..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ما الذي تريده أمريكا لسورية؟.

نجوى شبلي

٥ ديسمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6787

ما الذي تريده أمريكا لسورية؟.
1.jpg

شـــــارك المادة

كثرت التهديدات الأمريكية الموجهة للنظام السوري, محذرة إياه من استخدام الأسلحة الكيميائية, وتجعلها خطا أحمر.

وفي الوقت الذي تستمر جرائم النظام السوري ضد شعبه, وفي الوقت الذي تستخدم القنابل العنقودية, والبراميل التي تهلك الحرث والنسل, وفي الوقت الذي تذبح فيه النساء والأطفال مما لم نسمع عنه من قبل.

 

وفي الوقت الذي يعتبر الغرب فيه المسلمين في قمة الهمجية لطريقتهم في الحصول على لحوم الحيوانات التي يشاركوننا أكلها , في هذا الوقت نتساءل عن الأسباب التي جعلت حلف الناتو يحجم عن التحرك لمساندة الشعب السوري طيلة أمد الثورة , ويتحرك هذه الأيام لنشر صواريخه على الحدود التركية مع سورية .
إن ما تراه أمريكا والغرب اليوم من التقدم الكبير للثوار, واستمراره في بسط السيطرة على أكبر مساحة من سورية؛ كل ذلك جعل أمريكا والغرب يرجحان ضرورة التخلي عن بشار الأسد, ودعم حكومة ترضى عنها, وتضم أعضاء من النظام السابق مع التأكيد على إبقاء الجيش بتركيبة معينة تضمن أمن إسرائيل, وهذا لن يكون إلا بتدخل مباشر منها , وفي الوقت المناسب الذي تراه, وغالبا ما يكون في اللحظات الأخيرة, وفي الوقت الذي تجعل الآخرين يقتنعون بأنها المنقذ لهم .
وحتى يكون هذا التدخل مقبولا عند الشعب السوري؛ لا بد من دفع بشار الأسد إلى المزيد من العنف ضد شعبه , وربما دفعه لاستخدام السلاح الكيميائي ولو بشكل محدود مستعينا بخبرات إيران في هذا المجال , وما نشر منصات إطلاق الصواريخ فوق جبل قاسيون إلا مؤشر على ذلك.
وهنا على سبيل المثال نتذكر كيف دفعت أمريكا صدام حسين لغزو العراق , وكان هذا هو الفخ الذي كان بسببه احتلال أمريكا للعراق ثم تسليمه للشيعة الموالين لإيران حليفة أمريكا الخفية .
إن ما يجري في مصر اليوم, والتحرك الأمريكي والغربي, واحتمال التدخل في سورية , لا يمكن أن نفصلهما عن بعضهما البعض .
إن أمريكا تريد توجيه رسائل أولها: إلى المعارضة السورية , والإسلامية خاصة بأن عليها ألا تفكر في المشاركة في الحكم ؛ وإلا ستورطها في اضطرابات قد لاتستطيع أن توقفها .
وثاني هذه الرسائل إلى الشعب السوري ؛ بأن عليه ألا يساعد الإسلاميين في الوصول إلى الحكم , مع علمنا جميعا بحاجة البلاد في هذه الفترة إلى إعادة الإعمار , وإلى إعادة بناء البنية التحتية التي دمرها نظام بشار الأسد والتي تحتاج عشرات السنين , ولا بد لأجل ذلك أن تقع البلاد تحت طائلة الديون والسياسة الخارجية .
وإن حدث هذاـ وهو متوقع ـ فالرهان على وعي الشعب السوري الذي قدم كل هذه التضحيات ,وكل هذه الدماء .
إننا نراهن أيضا على معرفة السوريين بمصير الشعوب التي سلمت مصيرها إلى الغرب وأمريكا .

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع