أبو أمجد
تصدير المادة
المشاهدات : 7401
شـــــارك المادة
الأب يريد أن يعاقب ابنه تقوم الأم وتمسك بالأب، يخاف الإبن ويقوم بمحاولة لإرضاء إبنه لينجو من العقاب، يصر الأب على معاقبة الإبن لأن محاولة إبنه لإرضائه غير كافية، يزداد الإبن خوفا ويقوم بزيادة ومضاعفة إرضاء والده، تقوم الأم بزيادة جهدها والإمساك بالأب، وأخيرا يرضى الأب عن الإبن، ويتسامح الإبن من أبيه وتترك الأم الأب، وتواصل العائلة حياتها بسعادة، أو بتعاسة.
هذا ما يحدث الآن بين أميركا وروسيا والأسد، ولعلكم عرفتم من الأب ومن الأم ومن الإبن، طبعا مع فوارق عديدة.
تذكرنا تهديدات الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه ضربة للنظام السوري السفاح، تذكرنا بتهديدات إيران بالقضاء على ما يسمى دولة إسرائيل، نفس الأسلوب ونفس التهديد، وكأنهم تخرجوا من مدرسة واحدة.
أميركا لا يهمها كم عدد الأبرياء من الشعب السوري الذي قتلهم الأسد، لقد ضل ينافق، وينافق، بأنه سيقوم بضرب ومعاقبة بشار الأسد لأنه قتل شعبه بالجملة. أوباما لا يريد أن يموت الشعب السوري بالغاز والكيماوي، لأن هذا يؤدي إلى موت هادئ لا دماء فيه، لذلك يسعى أوباما إلى ضرب الأسلحة الكيماوية السورية، والإبقاء على باقي الأسلحة الأخرى، ليواصل السفاح قتله لشعبه. وليكون الموت صاخبا مملوء بالدماء، مثل أفلام الرعب التي ينتجها الأمريكيون.
من المغالطة أن يقول البعض أن بعض الثوار يؤيدون الضربة على سورية، والواقع أنهم يؤيدون ضرب بشار ونظامه وسلاحه لعل العذاب يخف عن الشعب السوري. ومن المغالطة تشبيه بشار الأسد بصدام حسين، لأن الفرق بينهما مثل الفرق بين السماء والأرض، فصدام لم يقتل ويدمر العراق كما دمر بشار سوريا. إضافة أن صدام لدية اعتزاز بعروبيته، وأنفة عن قبول الهيمنة الأجنبية بجميع أشكالها، وديكتاتوريته لا تقارن بدكتاتورية بشار الأسد. إضافة إلى جدية صدام بضرب دولة ما يسمى بإسرائيل، بينما بشار يتلقى ضربات من دولة ما يسمى إسرائيل ولا يرد أبدا. كثيرون في الولايات الأمريكية والدول الأوروبية يعارضون الضربة الموجهة للنظام السوري، فهل هذه المعارضة حبا لبشار الأسد وكراهية لشعب سورية المقتول الآن أو فيما بعد. أم هي الإنسانية التي لا تظهر إلا لصالح الحكام الظالمين. ولماذا لا يعارضون بشار حين يقتل فاليوم الواحد ما بين المائة والألف. نسي الجميع المجزرة الهادئة التي فاق عددها الألف وخمسمائة قتيل، معظمهم من الأطفال والرضع كانوا نائمين في أحضان أمهاتهم. تم نسيان هذه الفاجعة، وكأن المشكلة ليست في قتل هذا الكم الهائل من البشر، إنما المشكلة في وجود الكيماوي من عدمه.
سياسات مجلس الأمن والأمم الملحدة وجامعة الدول العربية، لا يهمها أبدا شعوب تقتل، الكل تسيرهم وتحركهم حثالة يهودية، هذا ما نراه، وهذا هو الواقع المرير. المهم أن تأمن ما يسمى بدولة إسرائيل، فلا كيماوي يرعبها وإن كان صديقا لها، ولا حكم إسلامي يخيفها وإن أقسم على ألا يمسها بسوء. أقول للإتلاف السوري ورئيسه الجربا ومن على شاكلته، لو كنت مكانكم، لقبلت حذاء كل مجاهد من جبهة النصرة وكل مجاهد مسلم ترك دياره لنجدة شعبي، ومن على نهجهم، لا مانع في قليل من السياسة، ولكن أن نركن إلى أكبر دولة إجرامية في التاريخ ألا وهي الولايات المتحدة، بعد كل هذه الصفعات، فهذا أكبر خذلان وأكبر حمق وأكبر خيانة للشعب السوري، ولأرضه ولدينه. ألم تكفنا الصفعات المتتالية التي لقيناها من أميركا وحلفائها، نكمل قريبا السنة الثالثة، ولا زلنا نسمع وعودا، ولم نرى إنقاذا لشعبنا من هذا المجرم السفاح بشار الأسد وحلفاؤه. ألا زلتم أيها الإئتلاف تصدقون أن هناك إرهابيون في صفوف المقاومة، هل تصدقون أن من جاء لنجدتكم إرهابي ومن يتفرج على جزاركم يذبح أطفالكم، صديق، يريد لكم الحرية والنجاة. إعقل أيها الجربا، ويا أيها الإئتلاف أين حكمتكم!!!؟؟؟ ميزوا وفرقوا بين من هو عدوكم ومن هو صديقكم. والسلام
برهان غليون
محمد أبو رمان
أنور مالك
محمد وليد حكمت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة