نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 2950
شـــــارك المادة
منذ أيام وإسرائيل لا تتوقف محاولاتها في إشعال الجبهة السورية، واستفزاز المقاومة في غزة. ولعل ما قامت به إسرائيل هذه الأيام من اغتيال شخصيات فلسطينية مقاومة لها مكانتها كاغتيال الجعبري وما يمثله في هذه المقاومة لدليل على نوايا عدوانية، وأهداف استراتيجية تسعى إليها اسرائيل وتعمل الآن على تحقيقها، وهي لم تكن لتكتفي باستغلال الظروف القائمة والأوضاع الجديدة في الشرق الأوسط وانشغال العالم بالقضية السورية؛
لتعد قائمةً بأسماء شخصيات تشكل خطراً عليها داخل غزة؛ وليس هذا فقط وإنما هي تُجري اختباراً للحكومة المصرية الجديدة التي يرأسها إسلاميون؛ لإحراجها أمام أمريكا التي وافقت مكرهةً على استلام الإخوان لمقاليد الحكم في مصر، ولتتعرف إسرائيل بالتالي مدى ما يمكن لمصرَ أن تقدمهُ لشعبِ غزةَ وحكومتها التي يرأسها إسلاميون أيضاً. إنما يحدث في سورية اليوم من ثورةٍ شعبيةٍ تسعى للإطاحة بنظام نجح في خداع العالم لأكثر من أربعين سنة، وهو يدعي الممانعة في الوقت الذي أعطى إسرائيل الجولان وأمّن حدودها؛ فلم تطلق على إسرائيل رصاصةً واحدة كل هذه السنين. إن الثورة السورية جعلت هذا العالم الذي يدعي الإنسانية ويطالب بحقوق الإنسان، هو لفي أشد حالات الحرج مما يخشى فيه على نفسه من فقدانه لمصداقيته أمام الشعوب مما يهيء للإسلام السياسي الولوج بقوةٍ إلى عقول الشباب واقتناعهم بأنه هو الحل لكل ما يعانيه المسلمون من جور وظلم واضطهاد وعدوان. وفي الوقت الذي يكاد الربيع في مصرَ يُؤتي اُكُله، ويعمل على العودةِ بها لقيادة العالم العربي، وهذا ما يجعل مصر تعمل على مساندة الشعب السوري في ثورته، وقد انتخب بعد معاناةٍ مجلساً ائتلافياً يضم أطياف المعارضة السورية، وفي هذا الوقت كانت اسرائيل تعمل على إشغال الجبهة السورية، وإشغال مصر بهمومها الداخلية وبما يحدث في غزة وفي سوريا. إن كل ما تفتعله إسرائيل الآن إنما يهدف في حقيقته لإشغال الرأي العام العالمي عما يحدث في سوريا التي تشكل لها هاجساً كبيراً، وتبعث على مخاوف يغذيها ما ورد في توراتهم من نهايتهم على أيدي أهل الشام، ويجعل إسرائيل تقع بين فكي كماشة مصر والشام بعد انتصار الثورة فيهما. إسرائيلُ تعمل ليل نهار، وتخطط للإبقاء على كيانها قوياً متماسكاً وسط ثورات شعبية تخشى أن يكون الإسلام هو المسيطر عليها. وما يشجع إسرائيل على مخططاتها في المنطقة إنما هو المواقف الغربية عامةً والأمريكية خاصة المساندة لها والداعمة لها، وما تأخير اعتراف الولايات المتحدة بالائتلاف الوطني السوري الجديد كمشروع للحكومة الانتقالية إلا مؤشرٌ على ذلك. وإن كان من حسنةٍ لما تقوم به من إسرائيل من عدوانها على غزة، فهو فضحٌ لهذا النظام المجرم في دمشق، والذي ما زال البعض القليل يعتبره مقاوماً وممانعاً، وما زال البعض القليل يجعله ضحيةً لمؤامراتٍ عالمية.
أحمد موفق زيدان
عبد الله البريدي
آرون شتاين
باسل الحاج جاسم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة