نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 4065
شـــــارك المادة
منذ أن أطلقت أمريكا حملتها ضد جبهة النصرة, ونحن نشعر أن شيئا ما في الأفق ينمّ عن تغير في الموقف العالمي تجاه الثورة السورية.
ولا يدعي أحد أنّ التغيير الذي بدا واضحا في السياسة الروسية تجاه سوريا هو بمعزل عن هذا القرار الأمريكي الذي اقتنعت به واشنطن مؤخرا, والذي اضطرتها إليه الضربات المتلاحقة للثوار السوريين على الأرض. هذه الضربات التي هزت أركان النظام السوري, وجعلته يترنح, وبدا للعالم كله أنّه على وشك السقوط.
ومع علمنا أنّ ما يحدث في سورية الآن ليس على المزاج الأمريكي, والذي كان راضيا كلّ الرضى عن بشار الأسد ومن قبله أبيه حافظ الأسد, واللذين أتقنا الخداع واللعب على وتر العروبة والممانعة في الوقت الذي استطاعا أن يوفرا لإسرائيل أمانا لم يوفره لها حتى أوفى زعماء الدول المجاورة لها. ومع ارتفاع نغمة مكافحة الإرهاب والتي تعزفها أمريكا اليوم, والتي ابتدأت بإدراج جبهة النصرة على قائمتها السوداء تتضح الأمر أكثر؛ لتدلّ على وجود مخطط لإحداث فوضى عارمة بعد سقوط النظام, هذه الفوضى التي تسعى إلى ضرب التيارات الإسلامية بعضها ببعض, وإشغالها ببعضها البعض في الوقت الذي ينشغل السوريون بإعادة إعمار سورية بعد الدمار الكبير الذي طال كلّ شيء ابتداء من الحجر وانتهاء بالإنسان الذي يجب أن يؤهل من جديد؛ليعود إنسانا طبيعيا بعد كلّ ما رآه من مجازر وقتل واغتصاب. إنّ هذا الوضع الذي سيكون عليه السوريون بعد انتصار الثورة؛ لن يجعلهم في وضع الاستعداد لتقبل معارك أخرى؛ ممّا سيفقد الإسلاميين القبول في الشارع؛ وممّا سيساعد أمريكا وحلفائها على تنفيذ مخططاتها بهدوء وبعيدا عن الأعبن. إنّ ما يحدث في مصر يجب ألّا يغيب عن الأذهان, وأنّ ما يحدث فيها هو ناتج عن وجود أصابع أمريكا وحلفائها. فعلى السوريين أن يكونوا أكثر وعيا, وأن يتنبهوا إلى مخططات أمريكا خاصة والغرب عامّة, هذا العالم الذي رأى وسمع ما يحدث في سورية على مدى عامين، ولم يحرك ساكنا إلّا بعد أن رأى أنّ مصالحه بدأت تتهدد.
سمير صالحة
برهان غليون
منذر الأسعد
عبد العزيز المشوح
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة