حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 7310
شـــــارك المادة
بعد أن فرغ أردوغان من استخدام كل ألوان الطيف مع الأسد وخاصة بعد فشل محادثاته أمس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الوصول إلى صيغة سياسية للخروج من المأزق السوري كما يسميانه هم ؛ ها هو اليوم يسلم الراية لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية وليعهد إليه البدء باستخدام الخطوط الحمر من جديد، ليوجه أوباما التحذير الأول من نوعه إلي بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد قوات المعارضة قائلا إنه "ستكون هناك عواقب إذا فعل ذلك".
وقال أوباما في تصريحات أمام حشد من الخبراء في انتشار الاسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية "أريد أن اقول بوضوح شديد للأسد وأولئك الذين تحت قيادته: إن العالم يراقبكم." وأضاف قائلا "استخدام أسلحة كيماوية غير مقبول ولن يكون مقبولا بالمرة وإذا ارتكبتم الخطأ المأساوي باستخدام تلك الأسلحة فستكون هناك عواقب وستحاسبون." ولم يوضح اوباما كيف سيكون رد الولايات المتحدة لكن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قال في وقت سابق -عندما سئل عما اذا كان استخدام القوة العسكرية هو احد الخيارات- انه يجري حاليا اعداد "خطط طارئة". ومن غير الواضح ما الذي دفع مسؤولين امريكيين الى الاعتقاد بأن قوات الاسد ربما تكون على وشك استخدام اسلحة كيماوية. لكنه ورد عن مسؤول أميركي : "أن سوريا بدأت في تجميع مكونات انتاج غاز السارين الكيماوي". وأن النشاط الذي تراقبه أجهزة الاستخبارات الأمريكية يوحي بأن ثمة حالة استعداد لاستخدام الأسلحة الكيماوية تتجاوز مجرد نقل هذه الأسلحة من عشرات المواقع المعروفة داخل سورية". وهذا ما دفع اوباما لتحذير النظام السوري من عواقب استعمال السلاح الكيماوي فهل بدأ مسلسل التصريحات الأمريكية الخلبية التي تحمل في طياتها ضوءا اخضر للأسد لاستخدام الكيماوي ؟؟؟ أم أن هذا التحذير هو فقط لرفع العتب الأخلاقي عن الادارة الأمريكية في حال تم استخدامه في الأيام والأسابيع القادمة . خاصة وأن وكالة الأسوشيتد بريس الأميركية نقلت أمس عن مصادر رسمية أميركية: أنها التقطت إشارات بين فيلق القدس والنظام السوري يناشد فيها الأول للأخير باستخدام غاز الأعصاب المعروف بالسارين ضد الثوار والمدنيين"!!!. فبعد تقدم الثوار وطرق ابواب دمشق بقوة في الأيام القليلة الماضية ظهرت علامات توتر متزايدة على النظام السوري ؛ وأن هذا القلق والتوتر دفع كارني للقول ان الولايات المتحدة تشعر بقلق متنام من ان الرئيس السوري ربما يفكر في استخدام اسلحة كيماوية. وأضاف أن هذا سيمثل "تجاوزا لخط أحمر حددته الولايات المتحدة." " فهل هذا الخط الأحمر جاء من الإنسانية الزائدة عند أوباما التي تلطخت خطوطه الحمر بلون الدم السوري المسفوح ؟ !!." أم أن أمريكا لا تريد لدم الشعب السوري أن يجف في عروقه ، وتحرص على سيلانه ليروي به قلوبهم الجافة!! أم أن هذا الخط الأحمر اصبح عادة السياسيين عندما يريدون تزيين عباراتهم الخادعة للشعوب ، خاصة وأن أوباما نفسه اعترف أمس بأن استخدام الكيماوي هو خارج الاطار المرسوم للأسد ، أي أن كل الأسلحة التي استخدمها الأسد في السابق من عنقودية ومسمارية وفراغية كانت مسموحة ولن يحاسب مسؤولو النظام عليها ؛ على الرغم من تحريمها دوليا . الجميع اليوم يدرك أن هذا التحذير لم ولن يكون جديا، ولن يجعل الأسد يرتدع كما ارتدع من خطوط ارد وغان بالأمس بل ربما نراه نحن اليوم تحريضيا.
فأمريكا عندما تضع خط أحمر اليوم كأنها كانت تضع خطا أخضر لتصرفات الأمس وهي تحاول الايعاز ضمنا للنظام باستخدام كل أسلحة الدمار التقليدية التي تقتل الإنسان وتدمر العمران والممتلكات، وهي بذات الوقت تتباكى على الهولوكوست ((السني المرتقب)) على الطائفة العلوية، على لسان سفيرها الغير محترم . فالحكومة السورية ما فتئت تصرح أنها لن تستخدم مثل هذه الأسلحة ضد شعبها تحت اي ظرف كان حسب وكالة سانا!، فما المقصود من عبارة شعبها ؟ هل هو الشعب الذي يقوده بشار حسب تصنيفه هو!. وأن استخدام هذه الأسلحة سوف يقتصر على الارهابيين والمرتزقة !!!. ربما أمريكا أدركت أن أيام الأسد فعلا أصبحت معدودة لذلك هي تريد القضاء على الأسلحة الكيماوية قبل أن تصل إلى أيادي الجيش السوري الحر وبالتالي تريد أن تحرم سوريا من مخزون أسلحتها الهجومية والدفاعية ، وبعد ذلك تضع يدها على الأسلحة الكيمياوية في الوقت المناسب !!! .
أمريكا تريد للنظام أن يسقط لاشك في ذلك .. لكنها تريده أن يحقق لربيبتها اسرائيل أكبر نسبة من الدمار على مستوى البشر والحجر ، كي تحول سوريا والشعب السوري إلى أداة غير فاعلة في مشهد المقاومة والممانعة الحقيقي وليس المصطنع. بغية فرض نهجها السياسي المطلوب على أية قيادة قادمة . لذلك هي لم تعترف بالائتلاف الوطني السوري حتى الآن ، بانتظار تلك اللحظة التي تسارع فيها تلك القوى حسب زعمهم إلى استجداء أي مخرج سياسي تحت وطأة السلاح الكيماوي . خاصة بعد عجز قوى المعارضة عن الارتقاء إلى مستوى تطلعات الشعب الثائر ، و اقتناع بعض المعارضين الوطنيون من أصحاب النفَس القصير بالركون للإرادات الدولية المفلسة بغية تحقيق بعض المكاسب بعيدا عن عنصر القوة الحقيقي الكامن في الثورة . ولكن كل هؤلاء نسوا ، أن الشعب السوري أطلق ثورته بظروف مستحيلة ، وسيعرف كيف يطوع هذا المستحيل ويجعله ممكنا ، ويسير بالثورة قدما نحو الانتصار الكامل غير المجزوء ... فالانهزامية وضعف الإرادة والانتهازية كل ذلك كالخيانة بمنظور شعبنا وشبابنا الثائر .. وثقتنا بأنفسنا وشعبنا كبيرة؛ ولن يثنينا عن الاستمرار في تحقيق اهدافنا لا الكيماوي؛ ولا تخاذل العالم عن نصرتنا ؛ وسوف نقتلع شوكنا بأيدينا مهما كانت الكلفة.. اللهم نجينا من إجرام الأسد؛ و خذلان العالم ؛ و أجرنا من خطوط اوباما الحمر... أمين يا رب العالمين.
مجلة البيان
نجوى شبلي
خليل العناني
عابدة فضيل المؤيد العظم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة