نصر حمدون
تصدير المادة
المشاهدات : 3370
شـــــارك المادة
وسائل الإعلام في هذه الأيام وعلى رأسهم بعض العلمانيين, وبعض مطبلي النظام ومـُزَمـِّريه، و هيئة التنسيق صنيعة النظام وبوقه، يروجون أن الإرهابيين والجهاديين دخلوا المعركة في سورية، وللأسف فإن قناة العربية تخلط السم بالدسم، وتخصص برنامجا لهذا الغرض وقنوات أخرى كذلك، تكررت فيه الدعاوى المزيفة التي ادعاها النظام واتـَّهم بها المتظاهرين والأحرار بالسلفية والجهادية والقاعدة من أول أيام الثورة، لا إرهاب في سورية بل فزعة وطنية أو عروبية أو ودينية.
.وللإجابة على هذه الشبهة المضخمة نقول : 1- إن الغرب بعد أن انتهى من سيمفونية عدم وحدة المعارضة وبعد فشل المبادرات الدولية، وحتى لا يقدم الدعم للثورة السورية العظيمة، يطرح تبريرا جديدا لتخاذله في نصرة الشعب السوري: ألا وهو تجمع الإرهابيين والجهاديين في سورية، والخوف من المستقبل كما يدعون بعد انهيار النظام، وأن سورية ستصبح مهدا للإرهاب والتطرف، وأن على المجتمع الدولي توخي الحذر من تقديم أسلحة نوعية للثورة السورية حتى لاتصل لأيدي الإرهابيين، ولو كان الغرب صادقا لأعطى مجموعات سورية محضة عددا من الصواريخ النوعية، وبعد نفادها يعطيها دفعة أخرى حتى لاتصل لأيدي الإرهابيين كما يدَّعي. 2- إن هذا الطرح الجديد - والمبالغ فيه - ما هو إلا تبرير ظالم من الغرب ومن ورائه إسرائيل في عدم السماح بوصول أسلحة نوعية للثائرين؛ علَّ النظام الفاسد ينتصر على الشعب الثائر، إنه تواطؤ غربي واضح وفاضح ضد الثورة يـُخذل فيه الشعب السوري، ويمتحن فيه دعاة الديمقراطية. 3- إن أمريكا والغرب يطرحون مثل هذه الأكاذيب؛ ليؤخروا سقوط النظام؛ وليبحثوا لهم عن عملاء كآل الأسد يحافظون لهم على مصالحهم، وعلى هدوء الجبهة مع طفلهم المدلل إسرائيل ولو أن الأوطان بيعت بثمن بخس وقـُـتـِّل السوريون ليل نهار, وجرت دماء بريئة كالأنهار, إن ما يقوم به المجرم بشار من تدمير البلد ما هو إلا خدمة لإسرائيل لإنهاك سورية عسكريا لتقف أمام إسرائيل عاجزة عن الصمود أو حتى التفكير بتحرير الجولان بعد سقوط النظام ؛ والغرب لأجل ذلك يعطي المُهل تلو المهل للنظام ؛ حتى يتمم بشار تدمير البلد، وإيران كذلك يهمها ضعف سورية المجاورة للعراق الموالي للفرس . 4- إن ادعاء وجود القاعدة في ثورة سورية غير صحيح؛ لأن إيران فيها مركز تدريب لقاعدة من صناعتها والنظام السوري داعم لها، فهل ترسل إيران مقاتليها من فيلق القدس وحزب اللات ومقاتلي مقتدى الرِّجل ليـُقتلوا في سوريا على أيدي القاعدة ؟ إذاً هي والله تناقض نفسها وسياستها، وتقتل أشياعها بيديها النجستين !!! إنني هنا أنفي وجود القاعدة في سورية ولا أنفي وجود مقاتلي إيران وأذنابهم ممن ذكرت، فقد أجمع القاصي والداني على وجودهم وهم يقاتلون مع النظام المجرم . 5- إن صح أن هناك مقاتلون عرب جاؤوا لنصرتنا فما الضرر في ذلك ؟ فكما أن الظالم بشار يستعين بحلفائه الإيرانيين والصدريين وحزب اللات والغزاة الفرس للأرض العربية السورية، فكذلك للمظلومين من أبناء الشعب السوري حق الاستعانة بأنصار يغارون على الدماء العربية السورية التي تراق ظلما وقهرا، فهل لبشار أن يستعين بالفرس على العرب السوريين، وليس للسوريين أن يستعينوا بإخوانهم العرب على الفرس الغزاة ؟ ! هل هذا حلال لهم حرام علينا ؟! أم كما قال الشاعر أحمد شوقي :
أحرامٌ على بلابله الدَّوحُ ***** حلالٌ للطيرِ من كلِّ جنــــــس كلٌّ دارٍ أحقُّ بالأهلِ إلا ***** في خبيثٍ من المذاهبِ رجسِ
نعم إن الذين يقفون مع الطاغية بشار في خبيث من المذاهب رجس 6- إن عدد المقاتلين الذين دخلوا سورية لا يكاد يذكر أمام أعداد الثوار الذين قارب عددهم المائة ألف مقاتل من أبناء الجيش السوري الحر، فما تأثير العدد الضئيل مقابل هذا العدد الهائل من الثائرين السوريين الذين يتزايدون يوما بعد يوم ؟ 7- إنَّ مناصرة الشعب السوري والوقوف إلى جانبه لهو محض النخوة العربية والغيرة الدينية، التي لا يستطيع الغرب أن يفهمها بل ويعتبرها إرهابا بفكره الاستعماري، سواء أكانت وطنية أم قومية أم إسلامية، ثم ألم يأت عز الدين القسام من سورية ليقاتل على أرض فلسطين ويستشهد فيها دفاعا عن المظلومين من إخوتنا وأهلنا في فلسطين ؟! فهل نصرته للشعب الفلسطيني وجهاده معهم كان إرهابا ؟! - ثم ألم يذهب كثير من أبناء العرب لمناصرة ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق وغيرها من الثورات العربية إبان الفترة الاستعمارية، وخاصة من سورية؟ فهل نصرتهم هذه لأشقائهم كانت إرهابا ؟! إن من واجب العرب أن يقفوا - في زمن الربيع العربي - إلى جانب إخوانهم المقهورين، وعليهم واجب النصرة لإخوانهم، وهذا جزء بسيط مما يتوجب عليهم. 8- إن عدد المقاتلين الذين هبـُّوا لنصرة الشعب السوري ودخلوا الأراضي السورية مبالغ فيه، جاؤوا فرادى أو مجموعات صغيرة، وكثير منهم من دول الربيع العربي تونس وليبيا، ممن اكتووا بنار الظلم عقودا طويلة، ولا يجمعهم إلا رابط واحد هو الدفاع عن المظلومين من بني جلدتهم من العرب السوريين ضد الهجمة الفارسية الاستعمارية، بغض النظر عن الانتماءات والأيدلوجيات التي ينتمون إليها. 9- إن كثيرا من المقاتلين الذين التحقوا بالثورة هم سوريون جاؤوا من بلدان شتى أوربية وعربية ؛ حتى أن كثيرا منهم ولدوا خارج وطنهم، جذبتهم وطنيتهم لنصرة أهلهم في سورية، والطريف أن من يدَّعون وجود القاعدة يستدلون على وجودها باللحى والأثواب العربية، ألا يعلم هؤلاء أن الثائرين ليس لديهم الوقت ليحلقوا لحاهم، وحتى لو افترضنا إطلاقهم للحى فهل هذا يلصق بهم تهمة انتمائهم للقاعدة ؟! لعمري إن هذا يدل على منتهى الغباء أو التغابي، بل لماذا يراها هؤلاء اللحية مشروعة لكاسترو وغيفارا وغيرهم، ويرونها غير ذلك إذا اقتدى المسلمون بالرسول –صلى الله عليه وسلم- الذي أمرهم بإطلاق اللحى!! 10- نفى مصطفى الشيخ ما جاء في إحدى الصحف السعودية من أنه هاجم وجود مقاتلين مرتزقة في سورية، ببيان على الشبكة، وذكر أنه يحترم الإسلاميين ويقدرهم وبأن الشعب السوري غالبيته مسلمة، وأنه يشكر من يساعد الشعب السوري ويكن له كل احترام وتقدير؛ وهؤلاء المناصرون ليسوا إلا مسلمين وعربا هبوا لنصرة الشعب السوري، وأقول هنا: يبدو أنه مازالت هناك بعض الرواسب الأسدية البعثية في بعض أذهان السوريين وخاصة العلمانيين، وبعض من لازموا هذا النظام دهرا طويلا وخضعوا لنظام جائر مضلل ظل يغذي عقولهم بأكاذيب لازالت ماثلة في رؤوس البعض نرجو أن يراجعوها، منها بعض المواقف تجاه الإسلاميين الذين حاول النظام ولعقود عدة تشويهها وحشوها في أذهانهم.......... ولكن خسئوا. 11- ثم لماذا التهويل وكثرة الحديث في وسائل الإعلام حَسَنَة أو سيئة النية في هذه الفترة بالذات؟ إنها فقاعات يطلقها المغرضون والغربيون؛ وذلك لأن الثوار على الأرض قد أحرزوا تقدما وانتصارات باهرة متتالية، وأوشكت الثورة المجيدة على قطف ثمارها بإذن الله، والنظام الطائفي بدأت معنوياته تنهار أمام الشعب السوري البطل . ( إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب )
لقمان الحكيم
عباس عواد موسى
مهنا الحبيل
أحمد أبو مطر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة