..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

فيمَ يفكر الروس؟

سميح صعب

٢٢ ديسمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6845

فيمَ يفكر الروس؟
-والأسد-300x275.jpg

شـــــارك المادة

إذا ما عطفنا كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أن موسكو لا تدعم بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة بأي ثمن، على كلام مبعوثه الشخصي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف قبل أيام عن أن النظام السوري يفقد المزيد من الأرض وان المعارضة  المسلحة يمكن أن تنتصر عسكرياً وأن روسيا أرسلت سفناً لإجلاء محتمل لرعاياها، فإننا نتلمس بداية انتقال في الموقف الروسي قد يكون مبعثه ملاقاة المواقف الأميركية والأوروبية والعربية والتركية التي ترفض أي تسوية في سوريا تتضمن بقاء الأسد في السلطة.


وقد لا تكون ملاقاة الغرب والعرب وتركيا، هي الباعث الوحيد وراء اللغة الروسية الجديدة حيال سوريا.
فروسيا ربما تأثرت بالتطورات الميدانية التي حصلت على الأرض السورية منذ صدور بيان جنيف في 30 حزيران الماضي.
يومذاك كانت موسكو تقدم قراءة مختلفة لبيان جنيف.
وردت واشنطن وأوروبا وتركيا والعرب المتحمسون لحسم عسكري (ولعل أكثرهم حماسة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي) بدعم المعارضة السورية المسلحة التي حققت مكاسب على الأرض أملت على موسكو تقديم قراءة مختلفة لذلك البيان.
وتبدو القراءة الروسية الجديدة لبيان جنيف أقرب إلى تطبيق الحل اليمني في سوريا، الأمر الذي كانت موسكو ترفضه بشدة منذ نشوب الأزمة في سوريا.


لكن السؤال الأكثر إلحاحاً في لحظة التحول الروسي، هل أن الكرملين مقتنع بأن أي تسوية سياسية للأزمة السورية تنص على رحيل ولو تدريجياً للأسد عن السلطة، يمكن أن تضمن الحفاظ على المصالح الروسية في سوريا؟   
ذلك أنه من الصعب تخيّل إعارة الحكم الجديد الذي سيقوم في سوريا أي انتباه للمصالح الروسية. فالحكم الناشئ سيكون مديناً للولايات المتحدة وتركيا وأوروبا وقطر والسعودية، وموالياً لهذه الدول التي أتت به إلى الحكم.
ومن هنا  يبرز التباس في الموقف الروسي المستجد.
هل هو مجرد مناورة في انتظار انقلاب في الموازين العسكرية في سوريا، أم هو بداية تغيير فعلي حيال النظام في سوريا آملا في ألا تخسر موسكو في سوريا بالقدر الذي خسرت فيه في ليبيا بعد سقوط معمر القذافي؟   
وما يزيد الأمر التباساً أن الغرب لا يقدم القدر نفسه من التنازل الذي تقدمه روسيا من أجل التسوية في سوريا.
ومنذ بداية الأزمة قال الغرب إن لا حل إلا بإسقاط الأسد وإنه يمكن التفاهم على بقاء البعث في السلطة كما بقي حزب المؤتمر الشعبي في الحكم بعد علي عبدالله صالح.
وأي تنازل روسي الآن سيفسره الغرب بأنه علامة ضعف وتالياً لا مكان للضعفاء في الصراعات الدولية. ولا بدّ أن بوتين يدرك ذلك أكثر من غيره.

 

النهار

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع