خالد حسن هنداوي
تصدير المادة
المشاهدات : 3336
شـــــارك المادة
لعله قد بات من المؤكد أن كل قارئ متجرد للتصريحات التي تجددت هذا الأسبوع حول التعليق على ضرورة إبقاء بشار الأسد في السلطة وعدم تنحيه عنها لا يعد أمرا مستغربا وخصوصا أن هذا الجزار قد أحكم عليه الخناق من قبل الجيش الحر والمقاومة الوطنية الباسلة في الثورة السورية المجيدة حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت.
فالذي يريده هؤلاء أن يبلغوا العالم أجمع من رسالة أنهم جنود مخلصون للطائفية البغيضة وتعميق الخلاف المذهبي بين الشيعة والسنة بهدف إثارة الفتن وتعبئة النفوس للأخذ بالثأر، وكيف لا وهم يجاهرون بهتافاتهم عبر القنوات الخاصة بهم "يا لثارات الحسين" دون أن يكونوا عاقلين حكماء يستريحون ويريحون ويكتفون بإجابة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لمن سأل عن ذلك إن الله تعالى قال: [تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون] (البقرة:141) ودون أن يفهموا أبسط مبادئ الثورة الحسينية التي انتصرت للمظلومين لا للظالمين ولم تشعل نار الحقد في قلوب أصحابها كما يفعل كبار ملالي وآيات وحكام إيران اليوم في اعتدائهم المكشوف على الشعب السوري الذي يقتل بفتاواهم وفتاوى بعض من يحسبون على العلماء السنة ظلما وزورا وبهتانا منحازين كلهم إلى الجلاد ضد الضحية وإلى القاتل المتوحش بشار وأزلامه لا إلى المقتول من شيوخنا ونسائنا وأطفالنا بوحشية لا نظير لها في التاريخ. ثم يطل وزير الخارجية الروسي لافروف ليتناغم مع هؤلاء في طائفيتهم خائفا من ذهاب الحكم العلوي الفئوي الطائفي القليل المتسلط بالحديد والنار مرتجفا من إمكانية عودة الحكم السني ذي الأغلبية الكاثرة إلى سورية فقط ليرضي شركاءه الأشرار حفاظا على امتيازات روسيا ومصالحها في آخر موقع لها في البحر الأبيض المتوسط بعد أن فقدت نفوذها الحقيقي في بقية العالم. فهي لا تفهم في تاريخها القديم ولا الحديث إلا لغة المصالح والمصالح فقط. لقد أكد لافروف الأسبوع الماضي أن تنحي الأسد عن السلطة أمر مستحيل لطمأنة الجزار أن يسرف في القتل ما شاء، فروسيا بدءا وختاما ستبقى في خندق الدفاع عنه بسلاحها وسياستها، ناسيا هذا الحاقد الغبي سياسيا وميدانيا أن الأفغان الضعفاء قد هزموا امبراطوريته السوفياتية المتحدة وأن الشعب السوري البطل سيهزم روسيا المتعجرفة عاجلا أو آجلا ولن يذهب الدم الحر رخيصا وسيخسر من توهم أنه لاعب كبير يوجه الأسد في الحلبة أمام قوانين الشعوب والثورات، ولو اجتمع أهل الأرض جميعا. وليس روسيا وأمريكا واللوبي الصهيوني فيهما وفي اسرائيل وتكالبت إيران وحزب الله والمالكي بل والصين أمام إرادة المقاومة الشعبية لم تفعل شيئا ولا ريب أنها ستغلبهم في النهاية مهما بذلت من ضريبة ويهزم جمعهم وهو يجر أذيال الخيبة إلا أننا نريد فقط أن نبين للعالم أجمع أن التدخل الخارجي الإقليمي والدولي قد بات أوضح من الشمس في رابعة النهار وخصوصا من قبل إيران وروسيا وهما يعترضان على أي تدخل خارجي غربي محتمل وينتقدون بعض الدول العربية والإسلامية كقطر والسعودية وتركيا أنها تمد من يسمونهم إرهابيين لا ثوارا بالمال وبعض السلاح، يا عجبا لمن يؤدي حتى أقل القليل ثم ينتقد أما الذي يشارك في الميدان مع الجزار وزبانيته وشبيحته فيجب أن لا يلام وأية مشاركة إنها إسهام بالمال السخي والرجال والخبراء والسلاح عبر الجو والبحر لقتل شعبنا المظلوم دون أي رادع من ضمير وأخلاق بقصف المدنيين والأبرياء. إن روسيا وإيران توأمان شريران شقيان لا يهمهما إلا مصالحهما ولا تجرد وإنصاف لديهما في السياسة مطلقا إلا ما يسوقان من أفكار هي أوهى من خيط العنكبوت، وهل من السياسة بمكان مخالفة الشعب بمعظمه من أجل حاكم فرد ديكتاتوري ظالم كمثلهم، إنه الحقد بعينه والطائفية بعينها والمزاج القائم على الهوى لا على الحق وإلا فكيف تدعي إيران أنها جمهورية إسلامية وقد جاءت لتنصف المظلومين وهي كما المالكي في العراق ضد العلمانية والبعثية التي كان عليها صدام لكنها مع هذه الخبائث ما دامت من حافظ وبشار الأسد، لقد أعمتها الايدولوجيا والمطامع عن الحقيقة فبئس ما تزعم وتدعي من دفاع عن الشعوب واهتمام بالمظلومية.
إن مبدأ ولاية الفقيه الأعمى هو الذي يحكمها وهو فوق كل اعتبار ولذا فإن المرشد الأعلى للجمهورية في إيران علي خامنئي يتمتع بالسلطة المطلقة المتحكمة بأي قرارات تصدر من السلطة التنفيذية أو التشريعية أو القضائية وسلطته أقوى من سلطة رئيس الجمهورية أحمدي نجاد، ولذا فهو يطمح الآن لتوريث ابنه مجتبى تلك الزعامة
لقد قال خامنئي أكثر من مرة إن بشار الأسد كابنه ولابد أن يدافع عنه في كل حال هو وفرعه في لبنان حزب الله ودعا إلى استبدال الزحف حتى القدس بالزحف حتى الشام إمعانا في الإجرام واعتبر حسن نصر الله أن جنوده الذين قتلوا هناك جهاديون، إن إيران تخشى من انتقال الحراك الثوري السوري إليها فالنار فيها تحت الرماد ولذا فهي تسعى اليوم إلى تدريب ستين ألف عنصر سوري على شاكلة الحرس الثوري لديها للدفاع عن النظام أو حمايته إذا سقط بإقامة دويلة علوية
إنها معركة طهران دفاعا عن الأسد ومع إيران نوري المالكي الذي كان صرح بأن نظام الأسد لن يسقط.
ولماذا يسقط بعد أن ألزمته إيران بالخضوع لمبدأ ولاية الفقيه مع أنه هو الذي لم يقبل أي عذر سابقا حين اتهم بشار الجزار بأنه من قام بالتفجيرات في بغداد، إن خامنئي يعتبر أن قمع بشار للسوريين أمر طبيعي كما نقلت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس عنه كيلا يقوى الجيش الحر ويصدر الثورة خارج سورية فهو عراب الطاغية بشار أو حاميه كونه كابنه وهو إذ يقول ويفعل فعل المجرمين يؤيد ويدعو إلى تشكيل الباسيج الأسدي الذي أشرنا إليه والذي يسميه اللانظام الأسدي جيش الدفاع الوطني وهي تسمية جديدة بدل الشبيحة المقيتة، إن هذا الفصيل فكرة إيرانية وخصوصا أنها ستنشر في دمشق حيث تقسم إلى مربعات أمنية كما قسمت طهران إلى تلك المربعات لقمع الثورة الخضراء وليعيد اللانظام تموضعه الطائفي كما يشتهي.
إن إيران منذ ولدت دولة للخميني أخطر من أي عدو آخر وكيف لا واللص إن كان داخل بيتك لا تستطيع أن تتعامل معه كما تريد إذ ليس له مقياس بخلاف الأعداء الآخرين فلنحذر مخالب إيران بدل أن يحذر البعض من التيارات الإسلامية ويعتبرها أخطر من السرطان الإيراني الذي لم ولن يؤخر شهيته للتدخل في البلاد العربية والإسلامية وغيرها، إن تصريحات مستشار خامنئي علي أكبر ولايتي من أن الرئيس السوري بشار الأسد خط أحمر وادعاءه أن معظم الذين يقاتلون في سورية ليسوا سوريين وقوله: سيدحر بشار الانتفاضة في سورية مناقضا نفسه بأن دعم بشار لا يعني الوقوف ضد الشعب السوري في تحديد مصيره. نقول ذلك طبعا بعد أن تجرى انتخابات مزورة بامتياز كما هو شأنه دوما، إن ما قاله ولايتي محض ضرب من الوهم ونحن نسأله هل كان اليوم مستشارا لخامنئي لولا انتفاضة الشعب الإيراني على الشاه عام 1979 ونقول له إن معركة الأسد يائسة وإن قالها مرشدها الأعلى: سندافع عن دمشق لنتمكن من مقاومة اسرائيل ونقول مثل ذلك لعلي أكبر صالحي وزير الخارجية الذي كرر أن الأسد خط أحمر وأن الذين يسعون إلى إسقاط حكمه يلهثون وراء سراب وأن إيران لن تسمح للطفيليين الدوليين والإقليميين بالتدخل في سورية، يقول ذلك وهو يعلم أن المدعو بشار تفوق على والده في قتل الناس في عموم سورية. وهكذا فإن إيران تلعب بالنار والعار ولكننا نذكر الجميع أن إيران الفارسية لم تكسب أي حرب ضد العرب تاريخيا قبل الإسلام وبعده، فما أسخف دعوة آية الله أحمد جنتي الشيعة العرب أن يبادروا إلى سورية لقتال الشعب الذي لا يحب آل البيت كما يدعي، ويكفي أن نعلم اليوم أن إيران تعمل كما تعمل اسرائيل على إبقاء بشار ونظامه ونقول لها لا تلعبي بعد ذلك على وتر المقاومة والممانعة فالثورة السورية هي الثورة الفاضحة لكل منافق باطني خداع ذي تقية يدعم من أثبتت وثائق ويكيلكس التي تزيد عن ثلاثة آلاف من هو هذا الجزار الذي صنعه وأباه أهل الظلام لتحقيق مآربهم وتدمير سورية لتكون لقمة سائغة للباطنيين والصهاينة ومن معهم. وبهذه المناسبة فإننا نستسخف أيضا تصريح وليد المعلم (بفتح اللام) أن العنف سوف يستمر طالما دامت الدعوة من البعض دوليا وإقليما وعربيا لتنحي رئيسه المعلم (بكسر اللام) له فقط، ليس لدينا شك بإذن الله أن بشار ونظامه سيسقطان وأن الثورة المغدورة هي التي تقدم الوطنية لا الخطب الرنانة وأنها ستبني دولة القانون لا دولة الأشخاص وتكون حجة على كل فرعون من الآلهة الذين هم كالطبول الجوفاء والأوراق المنتثرة في الهواء.
رابطة العلماء السوريين
لؤي صافي
هشام رزوق
أحمد موفق زيدان
عدلي صادق
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة