عبد الهادي الخلاقي
تصدير المادة
المشاهدات : 10875
شـــــارك المادة
التهديدات الإيرانية لدول الخليج العربي تتصاعد وتيرتها بسبب الأطماع الإيرانية التوسعية في منطقتنا الغنية بالنفط التي تحتوي على ثلثي الاحتياطي العالمي إي نحو 25% من الإنتاج العالمي، فاحتلال الجزر الإماراتية والتدخل بالشأن البحريني والتغلغل في المجتمع الكويتي والتصريحات الاستفزازية المتكررة من قيادات ومسئولين إيرانيين.
كذلك العمليات العسكرية في المياه الإقليمية في لخليج العربي والتهديد بغلق مضيق هرمز أمام صادرات النفط الخليجي، كل هذه التهديدات امتدت لأكثر من ثلاثة عقود منذ عام 1979م وتزداد وتيرتها مع مرور الزمن ومع تغلغل النفوذ الإيراني في الخليج العربي الذي لا يمكن مقارنته بالنفوذ الأمريكي أو بغيره، فهو خطر واقعي على مستقبل المنطقة. فإيران تكرس جل ميزانيتها لإحكام الطوق على دول الجزيرة العربية تحديداً فقد نجحت في ضم العراق إلى مجموع حلفائها وتسعى إلى ضم السودان كذلك ما لم يتم تداركه من قبل القيادات العربية صاحبة القرار، بالإضافة إلى قواعدها العسكرية في البحر الأحمر والحوثيين في اليمن وهذا طوق محكم حول الجزيرة العربية بينما تعيش دول الخليج العربي في سبات تام وما زالت مترددة في فكرة إنشاء اتحاد بين دولها، فالعداء الإيراني تجاه العرب إنما هو ثار تاريخي منذ أن كُسرت شكوت الفرس على يد عرب الجزيرة أبان الفتوحات الإسلامية، لذا من يحاول أن ينكر المطامع الاستعمارية الإيرانية فهو جاهل في التاريخ وبالسياسة. إيران تدرك تماماً أن الحرب العسكرية لن تخدم تطلعاتها ولن تحقق أهدافها وقد عانت من حرب دامت ثمانية أعوام مع العرق وخرجت منها خاسرة. لذلك من الطبيعي أن تسعى إيران لأن تجد مكانا للنفوذ داخل دوائر القرار سياسي في دول الخليج العربي وهذا ما تم فعلاً، بل وترى إيران إن هذا التغلغل أفضل وأجدى من الدخول في حرب عسكري، لذا فهي تسعى لضرب دول المنطقة من الداخل بواسطة المأجورين من أبناء الخليج (إن صح التعبير) الذين ينفذون ما يملى عليهم في زعزعة أمن المنطقة وزرع القلاقل فيها. على الرغم من التقارب الجغرافي والتاريخي والتماثل السياسي والاجتماعي لدول الخليج العربي إلا أننا منذ ما يربو عن ثلاثة عقود ونحن لم نحقق هدف بسيطة جداً ألا وهو الاتحاد، أقلها كيان عسكري سياسي اقتصادي موحد، فنحن ما نزال نعاني من عدم تقارب وجهات النظر وافتقارنا إلى الرؤية البعيدة التي تضمن مستقبل دولنا؛ وهذا يرجى إلى ضعف القرار وعدم وضوح الغايات والأهداف وعدم استشعار الخطر المحدق بنا، ولماذا لا يكون لنا مشروع نووي خليجي عربي كون دول الخليج تمتلك القدرة على تمويل هذا المشروع والكفاءات العربية موجودة وتحتاج إلى فرصة لإثبات كفاءتها ومقدرتها. أخطاؤنا التقليدية والمستمرة والتخبط السياسي الذي تعيشه دول الخليج يجب ألا يحسب على النظام الإيراني أو على الغرب، فإيران لها مخطط إستراتيجي تمضي قدماً لتحقيق بينما دول الخليج العربي تقض الطرف عن هذا الحلم الفارسي الاستعماري في ضم الخليج إلى منظومتها التوسعية. لذا لابد أن يكون لنا مشروع نجابه به هذا الخطر الإيراني أو أي خطر أخر فليس بشرط أن يكون الخطر الذي يهددنا مصدره إيران فلربما يكون هناك خطر إسرائيل وهذا موجود فعلاً، أو خطر أمريكي، صيني، روسي أو تركي والاحتمالات واردة فالكل يبحث عن مصالحة الوطنية، إذا فالاتحاد الخليجي ضرورة جبرية لدول الخليج العربي، نعم نحن لا نطمح بتوسعة الرقعة الخليجية وليست لنا مطامع استعمارية كما هو الحال لدى إيران لكن من الواجب الحفاظ على أمننا وسيادة أوطاننا بالطرق التي تكفل لنا ذلك. عقود التسليح التي أبرمتها دول الخليج العربي والتي بلغت (تريليونات) منذ ثلاثة عقود أليس من المفترض أن يكون لنا نفوذ خليجي عربي سواء على إيران أو على غيرها؟! وقفة تأمل: إيران تقاتل ميدانياً في سوريا وتدعم نظام الأسد بالأموال والسلاح وترسل طياريها لقتل الشعب السوري الحر، كذلك حزب الله متواجد بقناصته ويستهدف أبناء سوريا، والعراق يرسل متطوعين من مليشيات الصدر وجيش المهدي لقتل الثوار السوريين، فانظروا إلى النفوذ الإيراني في الجسد العربي وإسهامه في قتل العرب بدم بارد وما زال البعض يسمي إيران صديقة فهل نعقل ونعتبر؟!
سعيد الحاج
زهير سالم
غسان عبود
ياسر سعد الدين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة