طارق باكير
تصدير المادة
المشاهدات : 3626
شـــــارك المادة
بعد كل الذي حدث ، ويحدث كل يوم ، وكل ساعة ، وكل دقيقة ، من قتل وإجرام وتدمير وتشريد .. ما تزال أطراف دولية معروفة ، تصر على أن المخرج الوحيد من الكارثة الفظيعة التي تحل بشعبنا ، هو أن تجلس جميع الأطراف على طاولة الحوار ليتحاوروا ، أو سيستمر حمام الدم .. والسؤال الذي نتمنى أن يسأله سائل لدعاة الحوار هو : على ماذا ستتحاور كل الأطراف ؟
هل ستتحاور على : إما أن يستمر (حمام الدم) ، وأظل أقتلّكم تقتيلا ، لا فرق بين طفل وشيخ ، ورجل وامرأة ، وكبير وصغير وحيوان وبهيمة .. وأظل أدمر دياركم تدميرا ، بالطائرات الحربية القاصفة المقاتلة .. (الممانعة) ، والصواريخ المدمرة .. (المقاومة)، لا فرق بين منزل ومسجد، ومدرسة ومشفى .. وأظل أشردكم تشريدا من دياركم ، مع نسائكم وأطفالكم وبهائمكم ، فلا تجدون خيمة تؤيكم ، ولا شجرة تظلكم ، ولا لقمة تقيم أودكم ، وأظل أخرّب بيوتكم ، فأنهبها نهبا ، وأحرقها بالمواد الشديدة الاشتعال ، إذا تعذر هدمها ، حتى لا يبقى في البيت خرقة ، ولا ماعونا ، وأستبيح أعراضكم ، وحرماتكم .. أو أن تقبلوا بأن أحكمكم ؟ هل يريدون من الشعب أن يحاور على هذا ، مَنْ يسمونه رئيسا ، ويسمونها دولة ؟ وهل سمعوا – هم - عن رئيس فعل بالشعب الذي يقع تحت حكمه ، حتى وإن كان غازيا محتلا ، مثل هذا ، أو عشر هذا ، أو شيئا من هذا ؟ لماذا لم يذكروا واحدة من هذه الدول ؟ ثم كيف تريدون من الشعب أن يقبل أن يستمر في حكمه مجرم الحرب هذا ، وقائد الإبادة هذا ، ومدمر البلد هذا ، وجزار المسالخ البشرية هذا ؟ أما فيكم ذرة من حياء أو ضمير آدمي ، مادامت لكم أشكال كأشكال الآدميين ؟ أو تريدون من الشعب أن يحاور على حجم المكافأة التي سيقدمها له ، في مقابل وقف القتل والتدمير ؟ أو تريدون أن يكون الحوار على الاحتكام للشعب ، كما تعيدون وتكررون ، وهو المغيب منذ خمسين سنة ، وما اعترفوا بحريته وكرامته وإرادته يوما ، والذي فعلوا به كل هذا الذي فعلوا ويفعلون ، لأنه طالب بنتفة من حرية وكرامة ؟ ليتهم يسألون هذه القوى الدولية ، التي يزعم بعضها نصرة المستضعفين، وإذا بهم يتحولون إلى سيف إبادة لهؤلاء المستضعفين ، ويزعم بعضها حماية القانون الدولي ، وقد تجاوز جزارهم كل عرف وقانون ، ليتهم يسألونهم : على ماذا سيتحاور المتحاورون ، وعلى ماذا سيتفاوض المتفاوضون ، وإلى متى سيستمر حمام الدم الذي يهددون به ، هل سيستمر حتى إبادة شعب سورية وتشريده كاملا ؟ أو يمكن أن يتوقف بعد إبادة نصف الشعب ، أو أكثر أو أقل؟ ليتهم يسألون كي نعلم - وقد علمنا – وكي يعلموا – وهم يعلمون - أي قوم مجرمين ساقطين أنذال هم .. وأي قوم أنجاس موغلين بدماء الأبرياء هم ، وأي وزر من دماء وأرواح وأعراض وتدمير وإبادة .. حملوه ويحملونه هم ، وأي منقلب سينقلبون قريبا بعون الله!
المصدر: رابطة العلماء السوريين
عبد الغني محمد المصري
طارق الحميد
حسن أبو هنية
عامر البوسلامة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة