..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لماذا انقلبت واشنطن على "المجلس الوطني"؟

سميح صعب

٣ نوفمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7147

لماذا انقلبت واشنطن على
1.jpg

شـــــارك المادة

ما سر الانقلاب الاميركي على "المجلس الوطني السوري" المعارض؟ بداية لا بد من الاشارة الى ان هذا المجلس صنعته تركيا ودول الخليج العربي وفرنسا على عجل بعد أشهر من اندلاع الاضطرابات في سوريا، متبعة في ذلك خطى "المجلس الوطني الليبي" الذي ابتكره الفرنسي برنار هنري ليفي لقيادة المرحلة الانتقالية التي تلت الانتفاضة على نظام معمر القذافي في ليبيا.

 

وكانت انقرة والعرب يتوقعون سقوطا سريعا للنظام السوري ولذلك سارعوا الى اقناع الولايات المتحدة بفتح الحوار مع "المجلس الوطني السوري" بصفته الهيئة السورية التي تضم اكبر طيف من المعارضة السورية.
ولكن مع تعثر عملية اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد، بدأ تعثر مسار "المجلس الوطني السوري" الذي شهد سلسلة من الانقسامات والانسحابات وتبادل الاتهامات بين قياداته في ما يتعلق بطريقة عمله وبتوزع الادوار والولاءات في داخله بين هذه الدولة وتلك من الدول الراعية للمجلس والتي تدعم عملية تغيير النظام بكل الوسائل في سوريا.
أما واشنطن، فإنها اتخذت موقفاً حذراً من المجلس اول الامر، لكنها عادت تحت ضغط أنقرة ودول الخليج العربية الى ابداء مرونة حياله من حيث اعتبارها اياه ممثلاً شرعياً للشعب السوري وليس الممثل الشرعي والوحيد كما كانت تتوخى الدول الداعمة للمجلس.
وأتت دعوة هيلاري كلينتون الى تجاوز "المجلس الوطني السوري" الى تمثيل اكثر صحة للشعب السوري، ليشكل اختلافاً في المواقف بين الولايات المتحدة من جهة والدول الراعية لهذا المجلس من جهة اخرى من مقاربة الازمة. لا يعني هذا ان واشنطن ستتراجع عن موقفها الداعي الى تنحي الاسد وبدء عملية انتقال سياسي في سوريا، وانما تعني عدم ركون اميركا من الان فصاعداً الى تقويمات حلفائها.


ووقت تزداد الضغوط على واشنطن من اجل تسليح المعارضة السورية، تتجه اميركا الى اختيار معارضة يمكن ان تتحول الجهة التي تثق بها لتزودها سلاحاً بما يغني عن تدخل عسكري اميركي مباشر لا يثير حماسة في الولايات المتحدة سواء نجح اوباما في البقاء ولاية ثانية في البيت الابيض ام تغلب عليه المرشح الجمهوري ميت رومني في الانتخابات التي ستجري الثلثاء.
إذاً، واشنطن في مرحلة اعادة تقويم لسياستها انطلاقاً من تقويماتها الخاصة وليس اعتماداً على تقويمات الاصدقاء التي أتت غير مطابقة للواقع ولا سيما في ما يتعلق بالمدة التي حددت لسقوط الاسد، فإذا بسوريا تتحول جبهة للجهاديين تشبه الى حد بعيد ما كان عليه العراق في ذروة حربه المذهبية عامي 2007 و2008.
وفي كل الحالات تتجه أميركا الى تورط أكبر في المستنقع السوري.

 

المصدر : النهار 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع