أبو فهر الصغير
تصدير المادة
المشاهدات : 6800
شـــــارك المادة
العبادة في الهرج لا بد للنفس من الهدوء, في ظل القصف والتدمير ومشاهد القتل والجرائم التي يقوم بها هذا النظام الوحشي, ما يجري يجعل النفس مضطربة, سيصيبها ما يصيبها من التعب واللأواء, تضيق بنا أحيانًا الأرض بما رحبت, ونظنُّ بالله الظنونا, وهذا أمرٌ طبيعيٌّ جدًا, ما السبيل إلى هدوء النفس ؟! ما الطريق إلى سكونها ؟!
طريقنا واضح من يوم خلق الله آدم عليه السلام, قال الله تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" [سورة الذاريات: 56]
إنها العبودية والتعبد الذي خلق الله تعالى الثقلين لأجل ذلك .. هذه الحياة آخرها إما نعيم, أو جحيم, فطريق النعيم محفوفٌ بالمكاره, وطريق الجحيم محفوفٌ بالشهوات, وعلينا الصبر والتواصي بالحق.
والعبادة يعظم أجرها حين يقل العاملون بها, قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: "إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم. قالوا: يا نبي الله! أو منهم؟ قال: بل منكم" [ الصحيحة: 494] وهذا لعظم الفتن وقلة العاملين وأنصار الحق. والعبادة يشتدُّ الحاجة إليها حين يكثر القتل كحالنا اليوم, فعن معقل بن يسار -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "العبادة في الهرج كهجرة إلي" [ رواه ابن ماجه وصححه الألباني]. قال النووي: "المراد بالهرج هنا: الفتنة، واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها" ا.هـ ولعله يُضاف أيضًا, حاجة النفس للهدوء والسكينة في وقت فتن واضطراب للنفس.
فعلينا جميعًا تجديد الإيمان والصلة بالله عز وجل ومناجاته والتضرع إليه, وحسن التوكل عليه, وقراءة القرآن الكريم, وقصص الأولين, قال الله تعالى: "وَكُـلًا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ" [ هود: 120] قال الماوردي: "أي: نُقوِّي به قلبك، وتسكُن إليه نفسك؛ لأنهم بُلُوا فصبروا، وجاهدوا فظفروا" وعلينا الإكثار من العبادات من جميع أصنافها, والله المستعان وعليه التكلان, وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ماجد الدرويش
محمد أبو الهدى اليعقوبي
حسام سلامة
أنور قاسم الخضري
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة