده و عائلته و سكان محلته و سائر شرائح مجتمعه ,تصبح جريمة يحاسب عليها الأطفال و يجرم بسببها الكبار!!!!! لقد جرى التحقيق معي و تأنيبي على خلفية الوقوف بين يدي رب العالمين و أنا لم أدخل الصف السادس بعد, ثم لا يقول عاقل إنّ ذلك ليس تجريما للإسلام و شرائعه, و ليس حربا على ثوابت الدين و مجتمعاته ؟! فهل ثمة مهزلة في الدنيا أتفه من هذه؟!!! أن يتم الربط بين الجريمة و المعتقد ! و أن يغرس ذاك الفكر المتطرف في عقول الناشئة ! و أن تنفق لأجل غرسه المليارات تحت مسمّى :( طلائع لا طلائع أمتنا),و هي مدارسهم لا مدارسنا, و هي مناهجهم لا مناهجنا,و هم كانوا و لا يزالون غرباء عن أمتنا و مجتمعاتنا و درب نهضتنا. و في المقابل قام مسئولون في المعسكر من سن الشباب بغض النظر عن طالب نحت صورة فرج امرأة على تراب أرض المعسكر, و قد التف الطلائعيون الأطفال من حوله فقوبل بالتشجيع و التصفيق في مشهد استعراضي يشيد بإنجازه السافل !!! إنها الإباحية و الرذيلة التي كان يروّض النظام عليها مجتمعنا السوري رويدا رويدا في مواجهة الأخلاق والفضيلة التي جاءت بها تعاليم الدين الإسلامي,و ارتكزت عليها أسس هذا المجتمع الكريم! لا بل إنها الاشتراكية في كل شيء التي اختبأت خلفها الإباحية الساقطة و التي لم تستثن المرأة من قاموس أهدافها حيث حملت البعثية الفاسدة المقيتة رسالة تدميرها و تدمير المجتمع بها,ثم حملت الدعوة إليها الطائفية النصيرية وفق مرجعية قرمطية صفوية لا تعرف الانضباط بالإسلام و القيم التي أرساها في المجتمعات!!! و على من لا يعرف القرمطية في اباحيتها و شهوانيتها و مفهوم اشتراكيتها لنساء القوم و سلب أموالهم أن يعود للتاريخ و يقرأ عن أفسق جماعة رافضية حكمت تحت ستار أهل البيت الأطهار و هم من شذوذها و انحرافها براء في براء في براء!. و إنها لفرصة لي أن أخاطب النظام الإرهابي الفاجر من منبر هذا المقالة المتواضعة و أناديه بأعلى صوتي ليسمعني و تسمع الدنيا بأسرها صرختي: لقد أردتموني طليعيا بعثيا و أرادني الله عز و جل طليعيا إسلاميا, فخاب سعيكم بالرغم من أنني التحقت بالمعسكرين الأول و الثاني لطلائع ما تسمونه بعثا في تاريخ معسكراتكم و نفذ أمر الله, فنفذ أمر الله,و ضلّ في صحراء التيه سعيكم و صدق رب العزة و الجلال حين قال _و هو الصادق دائما_: (ويمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين)! و والله إن هذا ليعود بي قليلا إلى الوراء حيث تلك التجربة الفرنسية المتقدمة في زمنها التاريخي ,و نفسها الاستعماري في سعيها لصهر فتيات مسلمات جزائريات بالثقافة الفرنسية الإقصائية و الاستئصالية لديننا الحنيف في الجزائر و الزاحفة على منهجه و تعاليمه ! كيف أنفقت فرنسا الجهد و المختصين و الأموال على فرنسة ثلّة من فتياتنا هناك, و لمّا اكتملت تجربتها في زمنها و مادّتها قررت أن تحتفل و تنتشي بالنصر على الإسلام و أهله فما لبثت أن صدمت! إنّ حفل الافتتاح الذي جاءت فرنسا على أعلى مستوياتها لحضوره و الذي أنفقت عليه هو الآخر الأموال لتدشين تلك التجربة في العالم الإسلامي كله و تصديرها إليه كان صفعة لفرنسا و سلطتها الاستعمارية و جبروتها حين أطلت الفتيات الجزائريات بلباسهن الإسلامي الجزائري المعهود الذي أمرهنّ به الإسلام, و الذي ينسجم مع فطرتهنّ السليمة بعيدا عن الثقافة اللاتي تلقينها من خبثاء مختصين في خضمّ التجربة تلك ! حينئذ قال أحد قادة فرنسا مستنكرا: و ماذا فعلت فرنسا خلال مائة عام في الجزائر؟ فأجابه آخر: و ماذا نفعل إذا كان القرآن أقوى من فرنسا! تابع الحلقة السادسة بإذنه تعالى
كتبه محمد حمادة_ الغنيمي الدمشقي الميداني_نزيل المدينة المنورة شهادتي التاريخية الشخصية على فساد و طغيان النظام مما يستتبع فساد من والاه من علماء السلطان
مهدي الحموي
محمد فاروق الإمام
متابعات عقبة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة