محمد حسن العلي
تصدير المادة
المشاهدات : 10468
شـــــارك المادة
ويعود التساؤل دومًا مع استمرار الألم والمعاناة لماذا هذه الثورة ؟ ما الذي دفعها للانفجار بهذا الشكل اللامتوقع لتجر البلاد للويل والدمار(كما ترى بعض العقول المحدودة الأفق) ؟ ما الذي جعلها تصمد بهذه القوة المتناهية أمام أقسى جبروت وظلم شهدته الإنسانية في العهد الحديث ؟! أهي مؤامرة خارجية كونية مدفوعة الثمن كما يقول البعض؟
أم أنها تصرفات طائشة لشعب جاهل لا يعرف نهاية الطريق المظلم الذي يسلكه الآن؟! وغير ذلك من التساؤلات التي تخفي في داخلها نوايا مختلفة عديدة.... ومع اختلاف النوايا و الضمائر، تبقى الحقيقة واضحة وضوح الشمس لا تخفى عن كل ذي عقل وإنسانية وهو يراقب شعبا معروفا بعراقته وأصالته وتميزه وقد ضُيقت عليه السبل، وكُبت وقُهر وحُورب برزقه وقوت يومه، وحُكم بالحديد والنار من قبل عصابات همجية متوحشة مستأسدة منذ عهد حافظ الهالك. وتفننت هذه العصابة بأساليب طمس الهوية الانسانية وتحويلها إلى طبيعة حيوانية، واتخذت سياسة "جوّع كلبك يتبعك" منهجًا وطريقًا سهلًا وفعّالًا، وخاصة بعد أن وجدت هذه السياسة فرصتها في شريحة من عبّاد الشهوات وعبدت الدرهم والدينار لتستعبدهم مقابل حفنة من الدريهمات. هذه الشريحة التي قال عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد الخميصة تعس وانتكس" نعم لقد تعس هؤلاء وانتكسوا في حمأة رذيلة العبودية لهذه العصابة ولا زالوا حتى هذه اللحظة وبكل الأسى و الأسف في غيبوبة التعاسة والانتكاسة يسبحون بحمد هذا المجوسي المجرم القاتل الذي دمر سوريا من أقصاها إلى أقصاها. أما بقية أبناء سوريا فبين من يواصل عمل الليل بالنهار ليكسب ما يسد رمقه و عياله، وبين هائم على وجهه تحت كل سماء و فوق كل أرض بحثا عن ما يسد حاجته وحاجة عياله، أو هربا من جحيم الاستبداد والاستعباد. من يصدق أن الشعب السوري العظيم والمعروف بجديته وقدرته على الإنتاج والإبداع في بلد تتوفر فيه كل الإمكانات للعيش الكريم، يصل إلى هذا المستوى؟! من يصدق أن نصف سكان سوريا يعيشون في المهجر؟ إمّا هربا من الاستبداد والاستعباد كما مر أو طلبا للقمة العيش الكريم؟! وما الرغبة بالعيش الكريم والرزق الحلال في ظل وطن حضاري عادل إلا أحد الدوافع الواضحة والجلّية التي دفعت الشعب السوري للانتفاض وهو يعلم حق العلم أنه أمام مواجهة قاسية وتحديات خطيرة، فهو صاحب تجربة أليمة لا زالت أحداثها محفورة بذاكرته و تتراءى أمام ناظره منذ ثلاثة عقود مضت. ولكنّى أقول أنّ كل هذه الدوافع تجمعها بل وتتجاوزها إلى فضاء أرحب وأوسع تلك العبارات الثلاثة التي أطلقها ذاك الجندي الذي تخرج من مدرسة النبوة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم. هذه العبارات التي خلدها التاريخ ستكون الحديث القادم في سلسلة مقالات معالم على طريق الثورة.
مجاهد مأمون ديرانية
محمد حسن عدلان
عدنان السقا
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة