نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 3464
شـــــارك المادة
ويتساءلون :لم تأخر النصر؟! ألم يعدنا الله به ؟! وهنا أقول وفي حلقي غصّة: نعم, تأخر, وقد أكون أنا وأنت وهو وهي السبب في هذا التأخير. فليراجع كل منا نفسه, فليبحث عن أخطائه التي ارتكبها ويرتكبها كلّ يوم, وقد يجد المبررات لهذه الأخطاء لأنّ الشيطان يزيّن المعصية للإنسان.
ففي الوقت الذي لايجد فيه اللاجئون ومن تهدّمت بيوتهم من أهل سورية المأوى، ما زلنا نعمل على أن تكون بيوتنا هي الأجمل والأرقى والأفخم, وأن تحوي من التحف ما يدهش الناظر إليها وكأننا سنخلد فيها وفي الوقت الذي لا يجد فيه اللاجئون والكثير الكثير من أهل سورية رغيف الخبز والطعام الذي يسدّ رمقهم, نملأ نحن موائدنا بكلّ ما لذّ وطاب من أطايب الطعام. وفي الوقت الذي يموت فيه الأطفال في مخيّم الزعتري وغيره من البرد أو الحر، نفتح أجهزة التكييف لننعم بشيء من البرودة, أو أجهزة التدفئة لننعم بالدفء ، ودون أن نفكر لحظة في حال هؤلاء المساكين. وفي الوقت الذي يحرم الشاب والفتاة من بيت يضمّهما كزوج وزوجة ,لا لشيء إلا لأنهما فقدا الوطن, والمأوى, والمال. مقابل هذا نجد من ينفق الآلاف في عرس يستمر سويعات قليلة؛ ليذهب المدعوون بعدها داعين للعروسين أو منتقدين أو حاسدين, ولو أنفق هذا المال في حاجة أهل سورية لتزوج بهذا المال شباب كثيرون. وفي الوقت الذي يجد المقاتل الشجاع نفسه عاجزا عن ردّ الهجمات البربرية عن شعبه لأنّه لا يملك السلاح المناسب, في هذا الوقت نجد الأموال تنفق في الملاهي والشاليهات وأماكن الترفيه, وكأنّ هؤلاء يعيشون في عالم آخر, وليس لهم أدنى صلة بأخ أو أخت, أو عمّة أو خالة ممّن يعاني الذلّ والقهر والقتل والاغتصاب في وطنهم الذي يسمّى سورية . وفي الوقت الذي لا يجد اللاجئ ما يغيّر به ملابسه التي اتسخت من طول استخدامها, ما زال البعض يبحث في الأسواق عن آخر ما أبدعته دور الأزياء هنا وهناك من ثياب هي أقرب أن تكون لا ثياب. ثمّ نتساءل بعدها: ولم تأخر النصر؟!. لو راجع كلّ إنسان أفعاله وتصرفاته؛ لوجد الكثير الكثير ممّا يؤخر النصر . {وما أصابكم من مصيبة, فبما كسبت أيديكم ويعف عن كثير} صدق الله العظيم.
عامر الهوشان
مجاهد مأمون ديرانية
زهير سالم
عبد المنعم زين الدين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة