..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

حول مبادرة الخطيب ...

عمار النوري

٦ فبراير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3272

حول مبادرة الخطيب ...
1 احمد معاذ الخطيب.jpg

شـــــارك المادة

كثرت الأقوال والمقالات المنددة بما أعلنه أ/ معاذ الخطيب منذ أيام عن استعداده للجلوس على طاولة الحوار مع النظام.
وأحزنني أن قرأت ما لا يليق بمقام داعية مثله فضلا عن مركزه السياسي، فاتُّهِم بالخيانة والخيانة العظمى، ولطّف بعضهم وطأة الاتهامات فحاول جاهدا "أن يتأدب" فخرج بمقارنة بين الشيخ وبين "أبي عبدو الجحش" (أمين الحافظ: لمن لا يعرف من هو أبو عبدو الجحش)، وشتّان ما بين المجرم والداعية.

 


وهناك من تأدب فعلا معه ولكنه أغفل في نقده نقاطا أساسية بنى عليها أ/ معاذ دعوته هذه، وأشير هنا للطريقة الموضوعية التي اتبعها أ/ زهير سالم في نقده (ولو لم أوافقه على ما جاء فيها) وهي الطريقة التي كان ينبغي للأخوة الأفاضل اتباعها في أسلوبهم بالتعامل مع الأستاذ/ معاذ.
لا أخفي أنني من المدافعين والمؤمنين بما جاء به أ/ معاذ واسمحوا لي تبيان أسس موقفي هذا.
سأستعرض أولا شروط الحوار التي وضعها أ/ معاذ، وهي:
• تنحي بشار
•  لا حوار مع من تلطخت أيديهم بدم الشرفاء.
• الإفراج عن المعتقلين والذين يُقدّرون بحوالي 160،000 آنذاك (قد يرتفع الرقم بسبب مزيد من الاعتقال أو ينقص بسبب مزيد من القتل)، وتجديد جوازات السوريين في الخارج.
ولنناقشها نقطة نقطة:
تنحي بشار أولا ليس هذا مطلبا أساسيا للثورة؟
فلِمَ يعلو صوت البعض قائلا أن معاذا خالف المبادئ التي أنشئ على أساسها الائتلاف؟
هل تجدون في كلام أ/ معاذ أي إشارة لقبوله ببشار؟
قال لي أحدهم: وهل أنت من الغباء أو السذاجة بمكان حتى تصدق أن بشارا سيقبل التنحي؟ لا، لا أظنني غبيا ولا ساذجا، ولا أظن المجرم سيقبل التنحي، فما الفائدة إذاً؟
الفائدة يا أخواني أن "نلحق الكذاب لوراء الباب"، أن نعريه من كل الأسباب التي يختبئ خلفها، وبذا نعرّي من يسانده ونعرّي كذلك كل من يدعي أنه من "أصدقاء سورية" دون أن يقدم ما يثبت به دعواه.
لم أكن أظن أن أ/ معاذ بهذا الدهاء السياسي، ولكن بعد أن رأيت تعامله مع المواقف خاصة لمّا نعته "المحنك" لافروف بأنه - أي معاذا - تنقصه الخبرة السياسية إذ رفض لقاءه (انظر حنكة لافروف السياسية)، قلت في نفسي أن هذا الشيخ يخبئ تحت عباءته ما سيبهرنا به.
ألم يقل تعالى في محكم تنزيله: "إنّ خير من استأجرت القويّ الأمين"؟
فها هو يبين لنا "قوته" السياسية، أما أمانته فلا أظن أحدا يشكك فيها.
فها هو بالأمس يقابل لافروف نفسه ولكن بشروطه هو ويطرح عليه مبادرته بكل ثقة وفوقية فيحرج هذا "الدخيل" على عالم السياسة، يحرج ذاك "المحنك" الذي لم يجد ما يقوله لقاء تعرية أ/ معاذ له ولدولته إلا أن صرّح أن المعارضة تخطئ باشتراطها تنحّي بشار.
لا حوار مع من تلطخت أيديهم بدم الشرفاء شرط آخر ورسالة موجه لكل أحرار سورية أولا، أولئك الذين يدافعون عن البلاد والعباد أنه لم ولن يخذلهم بإذن الله، وأنه لم ولن يحاور مجرما مثل بشار وأمثاله.
سورية دولة، وعادة ما تبنى الدول على مؤسسات.
حاول المجرم المغتصب تدمير بنية سورية التحتية ونجح في ذلك كثيرا.
فهل ندعه يهدم بناءها الهيكلي التنظيمي كذلك؟
ألا يوجد كثير من السوريين في أنظمة الدولة المتعددة من يعارض بشارا ويخدم في ذات الوقت في مؤسسات الدولة على مضض وخوف من بطش الزبانية؟
أوليس لهؤلاء خبرة في تصريف أمور أعمالهم أكثر من خبرة غيرهم ولو أنهم عملوا تحت ظروف عمل بائسة هدّامة؟
لم لا نحتفظ بهم ونستفيد من خبراتهم شرط أن لا تكون أياديهم ملطخة؟
ومن هذا المنطلق، لم لا نحاور من سيعيننا في إدارة البلاد بعد الأسد "بإذن الله" شرط أن لا تكون أياديه ملطخة كذلك؟
ما الضير في ذلك؟
أوليست الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق بها؟
يقول قائل، ولم نعط الدنية في ديننا ونحن على أبواب النصر بإذن الله؟
سبحان الله، قالها الفاروق -رضي الله عنه- للمصطفى عليه -الصلاة والسلام- في صلح الحديبية، فكانت النتيجة أن "جعل الله من دون ذلك فتحا قريبا".
وأذكركم بقول الفاروق نفسه "حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة" قالها لما قبّل هذا الصحابي رأس إمام الكفر آنذاك، رأس ملك الروم القذرة وذلك حقنا لدماء المسلمين وفداءا لأسراهم، فما كان من عمر إلا أن قام وقبّل رأسه – رضي الله عنهما - وقال قولته تلك.
أليس حقا علينا إذاً أن نقّبل جميعا رأس معاذ بدلا من هجائه ومهاجمته؟
الإفراج عن المعتقلين وتجديد جوازات من في الخارج وهل أنشئ الائتلاف أصلا إلا لمصلحة سورية والسوريين؟
فلو افترضنا جدلا أن معاذا خالف تلك الأسس – وهو لم يفعل – فوجد أن الحكمة في تعديلها - وهي ليست قرآنا منزلا (أعود وأذكر أن الحكمة ضالة المؤمن ...)، ما الضير يا أخواني المعارضين في ذلك؟
ما الضير أن تُخفّف معاناة إخوان لنا في الداخل والخارج.
لم يتعدَّ أ/ معاذ ، أسس الائتلاف بل مضى في جوهرها والمقصود منها واضعا المصلحة العامة نصب عينيه.
اجتهد، وهو أهل له، فله أجر المجتهد.
فهلّا كفّت الألسن اللاذعة، وهلّا اتقت الله فيه؟
أما الألسن الناصحة والهادفة فأهلا بها.

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع