نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 3362
شـــــارك المادة
عندما وضع الرئيس الأمريكي خطّه الأحمر تحت استخدام السلاح الكيماوي في سورية ,لم يتصوّر أنّ هذا النظام سيتجاوز هذا الخط بعد التطمينات الروسية بأنّ هذا النظام لن يستخدم هذا السلاح . وجاء استخدام السلاح الكيماوي ليحرج الرئيس الأمريكي, وعندها بدأت التصريحات المتناقضة عن الجهة التي استخدمت هذا السلاح .
كان تصريح كارلا دل بونتي عضو لجنة التحكيم الدولية في الجرائم المرتكبة في سورية واتهامها المعارضة باستخدام هذا السلاح هو المخرج للولايات المتحدة من هذا الحرج الذي سبّبه استخدام هذا السلاح, ومقدّمة لما اتفقت عليه روسيا والولايات المتحدة ضمنا, وما ظهر في المؤتمر الصحفي الذي عقده لافروف كيري في موسكو. وإذا استعرضنا ما قاله كيري ولافروف في مؤتمرهما الصحفي؛ تبرز تساؤلات عديدة: فهل ما نجم عن الاتفاق الأمريكي الروسي حول الحل السياسي للأزمة السورية كما يسمّيها هؤلاء, ووفق اتفاقية جنيف يعني أنّ نظام الأسد باق, حتّى لو تمّ الاتفاق سرّا على إزالة الرأس وهو بشّار,ربّما لما يسبّبه إبقاؤه من إحراج للولايات المتحدة الأمريكية بالدرجة الأولى بعد المذابح التي ارتكبها هذا النظام, والتي فاقت تصوّر البشر ؟!. وهل التهديد بتفتيت سورية أو تقسيمها هو ما يسعى إليه الطرفان ونحن نعلم بأنّ خارطة تقسيم المنطقة موضوعة منذ سنوات بانتظار تهيئة الظروف المناسبة, ولن يكون هناك أفضل ممّا يحدث اليوم في سوريّة لتحويل هذا المخطّط إلى واقع ملموس.؟!. ربّما شكّلت تصريحات كيري في موسكو صدمة لهؤلاء الذين عوّلوا كثيرا على تغيّر في الموقف الأمريكي تجاه الثورة السورية, فأمريكا لا تعمل إلاّ وفق ما تقتضيه مصالحها, فهي كالعاهرة لا تبيع إلّا لمن يدفع أكثر, ولمن تلتقي مصالحه بمصالحها,ولم تلتق هذه المصالح يوما مع مصالح المسلمين السنّة. ولعلّ البعض حاول أن يتناسى احتلالها للعراق بحجّة وجود الأسلحة الكيماوية, وهي تعلم أن لاحقيقة لهذا الوجود, وغضّت بصرها كلّ هذه السنين عن المخزون الضخم لهذه الأسلحة الموجودة بيد النظام السوري الذي تعلم علم اليقين بأنّه هو الذي باع الجولان وهو الذي تكفّل بحماية إسرائيل. إنّ أمريكا وروسيا والغرب عامّة يخاف أن تقع هذه الأسلحة بيد غير أمينة, ولن تكون هذه اليد إلّا يد الثوّار السوريين, وكما قال النائب الفرنسي آلان مارسو: أيّ ثورة تريدوننا أن ندعم: ثورة جبهة النصرة وتنظيم القاعدة؟!. إنّ الأسلحة الكيماويّة هي المعبر الذي سيحقّق الغرب فيه حلمه بتقسيم سورية, كما كان المعبر إلى أفغانستان هو وجود طالبان. وليست هذه المجازر وآخرها, وأكبرها ما حدث في البيضة وبانياس وقتل الآلاف على يد الأقلية العلويّة التي تطالب أمريكا والغرب بحمايتها ـ وهي المعتدية ـ إلّا دليل على وقاحة وحقارة هذه المجتمعات التي تغضّ بصرها عن المقتول, وتطالب بحماية القاتل. فيا أيّها الحالمون: استيقظوا, ودعوا السراب, تعالوا إلى الواقع, فثورتنا لن تنتصر إلّا بالاعتماد على الله وحده, وعلى إيمانكم وقوتكم وثباتكم, ونصر كبير تحقّقونه بإذن الله هو الذي سيغيّر الموازين في هذا العالم, وهو الذي سيحقّق ما تصبو إليه ثورتنا المحقّة بإذن الله.
خطار أبو دياب
عمر كوش
ماجد محمد الأنصاري
فيصل القاسم
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة