..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لماذا حولها لنظام لطائفية؟

محمد حسن عدلان

٢ إبريل ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3248

لماذا حولها لنظام لطائفية؟
1 النصرة الجبهة.jpg

شـــــارك المادة

يقول البعض لماذا كان هذا المنحى الطائفي في سوريا مادام الطرفان (النظام والثوار) يدعيان النأي عن الطائفية.
وليس لهما مصلحة بذلك ـ يتصور البعض أنه منطقيا ليس للنظام فائدة من تحويل الثورة لحرب طائفية، فطائفة النظام أقلية وسيكون هو الخاسر؟

 


الحقيقة أن النظام أدرك منذ الأيام الأولى أنه زائل زائل، ولا بأس بتجريب كل الطرق مهما كانت خسيسة حتى إحراق البلد، ومع أن الثورة اشتعلت جذوتها في درعا وهي كما نعلم لا تعرف الطائفية بل واشتهرت سابقا أنها من مؤيدي النظام،كما أن المظاهرات الصغيرة قبل ذلك وبعده كانت ترفع شعار واحد واحد...
ولكن حولها النظام ومنتفعوه لطائفية لأسباب:
1ـ يجتذبون بقية الطائفة العلوية لمعركة شرسة يعتبرونها حياة أو موت ، وإن لم يبق بشار متسلطا على كل سوريا سيأوي بطائفته إلى جبل يعصمه ويستقل به.
2ـ يجتذبون الأقليات الأخرى للوقوف معه.
3ـ يجتذبون قطاعا كبيرا من السنة على أساس التخويف من التقسيم أو أنه ليس من الشهامة الاستقواء على أقلية في الوطن الواحد .
4ـ يكسبون الشيعة في الجوار وهم الأكثر سلاحا وفعالية: (حزب الله ـ شيعة العراق) بالأفراد والميليشيا - وشيعة الخليج بالمال فهم وإن كانوا قلة فلديهم ثراء هائل ـ وأخيرا إيران تدعم بكل ما سبق سلاحا ومالا وأفرادا....) وليتفادى النظام غضب السنة سخر الإعلام وشيوخ السلطان للدعاء له والترويج بأنه ليس طائفيا ولكن الثورة طائفية وتستر النظام وراء عباءة المقاومة وشعارات مضحكة مللناها: الصمود - الإصلاح - الحوار – المعارضة الشريفة - وغيرها من الادعاءات الكاذبة... وأراد بذلك أن تصمت الدول العربية التي هي بالأساس دكتاتورية للعظم وتابعة لأمريكا كما أنه ليست لها فعالية أو تحمس للمذهب السني كتحمس إيران للمذهب الشيعي.
5 ـ وآخر هذه الاحتمالات أنه بالحرب الطائفية تصبح الحرب حرب قذرة، ومن الممكن أن ينجو النظام من المحاسبة على جرائمه على أساس أن الجميع قد تلوثت أيديهم بالدماء، وهذا ما حدث بعد الحرب الأهلية في لبنان وغيرها.
هذه مصلحة النظام فكيف دفع للطائفية دفعا، أدرك الجميع ذلك عندما صور مظاهر الدعس والإهانة الطائفية في بانياس. ومهاجمة جنائز المشيعين بوحشية في حمص. وإهانة مشايخ في بابا عمرو وغيرها كثير ثم سرب الصور عن قصد لدفع الطرفين للحرب.
ولم ينس بث مشاهد طائفية للطرف الآخر معظمها تمثيل كاذب وإن وجد بعضها حقيقيا فهو رد فعل على ممارساته.
ومع كثرة الإجرام كمجزرة كرم الزيتون والحولة والقبير ... ومشاهد الاستنجاد (يا عرب، يا مسلمون. يا أمم المتحدة .. يا متحضرون يا متخلفون يا....) ولا من مجيب...
ولكن من يسمون بالإرهابيين استجابوا فكان الترحيب بجبهة النصرة، ولهذا السبب استقبلتها الحاضنة الشعبية وكان هذا الاستفحال والتوسع الكبير لها..
وهذا ما لم يحسب حسابه لا النظام ولا الدول العربية ولا العالم وإلا لاستبدلوا بشار منذ البداية بقرضاي آخر كما يحاولون الآن.
وبما أن تجربة قرضاي أثبتت فشلها وهناك محاولات لاسترضاء طالبان فهل ستكون هناك محاولات لاستقطاب جبهة النصرة أو التعايش معها لا أظن، فسورية عاصمة الأمويين ومكانتها التاريخية والدينية ليست كغيرها، كما أن سلامة اسرائيل هي من تحدد للغرب مواقفه.
ألم يضعوا الكيماوي خطا أحمر حتى لا تشم اسرائيل بعض الرائحة لو هبت نسمة باتجاهها.
وكان الله في عون السوريين.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع