حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 4830
شـــــارك المادة
بالأمس تفاجأت كما الجميع لمشاهدة فيلم قصير يظهر فيه بعض الشبان وهم يمزقون علم الثورة في سراقب، ويدعي ناشر الفيلم أنه لمجموعة من كتائب النصرة وهم يمزقون علم الثورة.
وقبلها كنت أقرأ على صفحات التواصل الاجتماعي بعض المنشورات التي تحرض على الكتائب الإسلامية من باب تبني العلمانية والمدنية، ومنشورات أخرى تنادي بالخلافة الراشدة.
في الوقت نفسه شاهدنا بالتوازي مع ذلك؛ فيلم آخر يظهر فيه عناصر من المخابرات يدعون أنهم من جماعة النصرة، وهم يتلون بيانا بامتلاك جبهة النصرة للأسلحة الكيماوية. كل هذا مفهوم في ظل اندساس بعض المغرضين من شبيحة العصابة الأسدية، والذين يعملون ليل نهار على تشويه صورة الكتائب الإسلامية وزرع بذور الفتنة بين عناصر الجيش الحر والفصائل الاسلامية الفاعلة على الأرض، ضمن حملة منظمة لفصل الجماعات الاسلامية عن الحاضنة الشعبية التي التحمت بها في الفترة الماضية من عمر الثورة المباركة. فبعد أن اقترب النصر وأصبح قاب قوسين أو أدنى، استنفر العالم؛ بكامل أجهزته الاستخباراتية؛ معلنا عزمه عن مساومة الشعب السورية بالتخلي عن تلك الفصائل بدايةً؛ مقابل تقديم بعض الدعم العسكري والسياسي للفصائل الغير منضوية تحت راية لا إله الا الله محمد رسول الله، والذي توقف كليا في الأشهر الماضية، بعد إدراج جبهة النصرة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في أمريكا.
طبعا الخطوة الأولى كانت من خلال المجلس الوطني والتي منيت بالفشل أمام إصرار الشعب نحو الكفاح المسلح لإزالة كافة أركان الظلم في سورية، عندها فقدت أمريكا الأمل وتخلت عن المجلس الوطني، أتت بعدها الخطوة الثانية من خلال استبدال المجلس الوطني بالائتلاف الوطني، وطُلب منه التخلي عن تلك الفصائل، لكنه رفض ذلك الطلب، لذلك لجأ الغرب وأمريكا فورا إلى تجفيف منابع الإمداد للمعارضة السورية، أتت بعد ذلك مبادرة رئيس الائتلاف لتذيب الجليد على ما تبقى من حجج واهية لدى المجتمع الدولي، لكن الغرب سرعان ما التقطها واتخذها شماعة للتخلي عن فكرة تسليح المعارضة بحجة أن هناك مازال أمل في الحلول السلمية، جاء ذلك على لسان الرئيس الفرنسي عراب التدخل الغربي في ليبيا بأن:
"الاتحاد الأوربي لن يرفع الحظر المفروض على تزويد المعارضة السورية بالسلاح طالما أن هناك إمكانية الحوار مع النظام موجودة"، بعد أن كان الرئيس الفرنسي من أشد الساعين وراء تسليح المعارضة منذ البداية، طبعا يأتي هذا التصريح على خلفية اعتراض العديد من أركان المعارضة على وضع جبهة النصرة على قائمة الارهاب ورفضهم التخلي عن تأييد الفصائل الاسلامية المسلحة التي تقاتل جنبا إلى جنب مع الجيش السوري الحر. اليوم وبعد أن فقد الغرب صلاحيته لدى أقطاب المعارضة، لجأ إلى تجنيد البعض من ذوي النفوس الضعيفة من داخل الكتائب المقاتلة، من خلال تنمية النوازع الفردية لديهم، وإغرائهم بتأمين بعض المزايا المادية والعينية، ممن لديهم استعداد لتغليب المصالح الشخصية على مصلحة الوطن، أوتقديم بعض المعلومات الاستخبارية الصحيحة والمغلوطة، بغية حرفهم عن الغرض الذي خرجوا من أجله، وإشغالهم بالغنيمة والمنصب. فتارة يلصقون التهم بكتائب الفاروق بأنها هي من يعتدي على المدنيين والجيش الحر وجبهة النصرة. وتارة أخرى يتهمون جبهة النصرة بأنها هي من يمزق علم الثورة وتارة يتهمون الفصائل التي توالي الاخوان المسلمين وتستفيد من دعمهم بأنها هي من يتآمر على الثورة ويفعل الفتن على الأرض بالداخل، حتى جاءت الجمعة التي نادى الثوار بتسميتها ب " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". نعم الثوار اليوم أكثر حاجة للاعتصام بحبل الله، لأنهم أصبحوا كُثرا وأصبح لديهم الكثير من السلاح والعتاد مما اغتنموه من جيش الأسد، لكن بذرة الفرقة قد زرعت بينهم ويخشى أن يفشلوا وتذهب ريحهم، لأن النصر لا يتأتي من ذلك أبدا. وكلنا يذكر مقولة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- " والله إن الباطل لا يصمد أمام الحق طوال هذا الوقت إلا بذنب أذنبتموه أنتم أو أذنبته أنا " وأضاف قائلاً: " نحن أمة لا تنتصر بالعدة و العتاد ولكن ننتصر بقلة ذنوبنا و كثرة ذنوب الأعداء فلو تساوت الذنوب لانتصروا علينا بالعدة و العتاد " يجب أن نعرف جميعا أن سبب تأخر النصر هو أعمالنا.. هو حب المال والجاه والغنيمة... هو اعتمادنا على كثرتنا... هو أخطاؤنا التي نرتكبها بحق الله و بحق العباد، فينقلب وبال ذلك علينا ويعذبنا الله بذنوبنا لو أردنا النصر علينا أن نعتصم بحبل الله ونتوكل عليه.
أحمد أبازيد
حازم صاغية
عقاب يحيى
بشير البكر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة