نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 3994
شـــــارك المادة
خرج علينا ديفيد شنكر، مدير المركز العربي لسياسات الشرق الأوسط في برنامج على الجزيرة, مبررا رفض أوباما تسليح المعارضة السورية؛ بأنّ ذلك خوف منه على علويي سورية, عدا عن مخاوف أخرى. وهنا لا نملك إلّا أن نسخر من قول ديفيد شنكر هذا والألم يعتصرنا؛ لأنّه استدعى إلى ذاكرتنا صورا ومآسي, فقد مرّ عامان يا سادة والشعب السوري يعاني ما يعاني, والغرب وأمريكا لم تبد خوفا على سنّة سورية.
لم يخف هؤلاء على أطفال السنّة الذين يذبحون ذبح النعاج وبطريقة تقشعرّ لها الأبدان على أيدي العلويين والشيعة القادمين من الشرق والغرب, والغرب الذي يطالب ويحاسب إذا انتهكت حقوق الحيوان. النساء اللواتي اغتصبن على أيدي المليشيات العلوية والشيعية لم تثر حفيظتكم, وأنتم من يدعي ويطالب بحقوق المرأة. ولو عدنا إلى الوراء قليلا لنذكّر أمريكا والغرب بمجازر الشيعة والصفويين ضدّ سنّة العراق الذين قتل الكثير منهم على اسمه, إلّا أنّ هذه المجازر لم تبعث مخاوفكم؛ بل كنتم شركاء فيها وإن غابت عنّا أمور؛ فإنّ منظر شباب الأحواز السنّة المعلقين على مشانق الشيعة الصفويين,لم تسترع انتباهكم. ما يحدث في ميانمار من مجازر, وتهجير, وقتل للسنّة هناك,لم تستدع منكم تحرّكا كما فعلتم في مالي والأسباب معروفة. التصريحات التي يدلي بها مسؤولون إيرانيون, ولعلّ آخرها, وأكثرها وضوحا ما أدلى به مهدي طائب، أحد المعممين المسؤولين عن الحرس الثوري الإيراني, بأنّ سورية هي المحافظة الخامسة والثلاثين من محافظات إيران الواحدة والثلاثين ,أمّا الثلاثة الباقية فهي ربّما بعض دول الخليج إضافة إلى اليمن. تصريح مهدي طائب هذا لم يشغل بالكم. عشرات الآلاف من الشيعة الذين توافدوا إلى سورية, وما يفعله حزب الله من احتلال لقرى سنيّة سوريّة,لم تدفعكم إلى مجرّد استنكار ما يحدث؛ بل وجدتم في بعض المئات من السنّة الذين أخذتهم الحميّة, وجاؤوا إلى سورية لنصرة إخوانهم المستضعفين هناك, وجدتم في هؤلاء خطرا, وأسرعتم لتضعوا هؤلاء ضمن لائحة الإرهابيين. نعم نحن نعلم عداءكم التاريخي لأهل السنّة. نعم إنّنا وبفضل بعض إخواننا من العرب الذي سمحوا بوجود قواعد لكم على أرضنا العربية المسلمة؛ ممّا أضعف أهل السنّة, ووضعهم تحت رحمتكم, واستطعتم ـمعشر الغرب ـ من إحداث شروخ بين أبناء الأمة الواحدة؛ إلّا أنّ هذا الحال وهذا الضعف لن يستمرّ طويلا؛ فالمارد السنّي بدأ يستيقظ, وسيهبّ بقوة؛ ليدافع عن أبنائه, وهم كثرـ وقد جرّب الغرب قوّة المسلمين عبر التاريخ عندما يستيقظون. نحن نريد أن نطمئن الغرب وأمريكا على وجه الخصوص على علويي سورية وعلى غيرهم من الطوائف الأخرى, بأنّنا كنّا أرحم الفاتحين عبر التاريخ كلّه؛ وذلك لانّ ديننا يأمرنا بالرحمة, ولا ننسى وصيّة أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه- لقادة المسلمين المتوجهين إلى فتح العراق وبلاد الشام ألّا يقتلوا طفلا، ولا امرأة, ولا يعتدوا على عابد في صومعته, وأوصاهم بألّا يقطعوا شجرة ,ولا نريد أن نتحدّث هنا عن رحمة الإسلام حتّى بالحيوان. فهل يحقّ للغرب بعد ذلك أن يتخوّفوا على علويي سورية؟!
أم أنّ هناك أمر آخر, قد يكون التخلص من الوجود الإسلامي؟!
حسين عبد العزيز
زهير سالم
محمد بسام يوسف
مزمجر الشام
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة