نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 4078
شـــــارك المادة
وها هي جبهة النصرة تعلن صراحة انتمائها إلى القاعدة, وفي توقيت غريب يعدّ صفعة لهذا الشعب الصابر. لقد حرص نظام بشّار الأسد منذ بداية الثورة على التخويف من هذا التنظيم, وأظهر نفسه الوحيد الذي يقف في وجهه في المنطقة, وذلك لاستجداء تعاطف العالم معه, وها هو يحصل على ما يريد وبأسهل طريقة.
إنّنا لا يمكن أن ننسى ما قدّمته جبهة النصرة للشعب السوري, فقد لبّت النداء وأقبل مجاهدوها من كل مكان يلبّون نداء شعب بحّ صوته مستغيثا بالله أولا, وبأخوته من العرب والمسلمين, وبأصحاب المروءة والإنسانية في العالم؛ لينقذوه من آلة الذبح التي وجّهها نظام الأسد إليه, دون أن يلقى هذا الشعب أذنا مصغية من أحد. جاءت جبهة النصرة لنجدة هذا الشعب, وليثبت رجالها على الأرض شجاعة نادرة, وليظهروا بطولات عظيمة سقط فيها شهداؤهم مقبلين غير مدبرين, ولتظهر أخلاقهم التي تربّوا عليها, فهم عفيفون عند المغنم يتعاملون بالسماحة واللطف مع الناس ويمدون أيديهم لمساعدة الآخرين. فأحبهم الناس ووثقوا بهم، بعد أن أظهر بعض أفراد الكتائب الأخرى أنهم لا يقلون عن كتائب الأسد إجراماً وشراسةً. التقيت بإحداهن في إحدى دول اللجوء فأخذت تشكو ما يسيء به بعضُ من يدعون أنهم من أفراد الجيش الحر إلى الناس في مدينة حلب، وكانت من جماعة البوطي، وعندما سألتها عن جبهة النصرة قالت: إنها الجبهة المقاتلة الشريفة على الأرض. لقد قدمت جبهة النصرة للشعب السوري الكثير، وبادلها هذا الشعب بالكثير أيضاً لقد أحبها، ودافع عنها، ورافع اللافتات التي تؤيدها وتنصرها في وجه من وضعها في لائحة الإرهاب، وقد تناسى هذا العالم الظالم ما يفعله حزب الله اللبناني، وجيش المهدي وعصائب أهل الحق العراقية، وما يفعله الإيرانيون من ذبحٍ لهذا الشعبِ ولأطفالِه بصورٍ تقشعرُّ لها الأبدان. وقف الشعب السوري إلى جانبِ جبهة النصرة، واعتبر نفسه كله جبهة النصرة؛ ليمنع عنها هذه التهم الباطلة. وفي الوقت الذي بدأ العالم يقتنع بضرورة تقديم السلاح إلى هذا الشعب للدفاع عن نفسه وحفاظاً على ما يدعيه هذا العالم من حماية حقوق الإنسان، طلع البغداديُّ حاكمُ دولةِ العراق الإسلامية ليعلن توحيدها مع بلاد الشام، وليؤكد للعالمِ أنه جبهةَ النصرةِ هي جزء من تنظيم القاعدة، ولتكون التصريحاتُ الأخيرةُ أكبر خدمةٍ يقدمُها هذا التنظيمُ لنظامِ الأسد، ولتقطع الشعرة التي يمكن أن يأتي الدعمُ الذي سيتمكنُ الشعبُ من خلالِه مواجهةَ هذا النظام المدعومِ عالمياً من دولٍ كبرى وبكلِّ أنواعِ الأسلحةِ الفتّاكة، والمدعوم طائفيّا من شيعة العالم كلِّه. إن النظام المجرمَ ورغمَ محاولاتِه التي استمرّت لأكثر من خمسين عاماً لم يستطع أن يقتلع الإسلام من أعماق هذا الشعب رغم ما بدا وأنه ابتعادٌ عن الدينِ والعقيدة. الشعب السوريُّ متدينٌ بفطرته، واستطاع أن يتعايش مع طوائف وأديانٍ وقومياتٍ مختلفةٍ كلَّ هذه الأزمان والعصور، وهو لن يقبل إلا الاعتدال والوسطيّةَ التي جاء بها ديننا الحنيف. إننا ندعو جبهة النصرة إلى مراجعة مواقفها وألا تفرض على الشعب السوري أفكارها التي تعتقدُها، فالشعب هو الذي سيختار شكل دولته وسيضع خطوط مستقبله بنفسه ولن يقبل وصايةً من أحد. فالله الله في هذا الشعب، ولا تكوني أيتها الجبهة كمن نقضت غزلَها من بعدِ قوّة أنكاثاً.
مجاهد مأمون ديرانية
أحمد صقر
عماد الدين خيتي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة