نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 4649
شـــــارك المادة
جولة أخرى يقوم بها مسؤول إيراني, هو رئيس مجلس الشورى الإيراني إلى المنطقة العربية, وكانت أولى زياراته لدعم بشار الأسد ابن حليفه التارخي حافظ الأسد, وقد وضح هذا الدعم في أول تصريح له بعد قدومه إلى دمشق . كنا نتوقع أن تكون زيارة لاريجاني مؤشرا على التغيير في سياسة إيران بعدما بدأ مؤشر سقوط النظام يميل إلى نهايته المحتومة, وكنا نتوقع أن تكون إيران أكثر ذكاء وحنكة فتعمل على محاولة استعادة جزء بسيط من الثقة التي فقدتها عند شعب سورية وهي تمد النظام بكل أسلحة الموت ابتداء من الخبراء وليس انتهاء بالسلاح والمقاتلين على الأرض, عدا عن إثارة النزعة الطائفية مما دفع الكثير من أتباع مذهبها إلى الانخراط في مشروعها الثوري .
وكان التصريح الآخر الذي أدلى به لاريجاني هو الثناء على سياسة الأسد الحكيمة في إدارة الأزمة السورية . فهل قصد بهذه السياسة الحكيمة زيادة أعداد القتلى من أبناء الشعب السوري بحيث أصبحوا بالمئات يوميا بعد أن كانوا بالعشرات ؟! وهل الحكمة التي يقصدها لاريجاني في إلقاء براميل الموت التي أرسلتها إيران من الطائرات بحيث تقضي على الحجر والبشر والشجر, وتعيد سورية عشرات السنين إلى الوراء؟! وهل الحكمة في نظر لاريجاني بأن يستمر مسلسل الدم إلى ما يقارب العامين، وقد ضمن سكوت العالم عن جرائم النظام الذي حمى إسرائيل لأكثر من أربعين عاما؟! أم أن عقيدة لاريجاني تقضي بأن مهديهم لن يخرج من سردابه إلا بعد أن تسيل دماء العرب أنهارا؟! وقد يكون مخطط إيران لم يكتمل بعد في سورية فتعويله على نشر التشيع في سورية لم يؤت أكله إلا في صفوف العلويين الذين يعتبرهم كفارا إلا أن استدراجهم إلى التشيع هو أسهل بالنسبة إلى الإيرانيين نظرا لمكانة الإمام علي -كرم الله وجهه- عند العلويين. أمر آخر تسعى إيران إليه وهو إقناع الفاعلين من السياسيين ممن لهم دور في سورية بإجراء انتخابات رئاسية يكون بشار الأسد جزءا منها, وهي ربما تعول على الملايين من الإيرانيين الذين استطاعت إيران أن تمنحهم الجنسية السورية من خلال تأثيرها على النظام السوري ومن منطلق الحرص على بقائه, ولترفع أعداد الشيعة الذين لايتجاوزون بضع آلاف, ليصبحوا ملايين, وإضافة إلى هؤلاء المتجنسين من الإيرانيين الشيعة ربما تعمل إيران على إدخال عنصر المال في المعادلة ؛لتضمن أصوات ضعاف النفوس, ومستغلة ظروفهم المادية ولا ننسى أن هناك الأقليات التي تعمل إيران على انحيازها إلى جانب النظام من منطلق حمايتها, ومتجاهلة الأوضاع الداخلية التي لا يمكن أن يكون هناك انتخابات في ظلها . إن إصرار إيران على تنفيذ مخططاتها في المنطقة ليثير الدهشة ؛فهي إن بدا أنها تخرج من الباب .فاعلم أنها ستحاول أن تأتي من النافذة ,وهاهي الآن تحاول في الأردن مستغلة الظروف الاقتصادية, وبعد ما ذهبت جهودها أدراج الرياح وهي ترى حماس تنحاز إلى الشعب السوري بعد أن ظنت أنها تستطيع أن تجعلها جزءا من مشروعها . ولعل يد إيران قد طالت مصر, فما يحدث اليوم فيها دليل على وجود المال الإيراني, إضافة إلى مال النظام السابق, وبعد أن تضافرت جهود إيران مع جهود إسرائيل وقوى الشر الأخرى التي ترى في الإسلام الذي يمثله السنة خطرا عليها . وما دور مصر في إيقاف العدوان على غزة إلا دليل على بداية استعادة مصر لدورها في قيادة الأمة العربية, وهذا مالا ترغب فيه إيران وإسرائيل على وجه الخصوص بعد أن ظهر وجهها الإسلامي . إن إيران وبرغم كل ماتنفقه من أموال في دعم مشاريعها التوسعية، وبرغم عدم وجود المقابل لها في هذا في منطقتنا, إلا أننا نعول على وعي شعوب منطقتنا التي سترفض تغلغل إيران فيها, وستقول للاريجاني: على من؟!
ميشيل كيلو
باسل النيرب
مهدي الحموي
زياد الشامي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة