..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الإبراهيمي إذ ينفذ تهديداته: "خطتي أو الجحيم"

عوض السليمان

٣ يناير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7409

الإبراهيمي إذ ينفذ تهديداته:
جريح يبكي1.jpg

شـــــارك المادة

"خطتي أو الجحيم"، هكذا قال الإبراهيمي بعد خروجه من دمشق، ولم يكذب الرجل فقد كان يقصد الجحيم بعناه المعروف.
عندما وصل المبعوث الأممي دمشق، وأجرى محادثاته مع ما تبقى من نظام الأسد، أعلن بشكل واضح أن نظام بشار جزء من الحل، وعلى المعارضة السورية أن توافق على بقائه حتى العام 2014 راضية أو مكرهة.
وحذر الرجل من أن ترفض أفكاره ومقترحاته، فهو موظف أمريك – روسي بامتيازات كبيرة.
لم يغادر الرجل سورية، إلا وكانت طائرات الأسد قد قتلت أكثر من مائتي شهيد في حلفايا، ومثلهم في حمص.


ولكن الإبراهيمي ومن أرسله لم يكتفوا بذلك، وأغضبهم أن كثيراً من أطياف المعارضة السورية، اللهم إلا هيئة التنسيق، قد رفضوا خطته صراحة وسلموا الأمر إلى أصحابه من فرسان الجيش الحر.
فأسرع الأخضر إلى إطلاق تهديده الشهير"أنا أو النار".
لم يهمل السوريون ما قاله الإبراهيمي، وفهموا معناه، لكننا جميعاً لم ندرك أنه يقصد بالجحيم قتل الناس حرقاً، وأدركوا تماماً أن أمريكا وخاصة روسيا في أشد الغضب على الشعب السوري الذي قرر رفض خطتهم ومواصلة الثورة حتى إسقاط الأسد.
أُعطيت الأوامر لبشار الأسد أن يحرق الأخضر واليابس في البلاد. كي تتحقق كلمة" جحيم" التي أصبحت على ما يبدو عنوان مرحلة العام الميلادي الجديد.
اجتمع البسطاء الذين يبس البرد أطرافهم على محطة توزيع النفط في المليحة من ريف دمشق ليحصلوا على مادة التدفئة، ولكن جحيم العالم وجحيم الإبراهيمي كان بانتظارهم، فقد أغارت طائرات الأسد الروسية لترمي فوقهم براميل الموت، فارتقى على الفور أكثر من مائة شهيد، ولما تجمع أهل المدنية لمساعدة الجرحى عادت الطائرات للقصف فأجهزت على الجميع.
لقد صدق الإبراهيمي بالفعل، فإما أن يقبل الشعب السوري مؤامرته الخبيثة المدعومة غربياً وروسياً أو أن يحرق الأسد شعب سورية وقد أظهر اليوم بعضاً من حقده على هذا الشعب.
منظمات حقوق الإنسان، قضت أسبوعها الأخير وهي تستنكر الاعتداء، الذي ندينه بالطبع، على طالبة طب هندية قام جماعة بالتناوب على اغتصابها.
إلا أن المنظمات المذكورة لم تجد الوقت لتدين مجازر ريف دمشق هذا اليوم، والتي ذهب ضحيتها ما يزيد على مائتي شهيد من المدنيين العزل.
ولم تستنكر أمريكا وأتباعها هذه الجرائم، فهم مشغولون بجبهة النصرة وتحركاتها، حتى إن الناطقة باسم الخارجية الأمريكية قالت اليوم إن الأمم المتحدة تشير إلى مقتل ستين ألف من السوريين "وقد فاق هذا الرقم كل توقعاتنا".
فلعل الأمريكيين اتفقوا مع بشار الأسد على رقم أقل من هذا بقليل. كيف لا وهم الذين سمحوا له باستخدام كل الأسلحة لإبادة الثورة السورية.
إننا نعتقد أن المعركة اليوم في سورية هي معركة ضد الظلم العالمي وليس ظلم الأسد فحسب، وهي ثورة لا سبيل للتراجع فيها، ولما كانت كذلك، فمن الطبيعي أن يتآمر عليها الغرب قبل الشرق، ومن الطبيعي أن تكون تضحياتها كبيرة.

 


العصر

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع