..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

المجتمع الدولي إذ يتعاجز عن الفعل في الأزمة السورية

غزوان طاهر قرنفل

٤ سبتمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3952

المجتمع الدولي إذ يتعاجز عن الفعل في الأزمة السورية
123سورية والمجتمع الدولي(4).jpg

شـــــارك المادة

هو الموت المتنقل عبر المساحة السورية الغارقة في مستنقع الدم منذ الصرخة الأولى للولادة في الزمن السوري الجديد.. زمن الحرية والانعتاق من القهر والاستبداد.
ويبدو أن تلك الصرخة لم ترعب سلطة العصابة وحلفائها من نظم الاستبداد وأحزاب التفرد والاستئثار فحسب.

 


بل أربكت المجتمع الدولي الذي لم يكن على مايبدو ينتظر تغييرا نوعيا في سلطة لطالما اعتبرت في دوائر القرار لديه ركنا من أركان استقرار الشرق الأوسط كما تبتغيه تلك القوى الدولية وخاصة لجهة عدم المساس بأمن إسرائيل الاستراتيجي أو التعرض للمصالح الأمريكية والغربية الحيوية في المنطقة.
ومنذ تلك اللحظة الفارقة في التاريخ السوري المعاصر، مايزال المجتمع الدولي يجلس فاغرا فاه ببلاهة في مقعد المتفرج على حلبة الصراع السوري بين نظام يفتك بشعبه دون أي رادع أو وازع وبإدراك يقيني منه أن سقف ما سيدفعه ثمنا لما يفعل هي مجرد إدانات لفظية وحزمة عقوبات يستطيع التكيف معها. و بين شعب قرر توكيد آدميته وانتزاع حريته من عصبة قتلة ولصوص سلبته إياها طوال نصف قرن مضى .
وبصرف النظر عن كون المسألة السورية تحولت إلى ساحة تجاذب وتناحر وصراع دولي بين القوى الكبرى بحكم اختلاف الرؤى وافتراق المصالح ، فإن تلك المحاولات التي تجري من باب إبراء الذمة الأخلاقي لاجتراح حل سياسي لتلك الأزمة المزمنة تبقى باعتقادي مجرد مزيد من العبث بالوقت الذي لايمثل بالنسبة للسوريين وقتا مجردا، بل هو فاتورة دم، وأرواح تزهق بدم بارد ومدن تدك وتدمر على يد عصابة مستأثرة ومستأسدة على شعبها لا تقيم وزنا للبشر والحياة .
فسلطة العصابة لاتنظر للمسألة على أنها صراعا سياسيا يستلزم حلا سياسيا بل هو صراع وجودي بالنسبة لها يستوجب إفناء الآخر وإلغائه، باعتبار أن من طبائع النظم التسلطية الاستبدادية أنها لاتقبل المشاركة والقسمة لأنها تدرك أن استجابتها لأي حل سياسي حقيقي قد يكف يدها عن بعض خيوط السلطة في المراحل الأولى سيفضي بالضرورة إلى فقدانها لكافة الخيوط والأدوات في مرحلة لاحقة، وهو شيء يناقض طبيعتها وكينونتها، وكل الحلول التي تراها مناسبة لها يجب أن تبقى تحت سقفها وسقف ديمومتها واستئثارها مع بعض الشراكة بالفتات التي ترى أنها قد تجمل وجهها القبيح ... ولهذا لم نر أي مشروع حل سياسي صدر عن حلفاء تلك العصابة يتضمن مثلا رحيل الأسد وبعض رموز سلطته القميئة.
وهذا ما لن يقبله الشعب السوري الذي سدد فاتورة الحرية من دماء خيرة شبابه وبالتالي فهو لن يقبل بأقل من حرية حقيقية تتيح له ليس فقط إعادة صياغة حياته ومستقبله بإرادته الحرة بل وركل الأسد ونظامه الاستبدادي إلى مزبلة التاريخ، ما يشير أن الصراع في سوريا لن ينتهي باعتقادي بأي حل سياسي توافقي.
ذلك أن صراعا بهذا الثمن من الدم لن ينتهي إلا بانكسار نظام أدمن القتل واستمرأ السباحة في مستنقعات الدم، أو بإفناء شعب آل على نفسه أن يتحرر من رقه وعبوديته ويتحصل على حريته وكرامته مهما بذل من تضحيات،
كتب التاريخ علمتنا أن ليس ثمة حاكما تمكن من إفناء شعبه، كان الطغاة دوما يسقطون تحت نعال شعوبهم.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع