..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

كواليس مؤتمر أصدعاء الشعب السوري

حسان الحموي

٢٢ إبريل ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3328

كواليس مؤتمر أصدعاء الشعب السوري
1-148770352 اجتماعات.jpg

شـــــارك المادة

بعد انتهاء اجتماعات دول أصدعاء الشعب السوري في استطنبول في العشرين من نيسان الجاري والتي اقتصرت على أحد عشر وفدا على غير عادة المؤتمرات السابقة حيث تم تركيز الحضور على دول القرار في تحديد مصير طاغية الشام .
استمرت الاجتماعات لساعات طويلة عقد بعدها مؤتمر صحفي اقتصر على وزراء خارجية أمريكا وتركيا ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد معاذ الخطيب صرح فيها كيري أن باراك اوباما "طلب منه زيادة جهود دول ما يسمى أصدعاء الشعب السوري".

 


وأوضح أن "هذا النزاع تخطى الآن الحدود (السورية) وهدد الدول المجاورة"، مضيفاً أن "حمام الدم هذا يجب أن يتوقف".
لكن الملفت أن هذه الدول بدل أن تحمل معها ترياق سم الأسد؛ حملت معها سما زعافا من نوع آخر، من خلال خارطة سايكس بيكو جديدة للمعارضة السورية هادفة إلى تقسيم المقسم وتجزئة المجزئ؛ وهي تغلف خارطتها بغلاف ضمان حقوق الأقليات والتأكيد على مدنية الدولة السورية القادمة.
فقد اتضح أن اجتماعات الأمس أتت لأخذ المزيد من الضمانات والتنازلات والتعهدات ولتفرض المزيد من الالتزامات على جناحي المعارضة السياسية والعسكرية، وعينها طبعا على مبررات التدخل بعد سقوط نظام الأسد.
اجتمعوا اليوم ليقدموا الفتات من المساعدات غير القاتلة من المناظير الليلية وأجهزة الاتصالات، لمراقبة تحركات المجاهدين!!.
ويصروا على الحل السياسي، بينما بالمقابل يسمحون بكافة أنواع الدعم العسكري للعصابة الأسدية والإيعاز لأطراف خارجية بالتدخل المباشر في الأعمال القتالية، طمعا منهم في قتل المزيد والمزيد من الأكثرية، والتي يعملون جاهدين على تحويلها إلى أقلية كي تشملها حمايتهم المزعومة في المستقبل القريب.
ربما الشخص الواقعي الوحيد في هذه المعادلة هو رئيس الائتلاف معاذ الخطيب والذي أعلن استقالته فور انتهاء الاجتماعات، لأنه كان يدرك مسبقا أن الغرب يشتري منه الوقت لذبح ما تبقى من الشعب السوري ليس إلا.
ولأنه يعلم علم اليقين أنه عند كل اجتماع يكون رد العصابة الأسدية جاهزا من خلال زيادة جرعة القتل ليقول لهم الأسد أني مازلت أملك قرار القتل في سورية.

بالأمس وأثناء الاجتماع تتوالى الأنباء عن مجازر في جديدة الفضل، (566) مدنيا ذبحوا كالنعاج ما بين طفل وامرأة وشيخ على يد الأقليات التي جاءت تلك الدول لتضمن عدم محاسبتهم بعد سقوط العصابة الأسدية.
فهل فكرت المعارضة أن تقرر بحزم مقاطعة المجتمع الدولي وأن تشعرهم أن الدم السوري ليس للبيع ولو للحظة واحدة؟!.
هل فكرت المعارضة بدلا من تقديم التطمينات إبلاغهم أن لو استمر الوضع ستباد قرى العلوية بأكملها؟!،
هل فكرت المعارضة  أن تبلغهم بأن الدولة الإسلامية ستقام على حدود جارتهم إسرائيل أن لم يوقفوا هذه المهزلة ؟!
هل فكرت المعارضة التحدث بلغة أخرى غير لغة الطاعة والولاء مع أصدعاء الشعب السوري وتهديدهم بأن جميع الكتائب المقاتلة ستعلن الولاء لجبهة النصرة وتبتعد عن الجيش الحر؟!.
ربما عندها سيفكر الغرب بشكل جدي برفع الغطاء عن عصابة الأسد ..
لقد أدرك الخطيب أن البون ما زال شاسعا ما بين أولويات المعارضة وكما جاء في بيان الائتلاف السوري الذي نشر بمناسبة اجتماع أصدعاء الشعب السوري في اسطنبول بأنه "من الواجب الأخلاقي للأسرة الدولية بقيادة دول مجموعة أصدقاء سوريا اتخاذ إجراءات معينة ومحددة وفورية لحماية المدنيين من إطلاق الصواريخ البالستية واستعمال أسلحة كيميائية".
وذلك من خلال تقديم الدعم العسكري للجيش الحر ، إضافة إلى ضرب مواقع إطلاق صواريخ سكود ومنع قصف الشعب السوري بالطيران، وفرض منطقتي حظر جوي في الشمال والجنوب، ومساعدة الائتلاف في مساعيه لنيل الاعتراف الكامل في الأمم المتحدة، إضافة لتقديم الإعانات الطبية والإغاثية عن طريق الائتلاف والحكومية المؤقتة المزمع تشكيلها في الأيام القادمة.
وبين أولويات أصدعاء الشعب السوري التي لازالت تبرح في دائرة القضاء على الجماعات الإسلامية المتطرفة والنأي بالنفس عن جبهة النصرة، وضمان حقوق الأقليات، وضمان أمن دول الجوار وعلى رأسها اسرائيل.
والتي ضمنته مسبقا من خلال (إعلان نوايا) باسم الائتلاف الوطني السوري الذي تضمن تصور الائتلاف لسوريا بعد الأسد، يجيب فيه عن كل أنواع القلق التي تساور المواطنين السوريين (الأقليات) والقوى الإقليمية والدولية.
تمثل في التركيز على رفض "كل أشكال الإرهاب" والتعهد بعدم وصول الأسلحة التي سوف تحصل عليها إلى جهات خطأ.
وعدم السماح بوقوع عمليات انتقامية ضد أي مجموعة في سوريا.
كل ذلك مقابل موافقة مبدئية، على تسليح المعارضة السورية و"تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه"، بأسلحة غير قاتلة.
و مقابل تفهم لكل مطالب الائتلاف التي تقدم بها خلال المؤتمر.
وتفهم لمعاناة الشعب السوري!
و تفهم لطلب حماية المدنيين !
ووعود، باستمرار الجهود !
ووعود بدعم مختلف هذه الطلبات بما في ذلك العسكري منها!،
من دون أن تتم الإجابة بوضوح عن طلب إقامة حظر جوي فوق شمال وجنوب سوريا أو ضرب مواقع إطلاق صواريخ الموت أو.... فكل ذلك يحتاج إلى دراسة بصورة عملانية حسب زعمهم.
أيضا مقابل مضاعفة المساعدة الأميركية "غير القاتلة" للمعارضة السورية بما في ذلك معدات عسكرية دفاعية لم يكشف عنها بقيمة تصل إلى (123) مليون دولار.
أي أن المساعدة الأميركية "سوف تتخطى الوجبات الغذائية العسكرية والحقائب الطبية لتتضمن أنواعا أخرى من التجهيزات غير القاتلة"
فقد تضم سترات واقية للرصاص ومركبات ومناظير ليلية حسب ما ذكرته وسائل إعلام متخصصة.
والموافقة على أن يتم تحويل كل المساعدات مستقبلاً من خلال القيادة العسكرية العليا للمعارضة.
فما بين أولويات الخطيب وإدريس بدعم رؤيتهم التي أكدها اللواء إدريس للصحافيين على هامش مؤتمر اسطنبول، بأنه ليس هناك حل مع النظام السوري من خلال المفاوضات وأن الصراع لن يحل إلا بالقوة.
وما بين أولويات المجتمع الغربي بالقضاء على الجماعات الإسلامية وضمان أمن اسرائيل وحقوق الأقليات، تضيع القضية وتبقى الإرادة السورية هي المتغير الوحيد في المعادلة.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع