..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أيها الإبرهيمي”المتطفل” استقل؟

راجح الخوري

٢٧ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7381

أيها الإبرهيمي”المتطفل” استقل؟
ibrahimi16_383275_medium.jpg

شـــــارك المادة

 عندما جاء هنري كيسينجر عام 1973 إلى لبنان استقبل في مطار رياق، فسأل لماذا لم يهبط في مطار بيروت؟ فقيل له ” لأن الفلسطينيين يسيطرون على طريق المطار”، فعلّق قائلاً: ” إذاً لماذا لا يتسلمون السلطة في لبنان؟”

ولأن الشر يصنع حتفه بيده ها هو الأخضر الإبراهيمي يدخل إلى سوريا عبر مطار بيروت بعدما قطع الثوار طريق مطار دمشق بالنار، ذلك أن النظام السوري هو الذي صنع المحنة اللبنانية وحروب الآخرين في لبنان، وهو الذي يشكو الآن من حروب الآخرين على ارض سوريا … فسبحان الله !


وإذا كان دخول الإبراهيمي إلى سوريا عبر مطار بيروت يشكل مؤشراً مهماً لواقع الوضع الأمني في دمشق، فإن تصريحات وزير الإعلام عمران الزعبي تشكل مؤشراً مهماً أيضا ولكن لرغبة النظام السوري في نسف مبادرة “جنيف – 2″ ( نشرت هذه الزاوية نص بنودها الخمسة الأسبوع الماضي) التي اتفق عليها الأميركيون والروس ويحملها الإبراهيمي الذي كان قد طلب موعداً للقاء الرئيس بشار الأسد واضطر إلى أن ينتظر ثمانية أيام في القاهرة!
والإبراهيمي الذي عمل وسيطاً في الأزمة اللبنانية وعرف طريق دمشق – بيروت لم يكن ليتحمل عناء السفر إلى سوريا عبر بيروت – دمشق، لو لم يكن قد حصل على موعد من الأسد،
لكن عندما يقول الزعبي في اللحظة التي عبر الحدود “إن الحكومة السورية لم تعلن عن زيارة الإبراهيمي ولا علم لها بما إذا كان قادماً إلى سوريا ومتى “، فذلك يعني أن النظام يتعمّد توجيه صفعة قوية ومهينة إلى الإبراهيمي عبر إظهاره كدبلوماسي متطفل انتظر أسبوعا في القاهرة لتحديد موعد مع الأسد ثم عبر خلسة إلى سوريا !

واضح أن الهدف من إهانة الابرهيمي إحراجه لإخراجه ودفعه إلى الاستقالة قبل أن يتمكن من  تسليم الأسد نص مبادرة “جنيف – 2″، وبهذا لا يكون الرئيس السوري هو من رفض المبادرة لكنها سقطت في الطريق إلى دمشق عبر استقالة الإبراهيمي، الذي يبدو أنه عرف أبعاد هذه اللعبة وأراد إفشالها فذهب إلى الأسد لتسليمه المبادرة رسمياً على طريقة ” اللهم إني قد بلّغت”!
عندما يقرر النظام نسف مبادرته المعلنة على لسان فاروق الشرع والتي رفضتها المعارضة لأنها لا تنص على تنحي الأسد، ثم يحاول نسف مهمة الإبراهيمي كي لا يتسلم المبادرة الأميركية – الروسية، فإن ذلك يعني في شكل واضح أن قراره هو الاستمرار في الحل العسكري إلى النهاية، بما يؤكد أن فصول المأساة ستطول في ظل موازين القوة الراهنة … وإن الطريق إلى طرطوس تبقى ورقة الأسد الأخيرة !

 

 

النهار

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع