نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 3324
شـــــارك المادة
إنّ ما يملأ نفوس السوريين ألما وأسى أن يرى ازدواجية في المواقف الدولية وعلى المستوى الشعبي؛ فبينما لم تهدأ مظاهرات الشعوب المؤيدة لثورات الربيع العربي سواء في مصر أو ليبيا وغيرهما, نرى خذلانا للشعب السوري وثورته رغم الفارق في الضريبة التي دفعتها هذه الثورات, والتي لا يماثلها بشكل من الأشكال ما دفعته الثورة السورية من شهداء ودمار طال البنية التحتية بحيث تحتاج عشرات السنين لإعادة بنائها.
فهل يعود هذا الأمر إلى ضعف في أداء إعلام الثورة؟. وهل هذا الأداء كان لعدم وجود المتفرغين لهذا العمل؟. أو أنّ قلة الدعم المادي والمعنوي كان السبب في هذا الأداء الهزيل لهذا الإعلام ؟! ألا يوجد سبب آخر لا يقلّ أهمّية بل قد يزيد, وهو نجاح الإعلام المضاد للثورة والذي اختبأ وراء ستار الممانعة؛ ممّا أكسب هذا النظام تعاطفا شعبيا في بعض الدول العربية, ممّا جعل هؤلاء يرفضون أن تنسب المجازر والاغتصاب والدمار إلى النظام, ويرون فيما يحدث في سورية حربا أهلية, أو هي من فعل العصابات المسلحة, ويرى هؤلاء المؤيدون لنظام ممانعة دمشق بانّ الحل يجب أن يكون عبر الحوار مع بقاء النظام الممانع وعل رأسه بشّار الأسد. أمّا على مستوى الشعوب غير العربية, فإنّ هؤلاء يتأثرون بالدعاية كما هو حال بقيّة الشعوب الأخرى, والدراسات النفسية لهذه الشعوب يجب أن تجعلنا نفكّر في الأسباب التي دفعت هؤلاء لتصديق مجازر النازيّين في حق اليهود قرب منتصف القرن العشرين, وجعلت هذه الشعوب تتعاطف مع اليهود عبر العالم ,وتعتبر أيّ مكذب لهذه المجازر هو معاد للساميّة, ويجب عقابه, وفي الوقت ذاته يرى هؤلاء على التلفاز صور القتلى, وبأبشع الطرق الوحشية, ويرى صور الدمار , ولا يحرّك ساكنا , ولا يصدر عنه أيّ استنكار قد يدفع حكومات هذه الدول لمساندة الشعب السوري المظلوم. وقد يقول قائل: ولماذا ننظر إلى خارج سورية ولا ننظر إلى الداخل السوري حيث نفتقد التلاحم المطلوب بين الشعب والمجلس الوطني , ومن بعده الائتلاف الوطني؟!. فرغم كلّ المؤتمرات التي عقدت في أنطاكيا واستنبول وغيرها في الشرق والغرب,لم تفلح هذه المؤتمرات في جعل الشعب مقتنعا بأنّ هؤلاء يعبّرون عنه,ممّا جعل الحراك على الأرض منفصلا عمّا يدور في قاعات المجلس الوطني مع محاولات هذا المجلس احتواء هذا الحراك. إنّنا لا يمكن أن نتجاهل المؤامرات التي تعرّض, ويتعرّض لها المجلسان الوطني والائتلاف والتي كانت السبب في فقدان ثقة النّاس به؛ فالوعود التي أطلقها ما يسمّى بأصدقاء سورية كثيرة, والأموال التي وعدت بها المعارضة كثيرة, إلّا أنّ القليل من الشعب يدري أنّ ما تحقّق من هذه الوعود, وما وصل من أموال لم يكن إلّا النذر اليسي. إنّ ثورتنا بحاجة إلى إعلام متفرّغ يستطيع أن ينقل حقيقة ما يحدث في الداخل,ويريه لهذا العالم الذي يتجاهل معاناتنا. إنّنا نريد إعلاما يفضح هذا النظام الممانع الذي أبقى حدود إسرائيل آمنة لأكثر من أربعين عاما. نحن نحتاج لإعلام قوي يعكس حجم مأساة الشعب السوري, ويعكس طموحاته وأحلامه في وطن آمن يعيش فيه الجميع بسلام وعدالة طالما بحث عنها هذا الشعب,ولم يجدها في ظلّ نظام آل الأسد .
مجاهد مأمون ديرانية
أنور البني
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة