حمزة عماد الدين موسى
تصدير المادة
المشاهدات : 3784
شـــــارك المادة
تصريحات الرئيس المصرى محمد مرسى فى قمة عدم الانحياز, صاحبها الكثير من الضجيج و التهليل ليغطى على المصيبة الكبرى التى خرجت فى الخطاب "الحل السياسى للثورة السورية" … لنفاجئ بعدها بتصريحات المتحدث بإسم الرئاسة المصرية ياسر على كما نشرتها وكالة الاناضول للانباء و موقع مفكرة الاسلام بإعتبار إيران جزءا من " الحل" للإزمة السورية .. و ما تتابع لاحقا من تسريبات بخصوص قمة عربية رباعية لحل الازمة السورية " كما خرجت من الجانب المصرى " …
هذه التصريحات تحتوى على نقاط خطيرة تنشئ من معرفة مشوهة بالداخل السورى و تداعيات الثورة السورية على الشارع و المدنين و المدن و التغيير الديموغرافى بالداخل,التدخل المصرى للمره الثانية بخصوص الثورة السورية بعد ان تدخل مندوب مصر قبل عهد الرئيس مرسى, ليقول برفض "مصر" الواقعه تحت الحكم العسكرى تسليح المعارضة السورية, يدل على خطورة موقف الرئيس مرسى إما عدم تمكنه من المواقف أو أنه تم استغلاله لتمرير موقف مصر السابق او انخراطه فى اللعبة السياسية الدولية التى تبنت الحل السلمى و فشلت فى تمريره للداخل السورى خصوصا عن طريق المعارضة السياسية الخارجية السورية الفندقية بالخارج.
دعاة الحل السياسى بسوريه , يقف على رأسهم إيران و روسيا و تدعمه أمريكا و تم إقتراحه عدة مرات بما يعرف بالحل اليمنى, و الابقاء على الجيش النظامى, و تم تخويف المعارضة السورية المفندقة الجزعة بالخارج بفقدان مناصبها فى مرحلة ما بعد بشار و إرعاب بعضهم بالتقسيم و التفتيت و سيناريوهات الحرب الاهلية ….
فبعد فشل تمرير الحل السياسى جاء دور استغلال او حكومة ما بعد الثورات العربية فى اطار استغلال محاولة استرداد مصر لدورها الاقليمى لتلعب هذا الدور ..
الحل السياسى فى سوريا بدأ بتصريحات هيلارى كلينتون فى الأشهر الأولى لبداية قمع التظاهرات السلمية بالعنف المفرط ثم المذابح و التذبيح بأنها فى انتظار إصلاحات نظام الأسد, ثم انتقلت لمرحلة انها تطالب الأسد بالحوار و إيقاف العنف ثم انتقلت إلى مطالبة الأطراف بالحل السلمى, كل هذا و الأسد و نظامه الطائفى يتقدمون بالمذابح فى رقاب المدنين ….
الحل السياسى فى سوريا استمر بالمماطلة بمبادرة الامم المتحدة التى " طالبت " بحوار وطنى بدون تنحى الاسد لانهاء " الازمة فى سوريا " ….. أن تعترف إيران بأزمة في سوريا فهذا يعنى أنها توقفت عن الطرح أن الثورة السورية مؤامرة "صهيونية - امبريالية" و بدأت بالموافقة على طرح و جود أزمة " داخلية " بسوريا مثلها مثل الأمم المتحدة التى أمهلت بشار الفرصة للاصلاح و فرصة لذبح من يمكن ذبحه من الشعب السورى.
الطرح الذى تبناه مرسى و فريقه السياسى و يعبر عن مصر للأسف , هل يتجاهل موقف مصر الحرج المخزى من عبور سفن صينية و سفن ايرانية عسكرية و بدعم استراتيجى لنظام بشار الاسد ؟؟؟
و هل يتجاهل وجود شبيحة بشار الاسد الذين يمرحون و يرمحون على أرض الكنانة لإرهاب السوريين اللاجئين لمصر ؟
هذا الطرح يتبنى وجهة النظر الإيرانية باعتبار إيران جزءا من "الحل" للأزمة السورية , و هذا الطرح خبيث مردود عليه , و على سبب التعذير الذى أطلق على لسنان ياسر علي حيث قال، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن "إيران جزء من الحل في الأزمة السورية"، مشيرًا إلى أن الأزمة لا يمكن أن تنفرج دون الحديث مع كافة الأطراف الفاعلة. ودافع علي، خلال لقائه مجموعة من مراسلي الصحف الأجنبية بمصر اليوم، عن اختيار مصر لإيران ضمن اللجنة الرباعية التي اقترحت إنشاءها لحل الأزمة، والتي تضم مصر والسعودية وتركيا وإيران. "
هذا الطرح إما يستغبى و يحتقر العقول التى يوجه لها الرسالة أو يستغفل الشارع
فأولا : 1- اختصار المذابح التى تحدث فى سوريا إلى " أزمة " و هذه نقاط الإلتقاء لإستجداء الطرف الايرانى للقبول بالاشتراك … هو جريمة فى الوضع الحقيقى لما يحدث فى سوريا من مذابح يتعرض لها الشعب السورى, القصف العشوائى و العنيف, تشكيل الجيش السورى الحر و سيطرته الشبه كامله على العديد من المناطق أكثر من 40 الف شهيد, و ما يقرب من نصف مليون لاجئ على مدى أكثر من سنة و مئات المذابح المروعة التى تسربت للاعلام و غيرها مما لم يتسرب.
2- تلخيص الثورة السورية بدماءها و شهدائها و مصابيها و لاجئيها رجالها و شعبها و جيشها الحر الى " أزمة " قابلة للحل, لكأنما الطبيعة الديموغرافية و طبيعة اللاجئين و كل شئ يعتبر أزمة داخلية قابلة للحل, بمعطيات وطن شبه مستقر … لكأنما هذه الأزمة قابله للحل و استرداد الامور لسابق عهدا ببعض الحلول و تغيير بعض المتغيرات او الرؤوس " كرؤوس النظام ".
3- وضع إعتبار داخلى و إقليمى لإيران و إشراكها فى الوضع السورى كطرف فاعل … و هذا يعنى بشكل قاطع ان مرسى و فريقه الرئاسى و من يوالون هذا الحل السياسى يعتبرون بدور إيران على السيطرة على مصير سوريا و السوريين و يحترمون قرارها فى الحفاظ على سوريا كإمتداد إقليمى طائفى لها
4-التعذير بأن دور إيران كما قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية نيابة عن الرئيس المصرى و تفسيرا لموقف الإستعانة بإيران بالتطوع بتفسير دور إيران :" وتقضي المبادرة بقيام إيران بالضغط على بشار الأسد للتنحي، على أن تقوم تركيا بعد تنحيه بالضغط على المعارضة السورية للدخول في مفاوضات مع رموز نظام الأسد -الذين لم تتلوث أيديهم بدماء السوريين- وذلك للاتفاق على شكل مرحلة ما بعد الأسد، فيما تتولى مصر والسعودية مراقبة سير المفاوضات، والوساطة المباشرة بين الطرفين."
هذا يعنى أن الحل سيتضمن تغيير رؤوس النظام و الحفاظ على هيكل معين من بقايا النظام الطائفى كإمتداد إيرانى و هو يعنى الاعتراف بصلاحيات ايران …
5- يفَتَرض الحل السياسى باشراك طرف إيرانى أن إيران ستقوم بالضغط على النظام السورى الطائفى ليتنحى الأسد فى مقابل أن تقوم تركيا كما أشار المتحدث الرسمى للرئاسة المصرية بالضغط على المعارضة السورية المفندقة بالخارج .. و أيضا بتتابع الإشارات سيؤثر الإخوان المسلمون بمصر على الإخوان السوريين بهذا الحل السلمى نحو تسيسه و تسويقه للداخل المحاصر, المنهك … هذا الحل يجرمه لا يعيبه, إدخال ايران فى " الضغط " على النظام ليتنحى رؤوسه و يتم المحافظة على بقاءه, أى أن الدور الايرانى لنظام الأسد يتجاوز الدعم المباشر و الغير مباشر للنظام الطائفى إلى مرحلة التأثير المباشر بالضغط …
أليس من الأجدى تحييد إيران و قطع صلاحياتها بالثورة السورية بدلا من أن تفرض واقعا جديدا لحساب إنقاذ النظام الطائفى؟
أم فقط هذا الإشراك بهذه الصورة لإعتبار إيران جزءا من الحل السحرى " السياسى " للإزمة السورية " ثورة الدماء و المذابح " يجب أن يكون من هذا المدخل و المنطلق " بحجة التأثير على النظام " .
أليس من الأجدى أن تدرك إيران أنها تخسر التأثير الإقليمى لتدرك أنها ستسقط مع النظام السورى بتحيدها من هذه المحادثات, فترفع يد الدعم الغاشمة عن دعم الطاغية فى ذبح الشعب السورى؟
طرح الحل السياسى للأزمة السورية من قبل الرئيس المصرى, ينم عن لا وعى بحقيقة الثورة السورية و ما يحدث من مذابح و ما يحدث على أرض الواقع ميدانيا,
أو يفهم منه أن مرسى و فريقه الرئاسى و قيادة الأخوان بمصر ممثله فى أول من سرب بوادر الحل السياسى الدكتور عصام العريان على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بضرورة الحل السياسى, هم عبارة عن واجهة سياسية يتم استغلالها و استعمالها لتسويق هذا الحل بعد أن فشلت الداعمة المباشرة لنظام الأسد مثل روسيا, و إيران و أمريكا بفرض " فرضية الحل السياسى" .
بل إن هذا الطرح يأتى من واقع المساهمة الغير مباشرة بدعم نظام الأسد الطائفى فى قمع الثورة السورية بالسماح للسفن الداعمة لهذا النظام بعبور قناة السويس و التعذر بالاتفاقيات الادولية " اتفاقية القسطنطينية 1888 ".
أى يأتى و مصر تعد داعمة غير مباشرة لنظام الاسد و تتحمل جريمة الدعم و السماح للدعم بالمرور عبر اراضيها " قناتها " الى السفاح الطاغية القاتل … فإما أن مصر بدون سيادة حقيقية على شراينها و اراضيها أو مصر لا تزال فى طور التبعية الغربية و التى تقوم حملة و مؤامرة المماطلة ضد الثورة السورية.
هل إيران حقا جزء من الحل ؟؟؟
هل نعتبر إيران التى تدعم النظام الطائفى القاتل إعلاميا و سياسيا و استراتيجيا و عسكريا و تورطت فى اللغ فى مذابح المدنين جزء من الحل؟
هل نعتبر إيران التى اتهمت بإرسال جنود و قوات من الحرس الثورى و تورطت فى المذابح فى سوريا جزءا من الحل السياسى؟
هل إيران التى تعتبر قمع المظاهرات و الانتفاضات ضد النظام الطاغى الباغى فى سوريا شأنا داخليا للنظام السورى, طرف فى الحل السياسى؟
هل نعتبر إيران التى يرى فيها مرجعياتها الشيعية أن على الشيعة العرب الدخول إلى سوريا و القتال إلى جوار النظام السورى الطائفي واجبا على كل " شيعى عربى" كما قال فقيه الحوزة العلمية بقم بإيران … و أصدر العديد من الفتاوى بقتال النواصب!,
هل نعتبر إيران جزءا من الحل السياسى؟
هل نعتبر أن إيران التى ترى أن أمن النظام الأسدى من أمن إيران جزءا من الحل السياسى لانهاء المذابح فى سوريا التى يقوم بها النظام الأسدى إلا إذا كان هذا الحل يقتضى تأمين النظام الأسدى؟
هل نعتبر أن إيران التى تم إعتقال ما يزيد عن 50 من قوات الحرس الثورى الإيراني يقاتلون فى صفوف قوات بشار الأسد التى ترتكب المذابح جزءا من الحل "السياسى" بعد تورطها فى المذابح فى سوريا بعد مساعدتها و مساندتها للذابح الجزاء؟
هل نعتقد بإيران جزءا من الحل السياسى للثورة السورية و التى قال رئيسها: أن إيران لن تتوقف عن دعم النظام الاسدى فى قمع الشعب و الذى ذكر بتاريخ 28 مارس 2012 كما ذكر فى تقرير لقناة العربية "أنه سعيد بالطريقة التى يتعامل بها النظام فى قمع المؤامرة الامبريالية الصهيونية على سوريا ",
تغيير المفاهيم و تمييع الدماء من قبيل اعادة طرح الحل السياسى و تزينه و إشراك المجرمين به لا يعني إلا أنه طريق آخر لمحاولة تمرير الحل بشكل آخر مزركش مزين للمعارضة الخارجية و لأول مره بدعم عربى حقيقى" عن طريق الرئيس مرسى" واستغلال الاخوان السوريون بمصر …
لكن السؤال الحقيقى هو: أن من يسوق للحل و يرعاه و يدعمه و صممه و يحاول أن ينشره و ينفذه لا قيمة حقيقية لهم فى الداخل السورى. فهل يستطيعون تسويق هذا الحل للداخل النازف للتنازل عن حقوقه فى القصاص من النظام القاتل و إقناعه بالإبقاء على بعض أطراف النظام السفاح ؟؟؟
ياسر الزعاترة
أبو أمجد
فيصل القاسم
برهان غليون
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة