..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

معالم على طريق الثورة 15

محمد حسن العلي

١١ فبراير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7988

معالم على طريق الثورة 15
1الا غن نصر الله قريب.jpg

شـــــارك المادة

والآن وقد فُقد النصير ، وفقد ثوار سوريا كل أمل للمساندة من أمم الأرض جميعا ، عندها رفعوا أعينهم إلى السماء ونادوا بشعارهم المعروف مالنا غيرك يا الله ، وشعار آخر " وما النصر إلا من عند الله " .

نعم هذا قرآن يتلى ويردده المسلمون في كل وقت وحين وهو قول ربنا عز وجل وهو أصدق القائلين،

 

 

وهو القائل أيضا " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " وأيضا " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد " والقائل أيضا " و إنّ جندنا لهم الغالبون " .
وغيرها من الآيات الكثيرة في هذا الباب، فهل ربنا عز وجل حاشاه يخلف الميعاد ! كلا والله؛
وإنّ الشك بذلك يخرج الإنسان من حضيرة الإيمان.
إذا أين الخلل ؟ و لماذا تأخر النصر ؟!
والسؤال الذي يجب أن يوجهه كل واحد منا لنفسه : لماذا أحمل السلاح ؟
ولماذا أجاهد في المال ؟ ولماذا أخرج متظاهرا ؟ ولماذا أقول و أتكلم ؟
ولماذا هذا السباق المحموم للظهور على شاشات القنوات الفضائية ؟
هذا سؤال يجب أن يطرحه كل منا على نفسه التي بين جنبيه.
فشعار " مالنا غيرك يا الله " يقودنا إلى أن نعرف لماذا خلقنا ؟
والجواب يعرفه الجميع والدليل عليه واضح في كتاب الله حيث قال عز وجل : " وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون " ؛
والعبادة ليست كلمة يطلقها الإنسان بلسانه حتى يتحقق له الهدف من العبودية وهي مرضاة الله .
لأنّ الإقرار بكلمة التوحيد باللسان يجتمع في دائرته المؤمن والمنافق على السواء .
جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام قال يا رسول الله : إنّي أحب أن أعمل العمل لله ولكن أحب أن يُرَ مكاني ، فسكت النبي عليه الصلاة والسالم حتى نزل الوحي بقوله تعالى : " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا "
فاعتبرت الآية التفات الإنسان ورغبته بأن يُرَ مكانه بين العاملين شرك خفي ولذلك كان حديث النية من أهم الأحاديث إذ قال النبي عليه الصلاة والسلام : " إنّما الأعمال بالنيات وإنّما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " . وحدثنا أبو هريرة رضي الله عنه وقال: شهدنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيبر فقال لرجل ممن يدعي الإسلام ( هذا من أهل النار ) .
فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصبته جراحة فقيل يا رسول الله الذي قلت إنه من أهل النار فإنه قد قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- (إلى النار).
قال فكاد بعض الناس أن يرتاب فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت ولكن به جراحا شديدا فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك فقال (الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله).
والأمثلة في هذا المجال كثيرة وما ذكر فيه الكفاية.
ولآن لنعود إلى أنفسنا ونفتش وندقق في حقيقة دوافعها ابتداءً من حامل السلاح وانتهاءً بمن يجيد صناعة الكلام في الإعلام المقروء والمسموع والمنظور ، مرورًا بالمنفقين أموالهم لدعم الثورة والثوار .
لأن الذي نراه أمامنا يدعوا للأسى والحسرة؛ فدوافع الكثيرين ممن يطلق بلسانه شعار "مالنا غيرك يا الله" لا زالت تدور حول شهوات نفسه ومكبلة بحظوظها الدنيوية من المكاسب والمغانم والصدارات والوجاهات.
فالله سبحانه وتعالى وعده حق ولا يخلف الميعاد ولكن لنحقق له من نفوسنا ما يريد، ليحقق لنا ما نريد، فمجتمع الصحابة -رضي الله عنهم- أفضل مجتمع عرفته الدنيا وهم الذين تربوا على عين أفضل مخلوق في الكون، نبينا العظيم -عليه الصلاة والسلام-؛ وعندما خالف بعض الرماة الذين أمرهم النبي عليه السلام بالمرابطة على الجبل المسمى بجبل الرماة لحماية ظهر المسلمين في غزوة أحد عندما رأى بعضهم أنّ المشركين قد انهزموا في بداية المعركة وولّوا الأدبار ورأوا المقاتلين من المسلمين يجمعون الغنائم التي خلفها المشركون وظنّوا أنّ المعركة قد انحسمت وانتصر المسلمون، اجتهدوا اجتهادا خاطئًا ونزلوا من أعلى الجبل ليشاركوا إخوانهم في الغنيمة.

ولم يفعلوا ذلك إيثارا للدنيا على الآخرة بل هو اجتهاد خاطئ منهم بانتهاء المعركة، فكانت النتيجة عقوبة قاسية للمسلمين باستشهاد أكثر من سبعين من خيرة صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم، وجُرح النبي عليه السلام في وجهه ، وأنزل الله سبحانه وتعالى قرآنا يتلى إلى أبد الدهر في آواخر سورة آل عمران كلها تربية وتوجيه ليس للصحابة فقط الذين بدأت أسئلة كثيرة تتسرب إلى نفوسهم لماذا هذا وكيف حصل؟
ونحن المسلمون وهم الكافرون؟ فنزل قوله تعالى " منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم " فبمجرد التفات النفس للدنيا كانت النتيجة المؤلمة والقاسية للصحابة رضي الله عنهم لتعطيهم دروسا في المعاني الإيمانية وللمسلمين من بعدهم حتى قيام الساعة.
وإلى حديث آخر في معلم من معامل على طريق الثورة .

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع