..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

علاقات الفيسبوك.

نجوى شبلي

٨ يناير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3301

علاقات الفيسبوك.
syria-facebook.jpg

شـــــارك المادة

واجهني ابن أختي بسؤال فيه الكثير من التعجب ـ وربّما الاستنكار ـ لوجود بعض الرجال في صفحتي في الفيسبوك, وكان عجبي أكبر لأنّ ابن اختي هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في سنّ مبكّرة, وما زال يكمل دراسته الجامعية هناك.

 

 

أجبت ابن أختي:
إننّي أكتب بعض المقالات التي تعنى بالثورة السورية , وربّما فيها بعض الآراء التي تخدم هذه الثورة , وتعبّر عمّا يجيش به صدري , وما أكتبه قد يقرؤه الشاب والفتاة والمرأة والرجل , ولا بدّ أن يكون لهم رأي فيما أكتب, وفي المقابل فأنا أستفيد من آرائهم , وأطّلع على مسار الثورة من خلالهم.
ثمّ ألا ترى يا بنيّ أنّني قد بلغت من العمر ما بلغت ؛فلا يمكن لمثلي أن تكون مطمعا لأحد , وربّما لو رآني أحدهم أو إحداهنّ في الشارع لم ولن يلتفت إلى مثلي؟!
فكّرت فيما دفع ابن أختي الشاب الذي يدرس في أمريكا لأن يقول ما يقول, وبعد قليل من التفكير وجدت أنّ المرأة هي التي ساهمت في إعطاء صورة مشوهة لدورها في زمننا هذا وخاصّة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
لقد اختصرت المرأة دورها في كونها متعة للرجل, وأصبح همّها الأكبر كيف تعمل على الإيقاع به من خلال اهتمامها بمكياجها, وارتداء الملابس التي تكشف أكثر ممّا تستر، وتجعل بذلك الرجل يلهث وراءها.
لقد ساهم الإعلام والفن في هذا الأمر, فلا نرى في الأفلام والمسلسلات إلا صورة الفتاة التي تبني علاقة مع شاب وتخرج معه, وربّما تمارس معه علاقة محرّمة, وكلّ ذلك من أجل الحصول على زوج قد لا تستطيع الاحتفاظ به ؛ لأنّ الأساس الذي قام عليه هذا الزواج كان خاطئا.
لقد عمل الغرب بالدرجة الأولى على إفساد المرأة عندهم , وجاءت المرأة العربية والمسلمة المعجبة بكلّ ما هو غربي لتقلّد المرأة الغربية في كلّ ما هو سيء فيها, ثمّ جاء الرجل العربيّ والمسلم ليعزّز هذا الفكر السيء والسلوك الخاطئ عند المرأة باسم الحريّة والمساواة بين الجنسين, ولم يعمل على إبراز القدوة الحسنة, والتفكير السليم عندها, وكأنّه أعجبه أن تكون المرأة في حالة لهاث دائم وراءه, وليس لها من هدف سواه.
لقد نسي الرجل ونسيت المرأة دور المسلمات الأوائل في الدعوة الإسلاميّة.
لقد نسي هؤلاء دور خديجة, ودور عائشة ودور أمّ سلمة رضوان الله عليهم .
ونسوا دور شفاء ورفيدة الطبيبتين المسلمتين, وكذلك دور نسيبة بنت كعب الأنصارية المجاهدة والكثيرات الكثيرات ممّن سجّلن مواقف رائعة في تاريخنا الإسلامي, ولم ينكر عليهنّ أحد من أهل عصرهنّ هذا الدور.
و جاءت الثورات العربية ليكون للمرأة دور فيها ,وظهرت خنساوات قدّمن أبناءهنّ وأزواجهنّ وقودا لهذه الثورات؛ فظهرت الطبيبة, والممرضة, والكاتبة ، والسياسية.
وهنا اختلطت الأمور في بعض الأحيان؛ فانتقل العام إلى الخاص, وخاصّة في صفوف بعض الشباب الذين وجدوا في الثورة مطيّة للوصول إلى أهداف خاصّة ، والذي يدّعي بأنّ المشغول بالثورة، لا يمكن أن يشغله شيء آخر فهو مخطئ .
فالإنسان بما أودعه الله فيه من غرائز وميول؛ تجعل من هذه الوسائل الحديثة كالدردشة مثلا خطرا محدقا بشباب يمتلئ حيويّة, ويميل ميلا كبيرا إلى الطرف الآخر, وتدغدغ مشاعره وأحاسيسه الكلمات الرقيقة , ويطربه الصوت الناعم , وقد يؤدي به الأمر إلى انحراف الهدف, وانحراف السلوك , وإلى ما لا تحمد عقباه.
إنّ حرصنا على نجاح ثورتنا يجب أن يجعلنا أكثر تدقيقا فيما هو كائن, وفيما يجب أن يكون من سلوكيات وأفكار, فالمرأة يجب أن تعي دورها, وتعمل ضمن ما هو مطلوب منها, ودون أن تتجاوزه؛ حتّى لا تقع في الاتجاه المعاكس, كما يجب على المرأة أن تجعل نيتها خالصة لوجه الله، وسلوكها مضبوطا بشرع الله ,حتى تكون ممّن ساهم في انتصار الثورة بإذن الله .

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع